الآن أستطيع أن أنام

مجتمع رجيم / إبداع القلم .. لا للمنقول
كتبت : لولو اسيل
-

خرج القلب مسرعا وهو يقول : إن أخبروك شيئا فلا تحكم حتى ترى بأم عينك .
فاكتفيت برفع حاجبي المتهدل وعيني التي أحاط بها البياض وكأنه يعلن قدوم شتاء المواجع .
وما هي إلا لحظات حتى جاء العقل مسرعا خلف صاحبه محركا كتفيه : لا أراك تمانع خروجي أيضا فقد ضاق الفضاء علي رغم اتساعه.
هنا أتى الضمير من خلفي يقول : لقد ارتكبا حماقة ما ولا يريدانك أن تلومهما و أظنها سيعودان متأخرين هذه المرة.
هنا استندت على عصاي وتوجهت نحو الباب وهو خلفي يذكرني بأن الليلة باردة وقد أوشك الظلام على الحلول .
تجاهل العجوز كلمات الضمير وحاول إغلاق الباب من خلفه ولكنه لم يملك القوة ليغلقه باحكام وجلس مسندا ظهره للحائط قريبا من الباب .
عاد القلب والعقل قبل بزوغ الفجر وإذا بالعجوز مطرقا عند الباب ظنا منهما أنه صحى للتو من نومه .
تقدم القلب خطوة ولاحظ سكون العقل وهو ينظر حال العجوز وقد بدا الخجل على وجهه .
أمسك القلب يده وقال هيا بنا يا صاحبي فقد أرهقني السهر وأنا بحاجة لأن أغض في سبات عميق.
رد العقل قائلا: لقد كان قلقا علينا ولذلك كان ينتظر قدومنا طوال الليل .
رد القلب : لا يا صاحبي فلو كنا نهمه كثيرا لما أطرق رأسه هكذا . هو يحاول تجالهنا بطريقة ما.
هل ارتكبت حماقة ما ؟ أخبرني أيها العقل فأنا لست مستعدا لتحمل عاقبة طيشك ومغامراتك.
عندها خرج الضمير ودفعهما للداخل : كفاكما كلاما واخلدا للنوم فهو أنسب لكما وأريح فقد لاح الصبح.
وجلس بجوار العجوز قائلا: ألا تخبرني بما يجول في خاطرك؟ منذ البارحة وأنت صامت مطرق .
رفع العجوز نظره وفي عينيه دمعة لم تفارق مقلتيه . لا عليك. ليس بي إلا الخير.
فقال: إذا أخبرني سبب هذا الصمت الموحش فقد ضاقت نفسي ولم أجد حلا إلا بسؤالك .
نهض العجوز متثاقلا وقال: أردتُ فقط أن أجرب لمرة واحدة في حياتي قلق الأم على أطفالها .
ودخل أمام ذهول القلب والعقل والضمير وهو يقول بصوت منهك : الآن أستطيع أن أنام .


اهداء لكل أم في هذا الوجود


هذا الموضوع منقول من :: منتديات مسك الغلا :: يمكنك زيارته في اي وقت للاطلاع على مواضيعه
كما يمكنك زيارة اقسام مواقعنا مثل
منتدى او إبداع او دواوين ومحاورات شعريه او التصميم او فنون مرئيه او عدسات الاعضاء او مشكلتي أو معلومات عامه او أخبار او خواطر او طبخ او موضه او صور او العاب بلاستيشن