درس الحديث الثانى لطالبات دورة درة الاسلام

مجتمع رجيم / أرشيف معهد رجيم
كتبت : زهره الاسلام
-

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضح كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .



الشرح

هذا الحديث عظيم القدر ، كبير الشأن ، جامع لأبواب الدين كله ، بأبسط أسلوب ، وأوضح عبارة ، ولا نجد وصفا جامعا لهذا الحديث أفضل من قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) .

وقد تناول الحديث الذي بين أيدينا حقائق الدين الثلاث : الإسلام والايمان والاحسان ، وهذه المراتب الثلاث عظيمة جدا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى علق عليها السعادة والشقاء في الدنيا والآخرة ، وبين هذه المراتب ارتباط وثيق ، فدائرة الإسلام أوسع هذه الدوائر ، تليها دائرة الإيمان فالإحسان ، وبالتالي فإن كل محسن مؤمن ، وكل مؤمن مسلم ، ومما سبق يتبيّن لك سر العتاب الرباني على أولئك الأعراب الذين ادّعوا لأنفسهم مقام الإيمان ، وهو لم يتمكّن في قلوبهم بعد ، يقول الله في كتابه : { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } ( الحجرات : 14 ) ، فدل هذا على أن الإيمان أخصّ وأضيق دائرةً من الإسلام .

وإذا أردنا التعمّق في فهم المراتب السابقة ، فإننا نجد أن الإسلام : هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع ، والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا ، وهو الدين الذي امتن الله به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته ، وجعله دين البشرية كلها إلى قيام الساعة ، ولا يقبل من أحد سواه ، وللإسلام أركان ستة كما جاء في الحديث ، أولها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وفي الجمع بينهما في ركن واحد إشارة لطيفة إلى أن العبادة لا تتم ولا تُقبل إلا بأمرين : الإخلاص لله تعالى ، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما جاء في قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 ) .




أما الإيمان فيتضمن أمورا ثلاثة : الإقرار بالقلب ، والنطق باللسان ، والعمل بالجوارح والأركان ، فالإقرار بالقلب معناه أن يصدق بقلبه كل ما ورد عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرع الحكيم ، ويسلّم به ويذعن له ، ولذلك امتدح الله المؤمنين ووصفهم بقوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } ( الحجرات : 15 ) ، ويقابل ذلك النفاق ، فالمنافقون مسلمون في الظاهر ، يأتون بشعائر الدين مع المسلمين ، لكنهم يبطنون الكفر والبغض للدين .

والمقصود بالنطق باللسان هو النطق بالشهادتين ، ولا يكفي مجرد الاعتراف بوجود الله ، والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم دون أن يتلفّظ بالشهادتين ، بدليل أن المشركين كانوا يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ، كما قال عزوجل : { قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله } ( يونس : 31 ) ، ولكنهم امتنعوا عن قول كلمة التوحيد ، واستكبروا : { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } ( الصافات : 35 ) ، وها هو أبوطالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقر بنبوة ابن أخيه ، ويدافع عنه وينصره ، بل كان يقول:

ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البريّة دينا
لولا الملامة أو حذار مسبّة لوجدتني سمحا بذاك مبين

فلم ينفعه ذلك ، ولم يخرجه من النار ؛ لأنه لم يقبل أن يقول كلمة الإيمان ومفتاح الجنة ، ولهذا كانت هذه الكلمة هي التي تعصم أموال الناس ، وتحقن دماءهم ، ففي الحديث الصحيح : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله ) متفق عليه ، وقد أجمع العلماء على أن من لم ينطق الشهادتين بلسانه مع قدرته ، فإنه لا يُعتبر داخلاً في الإسلام .

أما العمل بمقتضى هذا الإيمان ، فهو قضية من أعظم القضايا التي غفل الناس عن فهمها ، فالإيمان لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل ، والشريعة مليئة بالنصوص القاطعة الدالة على ركنيّة العمل لصحّة الإيمان ، فقد قال تعالى : { ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين } ( النور : 47 ) ولا شك أن ترك العمل بدين الله من أعظم التولي عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .

وبهذا يتبين لك ضلال من ابتعد عن نور الله ، وترك العمل بشريعته ، فإذا نصحته بصلاة أو زكاة احتج لك بأن الإيمان في القلب ، ونسي أن العمل يصدق ذلك أو يكذبه - كما قال الحسن البصري رحمه الله - ، إذ لو كان إيمانه صادقا لأورث العمل ، وأثمر الفعل



وإذا كان الإيمان متضمنا لتلك الأمور الثلاثة ، لزم أن يزيد وينقص ، وبيان ذلك : أن الإقرار بالقلب يتفاوت من شخص لآخر ، ومن حالة إلى أخرى ، فلا شك أن يقين الصحابة بربهم ليس كغيرهم ، بل الشخص الواحد قد تمرّ عليه لحظات من قوة اليقين بالله حتى كأنه يرى الجنة والنار ، وقد تتخلله لحظات ضعف وفتور فيخفّ يقينه



وأسباب زيادة الإيمان كثيرة ، منها : معرفة أسماء الله وصفاته ؛ فإذا علم العبد صفة الله " البصير " ابتعد عن معصية الله تعالى ، لأنه يستشعر مراقبة الله له ، وإذا قرأ في كتاب الله قوله : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } اطمأن قلبه ، ورضي بقضاء الله وقدره ، ومنها : كثرة ذكر الله تعالى ؛ لأنه غذاء القلوب ، وقوت النفوس ، مصداقا لقوله تعالى : { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } ( الرعد : 28 ) ، ومن أسباب زيادة الإيمان : النظر في آيات الله في الكون ، والتأمل في خلقه ، كما قال تعالى : { وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون } ( الذاريات : 20 - 21 ) ، ومنها : الاجتهاد في العبادة، والإكثار من الأعمال الصالحة .

ثم تناول الحديث - الذي بين أيدينا - مرتبة الإحسان ، وهي أعلى مراتب الدين وأشرفها ، فقد اختص الله أهلها بالعناية ، وأيدهم بالنصر ، قال عزوجل : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } ( النحل : 128 ) ، والمراد بالإحسان هنا قد بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، وهذه درجة عالية ولا شك ، لأنها تدل على إخلاص صاحبها ، ودوام مراقبته لله عزوجل .

ثم سأل جبريل عليه السلام عن الساعة وعلاماتها ، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها مما اختص الله بعلمه ، وهي من مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله ، لكنه بين شيئا من أماراتها ، فقال : ( أن تلد الأمة ربتها ) ، يعني أن تكون المرأة أمة فتلد بنتا ، وهذه البنت تصبح سيدة تملك الإماء ، وهذا كناية عن كثرة الرقيق ، وقد حصل هذا في الصدر الأول من العهد الإسلامي ، أما العلامة الثانية : ( وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ، ومعناه أن ترى الفقراء الذين ليسوا بأهل للغنى ولا للتطاول ، قد فتح الله عليهم فيبنون البيوت الفارهة ، والقصور الباهرة .


ارجو منكن اخواتى بعد المذاكرة الاجابة على الاسئلة التالية :-
ا- ما هو الاسلام وما هى اركانة ؟
2-ما المقصود بالايمان ؟
3- ماذا يعنى الاقرار بالقلب ؟
4- ماذا يعنى النطق بالسان ؟
5- هل يمكن ان يتحقق الايمان بدون العمل ؟ مع ذكر الدليل
6-هل الايمان لدى العبد ثابت ؟
7- ما هى اسباب زيادة الايمان ؟
8- ما المقصود بالاحسان ؟

واى استفسار عن اى شيىء ارجو كتابتة وان شاء الله سوف اوضح للاخت الاجابة

كتبت : دعدعه
-
1_الاسلام : هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع وطاعته ظاهرا وباطنا
اركان الاسلام : شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله -اقام الصلاه ايتاء الذكاه صوم رمضان حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا

2_الايمان يشمل الاقرار بالقلب والنطق باللسان والعمل باجوارح والاركان

3_الاقرار بالقلب : ان يصدق قلبك بكل ماورد عن الله سبحانه وتعالى وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ويسلم به ويذعن له

4_النطق باللسان يعنى التلفظ بالشهادتين وهذا ضرورى جدا فالمشركين كانوا يقرون بان الله هو الخالق ولكن كانوا يستكبرون النطق بالشهادتين

5_لا يمكن ان يتحقق الايمان بدون العمل كما فى قوله تعالى ( ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعناثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بمؤمنين)

6_لا الايمان عند العبد ليس ثابت فهناك لحظات قوه كان الانسان يرى الجنه والنار وتمر ايضاعلى العبد لحظات ضعف

7_اسباب زيادة الايمان : التدبر فى اسماء الله وصفاته مثلا من يدرك اسم الله البصير ويعلم ان الله مطلع ويرى كل الاعمال يبتعد عن المعاصى
وكثرة ذكر الله (الابذكر الله تطمئن القلوب )
النظر فى ايات الله فى الكون وتدبر خلقه

8_ الاحسان : اعلى مراتب الايمان واشرفها وقد اختص الله سبحانه وتعالى اهلها بالعنايه
وهو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك اى ان العبد يراقب الله فى كل تصرفاته
اوصلنا الله واياكم الى هذهالمرتبه
كتبت : سحر هنو
-
كتبت : سحر هنو
-
كتبت : سمرا مصر
-
ا- ما هو الاسلام وما هى اركانة ؟

الاسلام هو ان نشهد الا لاالله الا الله وان محمد رسول الله
اقامه الصلاة
اتاءالزكاه
صوم رمضان
حج البيت الحرام لمن استطاع اليه سبيلا

2-ما المقصود بالايمان ؟

هو ان نامن بالله وكتبه ورسوله واليوم الاخر وان نأمن بالقضاء والقدر والخير والشر

3- ماذا يعنى الاقرار بالقلب ؟
هو ان نصدق بقلبنا كل ماورد عن الله تعالى ورسوله من الشرع الحكيم وان نزعن له ونسلم به { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } 4- ماذا يعنى النطق بالسان ؟
هو النطق بالشهادتين ولا يكفى الاعتراف بوجود الله و الاقرار بنبوه محمد لان المشركين كانو يعترفون بوجود الله ولكن لم ينطقو الشهادتين { قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله 5 - هل يمكن ان يتحقق الايمان بدون العمل ؟ مع ذكر الدليل
الايمان لا يمكن ان يتحقق الا بالعمل والشريعه والنصوص بتوضح ذلك مثل فول الله تعالى
ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين }
6-هل الايمان لدى العبد ثابت ؟
الايمان بالقلب يزيد وينقص لان الافرار بالقلب يتفاوت من شخص لاخر ومن لحظه لاخره
7- ما هى اسباب زيادة الايمان ؟
معرفه اسماء الله وصفاته فان علم الانسان معنى اسم الله البصيرابتعد عن معصيه الله لانه سيشعر بانه مراقب من الله فى كل تصرفاته واذ قرا قوله تعالى { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } اطمئن قلبه ورضا بقضاء الله وقدرة وان يذكر الله كثيرا فذكر الله غذاء للقلوب وراحه للنفوس8- ما المقصود بالاحسان ؟

هو اعلى مراتب الدين واشرفها فقد اختص الله اهلها بالعنايه وايديهم بالنصر لقوله تعالى { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }
كتبت : سمرا مصر
-
شكرا لكى رنا وجزاك الله خيرا
الصفحات 1 2  3  4  ... الأخيرة

التالي

درس الفقه الثالث لطالبات دوره دره الاسلام

السابق

درس العقيدة الثانى لطالبات دورة درة الاسلام

كلمات ذات علاقة
لطالبات , الاسلام , الثاني , الحديث , جرب , درس , دورة