درس الحديث الثالث لطالبات دوره دره الاسلام

مجتمع رجيم / أرشيف معهد رجيم
كتبت : زهره الاسلام
-


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " . رواه البخاري .


الشرح

عندما نتأمل في حقيقة هذه الدنيا ، نعلم أنهالم تكن يوما دار إقامة ، أو موطن استقرار ، ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ، إلا أن حقيقتها فانية ، ونعيمها زائل ، كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها .


تلك هي الدنيا التي غرّت الناس ، وألهتهم عن آخرتهم ، فاتخذوها وطنا لهم ، ومحلا لإقامتهم ، لا تصفو فيها سعادة ، ولا تدوم فيها راحة ، ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ، حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها ، وتبين لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } ( آل عمران : 185 ) .


وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليترك أصحابه دون أن يبيّن لهم ما ينبغي أن يكون عليه حال المسلم في الدنيا ، ودون أن يحذّرهم من الركون إليها ؛ فهو الرحمة المهداة ، والناصح الأمين ، فكان يتخوّلهم بالموعظة ، ويضرب لهم الأمثال ، ولذلك جاء هذا الحديث العظيم بيانا وحجة ووصية خالدة .


لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ؛ ليسترعي بذلك انتباهه ، ويجمع إليه فكره ، ويشعره بأهمية ما سيقوله له ، فانسابت تلك الكلمات إلى روحه مباشرة : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .


وانظر كيف شبّه النبي صلى الله عليه وسلم مُقام المؤمنين في الدنيا بحال الغريب ؛ فإنك لا تجد في الغريب ركونا إلى الأرض التي حل فيها ، أو أنسا بأهلها ، ولكنه مستوحش من مقامه ، دائم القلق ، لم يشغل نفسه بدنيا الناس ، بل اكتفى منها بالشيء اليسير .


لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا ، والتي تقتضي منه التمسّك بالدين ، ولزوم الاستقامة على منهج الله ، حتى وإن فسد الناس ، أو حادوا عن الطريق ؛ فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه ، وسالك الطريق لا يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس ، أو إيثارهم للدعة والراحة ، وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ) رواه مسلم .


وإذا كان المسلم سالكاً لطريق الاستقامة ، حرص على قلّة مخالطة من كان قليل الورع ، ضعيف الديانة ، فيسلم بذلك من مساويء الأخلاق الناشئة عن مجالسة بعض الناس كالحسد والغيبة ، وسوء الظن بالآخرين ، وغير ذلك مما جاء النهي عنه ، والتحذير منه .


ولا يُفهم مما سبق أن مخالطة الناس مذمومة بالجملة ، أو أن الأصل هو اعتزال الناس ومجانبتهم ؛ فإن هذا مخالف لأصول الشريعة التي دعت إلى مخالطة الناس وتوثيق العلاقات بينهم ، يقول الله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } ( الحجرات : 13 ) ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) رواه الترمذي ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين كان يخالط الناس ولا يحتجب عنهم .


وإنما الضابط في هذه المسألة : أن يعتزل المرء مجالسة من يضرّه في دينه ، ويشغله عن آخرته ، بخلاف من كانت مجالسته ذكرا لله ، وتذكيرا بالآخرة ، وتوجيها إلى ما ينفع في الدنيا والآخرة .

ولنا عودة مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) ، ففي هذه العبارة ترقٍّ بحال المؤمن من حال الغريب ، إلى حال عابر السبيل .

فعابر السبيل : لا يأخذ من الزاد سوى ما يكفيه مؤونة الرحلة ، ويعينه على مواصلة السفر ، لا يقر له قرار ، ولا يشغله شيء عن مواصلة السفر ، حتى يصل إلى أرضه ووطنه .


يقول الإمام داود الطائي رحمه الله : " إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عما قريب ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك " .


وهكذا يكون المؤمن ، مقبلا على ربه بالطاعات ، صارفا جهده ووقته وفكره في رضا الله سبحانه وتعالى ، لا تشغله دنياه عن آخرته ، قد وطّن نفسه على الرحيل ، فاتخذ الدنيا مطيّة إلى الآخرة ، وأعد العدّة للقاء ربه ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه الترمذي .


ذلك هو المعنى الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصله إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، فكان لهذا التوجيه النبوي أعظم الأثر في نفسه ، ويظهر ذلك جليا في سيرته رضي الله عنه ، فإنه ما كان ليطمئنّ إلى الدنيا أو يركن إليها ، بل إنه كان حريصا على اغتنام الأوقات ، كما نلمس ذلك في وصيّته الخالدة عندما قال رضي الله عنه : " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " .

ارجوا منكن اخواتى بارك الله فيكم الاجابة على الاتى :-
1- ما الغرض من اخذ النبى صلى الله علية وسلم بمنكبى عبد الله بن عمر ؟
2- لماذا شبة النبى صلى الله علية وسلم حال المسلم بحال الغريب ؟
3- هل يجب على النسان اعتزال الناس ؟ ولما ؟
4- لماذا شبة النبى صلى الله علية وسلم حال المسلم بحال عابر السبيل ؟

كتبت : سحر هنو
-
كتبت : سمرا مصر
-
1- ما الغرض من اخذ النبى صلى الله علية وسلم بمنكبى عبد الله بن عمر ؟حتى يسترعى انتباهه لاهميه ما سيقوله له وانسابت منه الكلامات وقال له(كن فى الدنيا كانك غريب او عابرسبيل 2الماذا شبة النبى صلى الله علية وسلم حال المسلم بحال الغريب ؟
لان الغريب لا يركن باللارض التى نزل بها ولا يانس اهلها لكنه يستوحش من مقامه ودائم القلق

3- هل يجب على النسان اعتزال الناس ؟ ولما ؟
لا لانه مخالف للشريعه فى مخالطه الناس وتوثيق العلاقه بينهم لقوله تعالى { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } وولنا فى رسول الله اسوه حسنه فى مخالطه الناس ومجالستهم وعلى المرء ان يعتزل مجالس السؤ وما يضره فى دينه ويشغله عن اخرته

4- لماذا شبة النبى صلى الله علية وسلم حال المسلم بحال عابر السبيل ؟لان العابر السبيل لا ياخذ الا ما يعينه على سفره ورحلته ولا يشغله شئ عن مواصله سفره حتى يصل الى وطنه وهكذا يكون المؤمن مقبلا على ربه بالطاعات ، صارفا جهده ووقته وفكره في رضا الله سبحانه وتعالى واتخذ الدنيامطيه للاخره واعد العده للقاء ربه وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم( من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة )
كتبت : زهره الاسلام
-
جزاكى الله خيرا بنت الاسكندرية
وبارك الله فيكى سمرا مصر واسال الله ان ينفع بكى يا حبيبتى

كتبت : emanreda
-
1- ما الغرض من اخذ النبى صلى الله علية وسلم بمنكبى عبد الله بن عمر؟
كان غرض الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا هو جذب انتباه ابن عمر رضى الله عنه لجعله منتبها لما يقال و كأن الكلام موجها له شخصيا و هذا لترقيق قلب المستمع و تحبيبه فى جوهر الكلام و اقناعه به

2- لماذا شبة النبى صلى الله علية وسلم حال المسلم بحال الغريب ؟
الغريب هو من ابتعد عن موطنه و منزله لمكان لا يتانس به و لا يعرف اهله و يعاشرهم و هذا هو حال المؤمن الحق فى الدنيا عالما بانها دار فانية ليست بالاصل و لا الباقية له وبهذا يعرف الرسول الناس ان عليهم عدم الاهتمام بشئون الدنيا بشكل يلهيهم عن العمل الصالح و التماس رضا الله سبحانه وتعالى طلبا فى دخول جنته و هى دار البقاء الحقيقى

3- هل يجب على الانسان اعتزال الناس ؟ ولما ؟
لا يجب على النسان اعتزال الناس لان الله سبحانه و تعالى خلقنا جميعا على الارض سويا و ليس منعزلين و لكن على المؤمن ان يختار الصحبة التى تساعده على طاعة الله كمجالس الدين و العلم و ذكر الله سبحانه و تعالى و يبتعد عن كل من يشغله عن ارضاء الله و عبادته
و قال الله تعالى" ياايها الناس انا خلقناكم من ذكرا و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم"

4- لماذا شبة النبى صلى الله علية وسلم حال المسلم بحال عابر السبيل ؟
تشبيه النبى للمؤمن بعابر سبيل غاية فى بلاغة هذا الرسول الكريم فبعد ان وصفه بالغريب بدا بترقية حال المؤمن فى الدنيا فعلى المؤمن ادراك غربته فى الدنيا و لا يجعلها شغله الشغال و لكن فى نفس الوقت عليه ان ياخذ منها ما يساعده على العيش و على عبادة الله و طاعته حتى ياتى ميعاد انتقاله لموطنه الخالد الباقى وهذا دليل اخر على عدم اعتزال الناس لان التعامل مع الصالحين والاختلاط بهم هو ما يساعد الانسان على معرفة دينه الحق وكيفية عبادة الله و طاعته حتى يصل الانسان الى مراده وهو جنة الله و صحبة رسوله الكريم

اللهم ارزقنا كلاهما
كتبت : زهره الاسلام
-
بارك الله فيكى حبيبتى ايمان وارجوا منكى حبيبتى ايمان ذكر الاية فى السؤال الثالث للاستدلال من القران انه مخالف للشريعة عدم مخالطة الناس
الصفحات 1 2  3  4  ... الأخيرة

التالي

درس العقيدة الثالث لطالبات دورة درة الاسلام

السابق

درس الفقه الثالث لطالبات دوره دره الاسلام

كلمات ذات علاقة
لطالبات , الاسلام , الثالث , الحديث , درس , جره , دوره