رسالة معلم البشرية محمد صلى اللـه عليه وسلم

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : حياة الروح الجميله
-
رسالة معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم


اهتزت جنبات الأرض لمولده , وازينت السماء بمجيئه ,واهتز الكون غربا وشرقا لذكره , وأضاء ظلام الدجى بنور رسالته فكان خير قدوة لأبناء أمته !!!...


العالم كله و قف إجلالا لهيبته , ووقار عظمته , وحسن خلق إيمانه , ومبدأ ثبات عقيدته , ورداء صبره , وقوة يقينه , ونور بصيرته , ومركب هديه !!!
أكرم بني البشر نسبا وصهرا , اصطفاه الله على سائر الرسل وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين ليكون رحمة للعالمين !!....


قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ثم إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)...حديث حسن صحيح


الكون يقف وجلا خاشعا أمام عظمة رسالته وهو يعلن في أوضح بيان وأحسن قول فيقول :
( مثلي ومثل الأنبياء من قبلي , كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه , فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له , ويقولون : هلاّ وضعت هذه اللبنة ...!! فأنا تلك اللبنة , وأنا خاتم الأنبياء ) ..


إنه النور الذي أشرق في دياجير الظلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وتشرق الحياة من مهده إلى مماته ليستمر النور من بعده فيصبح حقيقة لم يُعرف لها نظيرا مثله , وذكرى مضيئة لم يأت بمثلها الزمن...

لم يعرف الكبر والخيلاء في حياته , مع أن الدنيا كلها دانت لعظمة رسالته .. فالتواضع كان سمته وحب الخير للبشرية جمعاء عنوان مدرسته


عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقالت له : إن لي إليك حاجة . فقال : اجلسي في أيّ طريق المدينة شئت أجلس إليك رواه مسلم
فكان أحسن الناس خَلقا وخُلقا


عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن قال :
( خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين , فما قال لي أفّ قط , وما قال لي لشيء صنعته , لمَ صنعته , ولا لشيء تركته لمَ تركته , وكان رسول الله صلى الله من أحسن الناس خلقا , ولا مسست خزّا قطُّ ولا حريرا قطُّ , ولا شيئاً كان ألينَ من كفُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً كان أطيب من عَرِقِ النبي صلى الله عليه وسلم )
رواه مسلم


إنه النبي الأميّ صلوات الله عليه وسلم وسيد الرجال ومعلم البشرية كان أحسن البشر قولا وأشدّ الناس حياءً

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
( كان أشدّ حياءً من العذراء في خدرها , وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه )
رواه البخاري



العالم قبله كان يتخبط في متاهات الحيرة والضلال , ويئن من ظلم الظالمين والطغاة, وإذ بأكمام الهدى قد تشققت في الصحراء , وانفجرت من الصخور ينابيع الهدي والإيمان فكان معلما أمينا , وقائدا عظيما , ومربيا جليلا , ورسولا عظيما !!..


صنع من معادن العرب رجالا يحملون أخلاق النبوة في عملهم , وسمو الغاية وإخلاص القصد هدفهم ,وحس الفضائل وشمائل العلم والمعرفة غايتهم !!!..


ملايين الأصوات في مشارق الأرض ومغاربها تردد آناء الليل وأطراف النهار ,
لا تصمت ولا تختفي - لا إله إلا الله محمد رسول الله- شعار دعوة نبيهم!!!..
لا يمكن أن يطفئ نوره , فجذور دعوته ستبقى متأصلة في ضمير البشر , وذاهبة في مسارب الحياة وذلك هو النصر الحقيقي لدعوة رسالته !!..


هدفه أن يصنع رجالا , ويصوغ ضمائر ,و أن يبني أمة ليكون رحمة للعالمين !!...
طبع القرآن الذي أنزله الله عليه على صحائف القلوب ,وحول الإيمان بالإسلام دعوة وسلوكا وعملا ,لينساح رجاله في جنبات الأرض يحملون عقيدته وشريعته ونظامه ويدخل الناس في دين الله أفواجا ليتحقق وعد الله لدعوة رسالته :


(( إذا جاء نصر الله والفتح* ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ))

ألقى أعداء دينه السلاح ووقفوا أمامه وجلين يوم الفتح في مكة فلم يزد عليهم إلا أن قال لهم :
( اذهبوا فأنتم الطلقاء )


إنه أقدر الناس في كمال العقل وحسن الخلق فكان المعلم الأول للبشرية على مر الزمان والتاريخ و سيد الرجال وخاتم المرسلين ...
إنه معلم الصبر لا يبالي بالأذى في سبيل الله بل كان يناجي ربه ويمناه مبسوطة للسماء :
( إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي , ولكن عافيتك أوسع لي )


رسالته العظيمة بلغت مشارق الدنيا ومغاربها , فكانترسالته تحرير لينقل البشرية من ظلام الجاهلية وعبادة العباد , وجور الأديان , وعبادة الأوثان وظلم العباد إلى عبادة الله الواحد الأحد الديّان


رسالة رفعت الإنسان إلى القيم الوضيئة والمعاني الرفيعة والمبادئ السامية , لتخاطب فطرة الإنسان السليمة التي فطرها الله عليها !!...
رسالة للعالمين جمعاء, كل ما في الكون من جمادات وكائنات تنضوي تحت لواء رحمة رسالة النبي الأمي ليكون للعالمين بشيرا ونذيرا !!!...

( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
الأنبياء

البشرية كلها تقبع في ظلال الرحمة الوارفة التي جاء بها نبينا , ولمن أراد أن يستظل بها ويستروح نسائم مبادئها ..

رسالة لم يكن لها حدود زمان ومكان , بل كانت رسالة ورحمة للعالمين على مرّ العصور والأزمان حين أتم الله نعمته على البشر وأكمل لهم الدين , ورضي لهم الإسلام ...
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )


حق لنا أن نقف أمام تلك الكلمات العظيمة وقفة خشوع وإجلال ,و نحن نستعرض موكب الهدي والإيمان الذي جاء به حبيب الرحيم الرحمن , ومنقذ البشرية من ظلم الكفر والفساد والطغيان ...


إنه والله دين الرحمة والعدل والإنسانية , دين الحب والتآخي بين بني الإنسان , دين العزة والكرامة حين نستمسك بموكب الهدي والإيمان الذي جاء به نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام !!!...


تلك هي رسالتنا يا أمة الإسلام رسالة رحمة وعدل وإحسان ووفاء ..
رسالة خير للعالمين ..

ألم يكفينا فخرا وعزة أن نكون من أمة الإسلام ونحن نرفع رؤوسنا شامخة بأننا أبناء المصطفى العدنان .

التالي
السابق