كيف يمكن أن أجمع ما يشغلُ تفكيري و اهتمامي و أفرِزه ،و أصنّفه
مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت :
عبير ورد
-
كيف يمكن أن أجمع ما يشغلُ تفكيري و اهتمامي
و أفرِزه ،و أصنّفه بحسب:
ما لا يستحق الاهتمام أساسا.
وما يستحق الاهتمام :
ما يمكنني القيام به كاملا أو بجُزء منه ،أو ما لا يمكنني أن أؤثر فيه؟
بالظبط كدا زي ما ست البيت بتجمّع الحجات اللي عايزة تتغسِل،و بعدين تفرِز و تصنّف :
دي هدوم دابِت معدتش نافعة ..ارمِي
دا لازم يروح مغسلة
دا أبيض
دا ألوان
دي چواكت مينفعش تتغسل في الغسالة... الخ
سأتحدث هنا عن الشخص المحترم الذي عنده قدْرٌ من هذه الخصال:
{له قلبٌ طيب يحب الخير - -عاقل- عنده إرادة و عزم، يشعر بقيمة الوقت}
يمُرُّ بالشخص المحترم العاقل صاحبِ النفسِ الطيبة و العزم على فعل الخير مجموعةٌ كبيرة جدا من المواقف و الأحداث يتأثّرُ بها ،و تشغل قدرا كبيرا من اهتمامه و انشغاله و تفكيره
باختصار :
أولا
خرّج من دماغك كل ما لا يستحق الاهتمام ،و متضيعش وقتك و لا أعصابك فيه،و لا تدخل في جدال بشأنه مع حد
مثلا:
اللاعب الفلاني اشتراه رجل الأعمال الفلاني بكذا.. أنا مالي بالقصة دي
الممثلة دي بتاخُد في الفيلم كذا مليون… أنا مالي
الأهلي غلب أو اتغلب من كولالامبور… ..أنا مالي ،إيه المنفعة أو المضرة لي شخصيا بذلك ..
عمّك محمد أبو السيد اللي كان مش لاقي ياكُل بقا متريّش و عندو بُرج و مرسيدس... ربنا يوسع عليه ..أنا مالي
وهكذا
أخبار. مواقف.. أحداث لا تعنيك بتاتًا،و لا تستحق أن تهتم بها فضلا أن تقف عندها أو تنشغل بها أو تحزن لها أو تغضب أو تجادل فيها
ثانيا
أخبار ومواقف وأحداث تخصني و تهمني أو تخصّ من أحبهم
و هذه أصناف:
منها ما لا أستطيع التأثير فيه ،لايدخل تحت استطاعتي
منها ما يمكن أن أؤثر فيه جُزئيا
ومنها ما هو من تخصصي و مجالي و في استطاعتي
يجب أن أعطي الوقت والهَمِّ و الاعتناء لاهتماتي بقْدر استطاعتي على العمل و التأثير
وهنا تحدث سلبيات ،منها:
-الانشغال بما لا يستحق،و الانفعال معه و الوقوف عنده
-الاهتمام والتركيز فيما هو مُهم ويستحق لكنه خارج دائرة قُدرتي و تأثيري.. الوقوف عند مثل هذا مضيعة للوقت والجهد
-التفكير في حلول خيالية،أو تعتمد على أسباب وشروط غير مُتحققة
-تركُ الجزء اليسير النافع المُستطاع تجاه أمر يستحق بحُجة أنه غير كامل
-القعود و الكسل عن القيام بدورك في مجال تخصصك،ودائرة تأثيرك
سأضرب بعض الأمثلة:
هو مثلا :
- يعرف امرأةً لها أبناء و عندها مسؤوليات و لا عائل لها ،و تحتاج مالا كثيرا ـ فقط لتعيش أدنى مستوى من الحياة ،هي و من تعُول ..
يتأثر بذلك ،يشغله الأمر و يهتمّ له ،و يتحول التأثُّر من مجرد تعاطُف إلى تفكيرٍ في حل تلك المشكلة
سيَسرحُ بخياله للحظات و يقول في نفسه :
يااا لو الواحد معاه فلوس كتيييير ،كان عرف يسكّن الست دي و عيالها ،و يجوّز بناتها ،و ميخليهاش عايزة حاجة… لو
بس الحقيقة إني أصلا فقير ..فمش هقدر أحقق الكلام دا كُلُّو..
هذا النوع من التفكير خطأ
و من قال : إنك لتُساعد هذه المسكينة يجب أن تفعل كل هذا
أو لا تفعل شيئًا ؟
هذه ثنائية مُتوهّمة
الواقع أنك تقدر على أشياء كثيرة و ذات قيمة
-نفسُ إحساسك بها و رجاء الخير لها و لأسرتها
-الدُّعاء لها
- ممكن توفّر جزء من مُرتبك تدفع لها إيجار شهر ،أو كيلو لحمة .
- تحاول في دائرة معارفك اللي بيحبو الخير تعرِض عليهم الحالة ،رُبّما تجد من بينهم من يساعدها…
- تشوف شغلانة لأحد من أبنائها
وغير ذلك من طُرق المساعدة
الفكرة الأولى:
هناك أشياء كثيرة في دائرة الاهتمام و الانشغال لن تستطيع أن تؤثر فيها بشكل كامل= فلا يمنعُك ذلك من المساهمة بما تستطيع
انا بحب التفاح
فيه خبر إن التفاح غِلي السنة دي،الكيلو بقا ضِعف السنة اللي فاتت
دا خبر يهمني… صح
بس
أنا ممعييش فلوس تكفي
لو قعدت اشتكي للناس،واكتب ع الفيس بوك عن غلو الأسعار و أنفخ واتغاظ و ،دا مش هيحنّن قلب التاجر مثلا عشان يرخّصه لي
ملوش فايدة
يا إما استغنى عنه ،يا إما أشوف طريقة أجيب بها تمن التفاح
سمعتُ أخبارا عن قتل و تشريد واعتقال لمُستضعفين من إخواني و أخواتي في بلدي و في غيرها
و ذُلُّ و هوان يعيشه المسلمون
وفقر و مرض وظلم
هذا الأمر أحزنني كثيرا ،و ملأ قلبي غيظا و غمًّا
هذا أقلُّ ما يحدث لأي شخص فيه رائحة إيمان ،و نخوة
سيخطر ببالي مجموعة من التساؤلات :
أين دول العالم التي تتغنّى بالحقوق و الحريات
أين حكّام المسلمين
أين الدُّعاة
أين منظمات العمل الإنساني و حقوق الإنسان
و نحو ذلك مما لا يحل المشكلة ولا يزيدك إلا غمًا
و يستنفذ طاقتك فيما لا فائدة منه
و يُشغلك و يُقعدك عما ينفع
لكن ، كيف يمكن أن يكون شعوري هذا صادقا ،و اهتمامي سليما نافعا؟
الجواب:
تجمع كل اهتماماتك و ما يشغلك و تصنفه
و تحدد منها ماذا يمكنك العمل فيه و التأثير
و تُفكّر في بهذا المنطق:
ما الذي يمكن أن أفعله ،ما هي الخيارات
كيف يمكن أن أؤثّر بحسب قدراتي و ما يُتاح لي
ثم تشرع في العمل
اجمع اهتماماتك
افرِز وصنّف
ركّز أكتر مع ما تستطيع التأثير فيه
لا تضيّعْ اليسير بحُجة أنه غير كامل
ركّز قوووي في مجالك وأبدِع و وَرِينا شطارتك فيه
