الساعات الذهبية في علاج جلطة القلب!

وردتني أسئلة كثيرة عن كيفية مساعدة من يعاني ألم شديد في الصدر مع تعرق ويغلب على ظننا أنه يعاني جلطة قلب حادة؟؟ ولكي نسلط الضوء على هذا الموضوع أن نستعرض أولاً علامات الجلطة القلبية ثم نتحدث عن كيفية التعامل معها فجلطات القلب هي السبب الأول للوفيات في العالم كله وهي تحصد من البشر سنوياً أكثر مما تحصده مجتمعة حوادث السيارات والطائرات والقطارات والمجاعات والفيضانات....... ومن نعم الله سبحانه وتعالى علينا أن جعل لها دلائل لها ارتباط وثيق جداً في نسبة التأكد من حدوثها مستقبلاً وكذلك في القرب الزمني لذلك الحدوث مثل عدم التحكم بالسكري وعدم التحكم بالضغط والارتفاع الشديد للكولسترول والتدخين وفشل الكلى المزمن وانسداد الشرايين في القدمين أو تضيق شرايين الرقبة بالكولسترول سواء أكان قد سبب جلطة في الدماغ أم لا!! والتاريخ العائلي لأمراض شرايين القلب وكذلك عدم تناول الخضراوات والفواكه والأسماك وكذلك عدم وجود اللياقة البدنية والسمنة المفرطة وارتفاع الهمووسيستين واضطراب بعض بروتينات الدهون الناقلة مثل الأيبوليبوبروتين.. فإذا انتظم الإنسان على الغذاء الصحي والتمارين اليومية سواء رياضة المشي أو غيرها وابتعد عن زيادة الوزن وعن العادات المضرة كالتدخين فقد ابتعد كثيراً عن احتمال إصابته بالجلطة وكلما "دنا" "دنت"...... وقد يسأل سائل (يادكتور أنا أعرف أناساً كُثر يدخنون ومعهم كوليسترول ولاجاهم شيء)؟؟ والحقيقة أن هذا الادعاء قد يصح إلى حد ما...... ولكن المسألة مثل مسألة نسبة وقوع الحادث فمثلاً نسبة وقوع الحادث لشخص عادي يمر أمام الإشارة مشياً وهي مغلقة أقل بكثير من احتمالية وقوع الحادث لنفس الشخص أثناء قطع الإشارة مشياً والإشارة مفتوحة ونفس المفهوم ينطبق على التدخين فاحتمالية إصابة المدخن بالجلطة أكثر بكثير من غير المدخن ولكن هذا لا يعني أنها 100 % ولكنها تكفي لردع كل ذي فؤاد ولب. أما من ابتلاه الله بمرض السكري أو الضغط أو الكولسترول من غير حول منه ولا قوة فننصحه بالتحكم الشديد بها لأن وسائل العلاج ووسائل المراقبة متوفرة والحمد لله في رأس كل شارع في هذا البلد المبارك. وإذا كان كل منا راع ومسؤول عن رعيته فيجب علينا الاهتمام بصحة أسرنا ومراقبة ذلك جيداً ومحاربة الأطعمة الضارة التي من الممكن أن يتناولها أبناؤنا (الجنك فود) وقد رأينا من خلال الدراسات المحكمة التي أجريناها أن سن مرضى الجلطات لدينا انخفض من سن 60-70 سنة قبل عشرين سنة إلى سن 50-60 سنة حالياً وكل ذلك بسبب تغير العوامل الغذائية والاستهلاكية ونمط الحياة المحيط بنا.

أعراض الجلطة القلبية

وتبدأ جلطة القلب بألم في الصدر على شكل ضغط شديد أو يصفها بعض المرضى (بعير جالس على صدري) وبعضهم وصفها لي بقوله: (نار تشتب في صدري وترقى لرقبتي وكتوفي).

ماذا يجب أن يفعل المصاب

فإذا حصل ذلك الألم الموصوف أعلاه يجب عليه أن يقول لمن حوله بما يعانيه ويأخذ حبة إسبرين 100 ملغ أو أربعة حبات بلافكس "بديل الأسبرين" إذا كان لديه حساسية من الأسبرين ويتصل بالإسعاف مباشرة ولا يتحرك حتى يصل الإسعاف لأن انتقاله إلى المستشفى بسيارته قد يهلك نفسه ومن حوله إذا فقد الوعي أو زاد عليه الألم فيؤذي نفسه والآخرين ... ومن المهم أخبار من حوله بما يعانيه ليتمكنوا من مساعدته في الوقت المناسب وتأخره في ذلك قد يؤدي به إلى الضرر... ولازلت أتذكر أن أحد المرضى كان في رحلة من جدة إلى الرياض مع زوجته وابنته وحصلت له جلطة ولم يخبرهما -خوفاً عليهما- ولم يخبر طاقم الطائرة بل تحمل الألم وذهب بعائلته إلى البيت ثم توجه إلى المستشفى وفور دخوله بوابة الطوارئ أغمي عليه برجفان بطيني ولم يستجب للصدمات الكهربائية وتوفي على الفور رحمه الله.... فهو قد خاف على زوجته وبنته من "ألم الصدر" ولكنه فجعهما وباقي عائلته "بوفاته"... وعلى الرغم من أن ذلك بلا شك قدراً مقدوراً... لكن الله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء سبباً فلا يلقي الإنسان بنفسه إلى التهلكة وإنما كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل) ...فالساعات الست الأولى من الجلطة تسمى صدقاً "الساعات الذهبية " ولو كان هناك شيء متداول بين الناس أغلى من الذهب لوصفناها بها... بل هي أغلى من الذهب لأنها الحياة... والحياة لا تقاس بثمن

والمسعف عندما يصل ل المريض يجب أن يتأكد من علاماته الحيوية وأنه أخذ الأسبرين أو ما يكافئه ويعطيه الأكسجين إذا كان لديه نقص أكسجين وما يخفف ألمه ويعمل تخطيط قلب إذا أمكن. ثم بعد ذلك يتصل بالطبيب المناوب في المستشفى الذي سوف تذهب إليه الإسعاف ويأخذ توجيهه وهناك بعض الإسعافات المتطورة التي من الممكن أن تعطى مذيبات الجلطة لمرضى الجلطات ولذلك فإن مرحلة نقل مريض الجلطة بالإسعاف من أهم المراحل في رعاية مريض الجلطة قبل وصوله إلى المستشفى. </ul>



</p>
<span id="twitter_btn" style="margin-left: 6px; ">

</div>