هل يستنجد "السنوار" بالشعب ضد أعداء المصالحة؟

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : قايدات المها
-
دعا يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، المواطنين إلى التظاهر في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري بالتزامن مع انعقاد جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، بهدف الضغط على المجتمعين.

وأكد السنوار، خلال لقاء حواري نظمه مركز (مسارات) لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية، أنه لابد من خروج النخب والنقابات والاتحادات الطلابية والنسوية وكل فئات الشعب من النزول إلى الشوارع والساحات العامة للضغط على الفصائل في ذلك اليوم.

وأضاف: لا تسمحوا لنا سواءً حماس أو فتح وكذلك باقي الفصائل، أو لأي أحد كان أن يتراجع عن المصالحة؛ وإن استمر الانقسام الذي لا يستفيد منه إلا الاحتلال فإنه دمار لمشروعنا الوطني.

هذه الدعوة تبدو غريبة، خصوصًا وأن السنوار أصلاً رئيس حركة حماس وليس رئيسًا للشعب، كما لا ننسى أن قيادات حماس تدعو أنصارها فقط للخروج وليس كل الشعب، مع إدراكنا أنه يعقد الكثير من الجلسات مع فئات الشعب في خطوة جديدة على حركة حماس، حيث اعتادت حماس أن تكون حركة سرية وتخفي الكثير عن الإعلام.. اذًا ماذا أراد السنوار من هذه الدعوة، هل مزيد من الضغط على الفصائل وطرفي المصالحة، أم أنه استشعر بخطورة تفضي إلى فشل المصالحة، أم الذهاب إلى الخيار الثالث (الأصعب) أنه يتصدر المصالحة وحيدًا، ويوجد من يسعون لإفشال مساعيه التصالحية؟

الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أكد أنه يوجد لدى السنوار عوامل ذاتية، فهو الذي تبنى المصالحة قولًا وفعلًا، واتخذ خطوات مؤلمة "كما وصفها"، إلا أنه بعد شهر من توقيع الاتفاق لم يكن هناك أي خطوات عملية على الأرض من طرف القيادة الفلسطينية، هذا بالتأكيد أحبط السنوار ما دفعه لأن يطلّب من الشعب الفلسطيني الخروج إلى الشارع، حتى يكون عامل ضغط على الفصائل.
"السنوار" المصالحة؟ 9998861032.jpg
وعن إمكانية وجود تيارات داخل حركة حماس، ترفض المصالحة وترفض توجهات السنوار، ذكر الدجني، أن هذا الأمر طبيعي جدًا ويحدث في كل فصيل وحزب، مستدركًا: لكن هناك حالة إجماع على أن المصالحة استحقاق وطني فلا يوجد من يرفض المصالحة، لكن هناك اختلافات في الفلسفة، وتباين في شكل التطبيق.

وأوضح لـ"دنيا الوطن"، أن السنوار يريد أن تُطبّق المصالحة من الملفات الأسهل وصولًا إلى الأًصعب، حتى تستمر المصالحة ولا تفشل، وهناك من عارض ذلك بتبني الملفات الأصعب حتى الأسهل، كأن تبدأ المصالحة بملف منظمة التحرير الفلسطينية، الذي يعتبر من الملفات الأصعب.

وأكد الدجني وجود تيارات داخل (حماس)، منها من يرى أن التقارب من دحلان أفضل بكثير من التقارب مع الرئيس عباس، وهناك مدارس ترى أن التقارب مع الجميع أفضل من التقارب من شخص، لذا التيار الذي يرى أنه لا بد من السير مع أبو مازن يحتاج أن يُعزز موقفه، وهو أن يقوم الرئيس بالاستعجال في تطبيق المصالحة، لأن الرئيس لم يُقدم للسنوار أية مبادرات تجعله أقوى أمام الجميع داخل حماس وخارجها.

الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، قال: إن السنوار يريد بطريقة أو بأخرى الضغط على طرفي المصالحة فتح وحماس وكذلك الضغط على بقية الفصائل، عبر تحريك الشارع، وصولًا لإنجاح حوارات القاهرة.

وأضاف العقاد لـ"دنيا الوطن": هناك خشية من فشل الحوارات، وتتعقد الأزمة أكثر فأكثر وتجهض جهود المصالحة ونعود للمربع الأول، لذا فالسنوار ارتأى من تحريك الشارع أداة ضغط لصالح المشروع الوطني.

وأوضح أن الشعب يمثل ملجأ للسياسيين، والسنوار استطاع أن يحصل على تأييد من الشعب والنخب على حد سواءً، لاسيما في ورش العمل التي يُدعى لها أو تلك التي يُنظمها، والتي استطاع من خلالها كسر الحاجز الذي كان موجوداً ما بين حماس والشعب، واستمع لكافة الرؤى والتوجهات.

وتابع: السنوار أكد أنه لا عودة للماضي إطلاقًا، وهو في ذات الوقت يخشى من فشل المصالحة من الأصدقاء قبل الأعداء، خصوصًا أصحاب الأجندات الإقليمية، الذين يجب العمل معهم بحذر، ويتنفعوا من استمرار الانقسام، ويؤرقهم المصالحة ونجاحها. align="left">

</ul>



</p>
<span id="twitter_btn" style="margin-left: 6px; ">

</div>

التالي
السابق