آية شغلتني ... هل ييأس الرسل؟!

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : عبير ورد
-


1486671400583.gif




آية شغلتني :
" حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" [يوسف: 110]

قال الشعراوي:
هل من المعقول أن يستيئس الرسل؟
نقول: فَلنفهم أولاً معنى «استيأس» ؛ وهناك فرق بين «يأس» و «استيأس» ، ف «يأس» تعني قطع الأمل من شيء. و «استيأس» تعني: أنه يُلِحّ على قَطع الأمل.
أي: أن الأمل لم ينقطع بعد. ومَنْ قطع الأمل هو مَنْ ليس له منفذ إلى الرجاء، ولا ينقطع أمل إنسان إلا إنْ كان مؤمناً بأسبابه المعزولة عن مُسبِّبه الأعلى.

لكن إذا كان الله قد أعطى له الأسباب، ثم انتهت الأسباب، ولم تَصِلْ به إلى نتيجة،
فالمؤمن بالله هو مَنْ يقول:
أنا لا تُهمّني الأسباب؛ لأن معي المُسبِّب.

ولذلك يقول الحق سبحانه: " ... وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ الله إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ الله إِلاَّ القوم الكافرون" [يوسف: 87]

ولماذا يستيئس الرسل؟
لأن حرصهم على تعجُّل النصر دفع البعض منهم أن يسأل مثلما سأل المؤمنون: " متى نَصْرُ الله ... "

ويقول النابلسي :

بعض الناس يتوهمون أن هذه الآية تعني أن الرسل يئسوا من الله عز وجل، هذا مستحيل، قال تعالى :
﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ﴾ ( سورة يوسف )

يستحيل على الأنبياء والرسل أن ييأسوا من الله عز وجل، لكنّ يأسهم من قومهم، يأسوا من قومهم، دعوهم ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية، صباحاً ومساءً، في الرخاء والشدة، قال تعالى :
﴿ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴾ ( سورة الإسراء )

فلذلك هنا اليأس من هداية الناس، قال تعالى : ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا ﴾ ( سورة يوسف )

وقال بعضهم: ليس النبي أكثر الناس يأساً من هداية بعض الناس، ولكنه آخرهم يأساً، ليس أكثرهم بل آخرهم، ومعنى آخرهم، أي قلما ييأس، والدليل ما بعد هذه الآية قوله تعالى :
﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ ( سورة يوسف )
أي كُذبوا، ولم يؤمن بهم أحد عندها جاءهم نصرنا .



1486671400624.gif

التالي

أبو منصور الخياط الزاهد , سيرة المقرئ أبو منصور الخياط الزاهد

السابق

شفو اخو موناليزا

كلمات ذات علاقة
آية , شغلتني , ... , هل , ييأس , الرسل؟!