مكنتش فاكرة التربية هم وغم...
مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت :
عبير ورد
-
نشأت أُداري مشاعري في بيت عادي جدا ...الاب والام فيه علاقتهم فاترة لكن يتكاتفان من اجل تربية أبنائهم. ...احيانا يفقدان اعصابهما....واحيانا يكونان هادئين...لكنهما ليسا معتقدين في الدور النفسي ....
الحياة اكل وشرب..ودروس ومدارس..وخناق علي ملابس العيد...وعلي ملابس الدراسة..وياميش رمضان.....
حياة روتينية...
لم ار عمري بابا بيطبطب علي ماما....
ولا ماما بتطبطب علي بابا....
ربما يتناقشان..
لكن ...لم ار مظاهر للحنان ابدا...
كنت من داخلي انسانة عاطفية جدا...
احب الحنان والحضن
لكن ماما كانت تدفعني من حضنها بزهق انتي لازقة ليه...
اما بابا فكان يوبخني ويراني مدللة او مستهترة...
كتمت عواطفي...
وتظاهرت بالجدية...
ولكن احتياجي للحنان كان فائقا....
انا متوسطة الجمال...
أصلي...من صغري ..
اخي الاكبر محمد..
اخي الاصغر احمد..
كانا مثلي...ليس الحنان من حق احد...
اقضم اظفاري دوما....
واري نفسي بلا مكانة...رغم تفوقي الدراسي....
احلم بمن ينتشلني ويطبطب عليا. ...
كنت اتعلق بمدرساتي تعلقا جنونيا...
كل فترة اتعلق بمدرسة
..
وابكي واكتب لها الجوابات...
في ابتدائي تعلقت بميس رانيا..مدرسة الدين
وفي اعدادي بالمعلمة سماح معلمة اللغة العربية
وفي ثانوي بالمعلمة علياء مدرسة الرياضيات
انطوي دوما علي نفسي....
في الثانوية العامة حققت مجموعا اهلني لدخول كلية الإعلام
.
لكن الاهم هو انه جاء من يخطبني وانا في اولي اعلام....
كان اسمه ...احمد علي اسم اخويا...
شدني جدا...
هو قريب لماما من بعيد ..
وميسور الحال ..
يعمل مع أبيه في مصنع للملابس يمتلكانه...
فرحت...
احببته..
هو ايضا احبني من اعماقه...
كان مفتقدا للحنان مثلي...
اصبحت اسعد اوقاتنا معا...
تزوجنا..وعشنا سعيدين جدا...
حضنه عوضني كل ما فات...
لا يمكن للحياة ان تكون اجمل من ذلك...
لكن شيئا واحدا كان ينغص علي سعادتي....هو....الانجاب...
لم احمل
وحماتي دوما تتساءل
احمد سعيد بي...
لكن زن امه....
مضي عام..وعامان...ليس لدينا اي موانع.....
طلبت من احمد...الا يستجيب ابدا لالحاح امه...بالزواج عليّ
لان هذا قد يقتلني نفسيا...
كنت اشعر اني غير سوية...في تعلقي به حطيت همي كله....في حبي له...
وهو ايضا احبني ...من اعماقه...
امه متعجلة..
عرضت نفسي لعمليات...من اجل ان تسكت...
وبالفعل ...اصبحت حاملا...
لكن اشعر باكتئاب غريب
وكراهية للطفل الذي بداخلي رغم فرحة احمد العارمة...
كان نفسي انا اكون مكان هذا الطفل واحظي باب وام حنونين...
جاءت ابنتي للحياة...
احمد اسماها صفا طاير بيها وكذلك امه...
لكن...
انا لأ
اشعر انها جعلتني افتقد حضن احمد وحنانه فكل احضانه لها...
بدأت اشعر بحزن دائم...ولم اتمكن من ارضاعها....
اصبحت ذكريات احتياجاتي الطفولية والحنان الذي حرمت منه تلح عليّ.....
بدأت اصمت وانسحب من الحياة....
حماتي تهزئني
واحمد مذهول..
وذهب بي لطبيب نفسي ...
تناولت الدواء...
ولازلت اكره صفا من قلبي...
انا استحق ان ادلل بدلا منها ...
احمد اعطاها لحماتي مخافة ان أؤذيها.....
قال الطبيب لاحمد ..ان زوجتك دخلت الحياة الزوجية وهي مدمرة نفسيا من قلة عطف والديها وتشعر انه ليس لديها ما تمنحه لاحد. .
.احمد لم يتخل عني...عاد يفيض علي بحنانه..
تحسنت...
لكن اصبحت المشكلة صفا....
لا اشعر انها ابنتي. ..ليس لدي ما امنحه لها....
جلس معي الطبيب....يتناقش معي.......الابن ليس ند ...وليس عبء....الابن.....انسان ربنا منحك اياه...من اجلك....من اجل ان ...يكون لك امتدادا......من اجل ان تزرع فيه الخير....
بدأت اتعامل مع صفا بارشادات الطبيب...
احتضنها...
كنت افرح انا عندما احتضنها.....
اقبلها...
لكن ازعاجها وبكاؤها. .
حماتي تساعدني...
دعوت الله كثيرا...
اللهم اقذف الصبر علي ابنتي فى قلبي
...
اهم شى في التربية الصبر ...ومنح الابن الحب......
الصبر ما ازعقش. .
واحضن واطبطب. ..
وجدت نفسي اعيش طفولتي معها...طفولتي التي لم اعشها....
لم اغار منها عندما احتضنها احمد ...بدأت اشعر بمشاعر طبيعية....
تعلمت كيف العب معها ....
الطبيب قال لي احسني الظن بها.....لا تعتقدي انها تتعمد استفزازك...بل هي طفلة لا تفهم الأمور. ..شعرت اني فرحة....لكن.......شيئا في صفا كان غريبا... ما هو لا ادري....ثم اكتشفت انها ذات عيب خطير في الفلب. وتحتاج لعمليات. بكيت من قلبي.....اخيرا فهمتها وحستها...والان تمرض ..
بكيت...
لكن....صفا دخلت العملية وخرجت منها....عاشت يومان فقط...
عاد اليّ الاكتئاب مضاعفا...لكن لم يساندني احمد...كانت نظراته كلها اتهام... انا قصرت في رعايتها ورفضتها... وامه الست الكبيرة هي اللي ربتها..بقي مش طايقني. ....حياتي الغريبة....
ابكي واتناول دواء الاكتئاب. .واتحسس مكان صفا .....لماذا حرمتني امي وابي حتي عجزت ان افهم ابنتي .....لماذا.. احببتها ثم ماتت...خفت من الش
كوك...التي تراودني...احاول الاستماع للقرآن. ..لكن...ابكي كثيرا ....جاء احمد ليبلغني انه لم يعد قادرا علي تحمل حالتي الدائمة...ويريد طلاقي....الانسان الوحيد الذي منحني الحنان...
لم يكن يأخذ رأيي
بل كان يبلغني
طلقني وتزوج....
وبكيت وات...
وماما دوما تقول لي اني معرفتش احافظ علي حياتي وان جوزي طفش من نكدي....
اتمني الانتحار....
انا ماليش فايدة....
حياتي بعد ما افتكرتها اتعدلت باظت كلها.....
تركت الصلاة....واصبحت أقضي وقتي نائمة لا اقوم... محمد واحمد اخواي..كانا قد تزوجا.....
وكلاهما لم ينجب
..
دوما اشعر اني اريد الموت ..
احمد انجب بنت اسمها صفا ايضا...لكنها ليست ابنتي
قررت ان احسم قراري...
وقررت ان اغادر هذه الحياة التي لا فائدة لي فيها...ابتلعت كل الدواء النفسي...الخاص بي. ..
لكن للاسف الشديد لم امت ...
ابي انهال علي ضربا
وامي انهارت....
وفي المستشفي بكيت. ...
لكن هل تدرون من زارتني!!!!!
مروة زوجة احمد الجديدة....مع ابنتها صفا....
انها تشبه ابنتي تماما لان.....صفا كانت تشبه احمد....وصفا الجديدة ايضا تشبهه..
مروة حدثتني في رفق....وطلبت مني ان احمل صفا...
الحياة لم تنتهي...يا ايمان....
فكرت وترددت ان أتي لك ان لا..
عندما تقدم لي احمد..
كنت ارملة
تعاني من فقد زوجها وابنتها في حادث سير
لم اعرف عنه الا انه مطلق بلا اطفال
ثم حكي لي عنك...
اريد ان اساعدك
...اندهشت...وبكيت....
قال لي (اعرف كما حكي لي احمد القسوة التي تعرضت لها في تربيتك....وانك انسانة حنون......لماذا لا تعالجين الماضي؟ ؟ ؟لماذا لا تفهمين ما مر بك....؟ ؟ ؟)
قلت (كيف اعالج الماضي ؟ ؟)
نصحتني بمدربة ممتازة..
لديها جلسات علاج الماضي...
قلت لمروة (وما الفائدة ..؟)
قالت (الحل لابد ان يكون من داخلك وليس من عطف احد عليك )
ذهبت للمدربة..
تناقشت معها..
قسمت لي العلاج
اولا رصد الماضي حكيت عن طفولتي ومراهقتي ....
ثانيا بدأت تشرح لي الماضي. ..كنت استريح كلما افهمتني....لماذا...عاملني والداي هكذا....
ثالثا تعرضت لجلسة استرخاء نفسي....شعرت فيها ان الماضي يهدأ
فاجأتني ان زواجي من احمد كان سيفشل لاني لم اعامله كزوج بل كأب...وهو ليس ابا لي....وهنا سامحته
وهنا فهمت سر غيرتي من ابنتي ...
الكلام اراحني واجلي عني التراب ....
بدأت احاول التفكير في مستقبلي...استغفرت الله وت الي الصلاة.....
شعرت ان افضل عمل اقدمه هو الدعم النفسي للاطفال...اكون اما لهم....
درست دبلومة تربوية ثم ماجستير...عملت في المدارس متطوعة....ثم بأجر...شكرت مروة علي مساعدتها لي ودعوت الله لها لكن كان من المناسب ان ابتعد عن حياتها مع احمد...
في يوم...بعد 5 اعوام كنت بمدرسة امارس عملي..اذا بي اجد امامي طفلة اسمها صفا احمد....
اخرجتها الميس من الحصة لانها منهارة....
اتفاجأت انها بنت احمد ومروة...
وان مروة ماتت بعد ولادة اختها والبنت منهارة...
بكيت....
احتضنت البنت. .
صنائع المعروف حقا..لا تفني....
تواصلت مع احمد...
مروة لقت وجه ربها بعد الولادة وتركت صفا وجني..
طلبت من احمد الزواج ...وتحمل المسؤولية. ..
الان ...
لدينا صفا وجني وهنا...هنا انا التي انجبتها..لكن كلهن بناتي...اتغيرتي كتير اوي...
كلمة احمد..
لما فهمت الماضي وخرجت منه
وبصيت لحياتي من اول وجديد مش كتعويض عن اللي فات....لأ حياة حلوة هأعيشها من قلبي. ..
تحربتي علمتني ان قضاء ربنا كله خير
وان افشل الناس ممكن في يوم يكون انجحهم...
سامحت احمد لان الخطا كان فيا مش فيه.....
اللهم قلبا سليما...التربية رحلة اهم ما فيها تكوني مستعدة.....للاستمتاع بطفل ....ومعيشة حياته وطفولته
