الورود على الحوض

مجتمع رجيم / الأجهزة الذكية
كتبت : كيان انجرح
-

الورود على الحوض:
وقد جاء في الحديث الصحيح أنَّ لكلِّ نبيٍّ حوضًا، لكنَّ أعظمها وأكبرها وأكثرها واردًا حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فقد أجمَع أهلُ الحقِّ على أنَّ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حوضًا في عرصات يوم القيامة، يَرِدُ عليه مَن أجابَه واتَّبعه من أمَّته حقيقةً، وهم المؤمنون والمسلمون، أو ظاهرًا وهم المنافقون، فيُورَد المؤمنون ويُطرَد المنافقون والمرتدُّون.
وقد جاء وصْف الحوضِ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "ماؤه أشدُّ بَياضًا من اللبن، وأحلى من العسَل، آنيته عدد نجوم السماء، طوله شهرٌ، وعرضه شهرٌ، مَن يشرب منه لا يظمَأ بعدها أبدًا"[1].
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حوضي مسيرةُ شهرٍ، ماؤه أبيضُ من اللبن، وريحُه أطيَبُ من رِيح المسك، وكيزانه كنجوم السَّماء، مَن شرب منه لا يظمَأ أبدًا"[2].
وفي صحيحي البخاري ومسلم: "لَيَرِدَنَّ عليَّ الحوضَ أقوامٌ فيختَلِجون دوني، فأقول: أصحابي، فيقال: إنَّك لا تدري ما أحدَثُوا بعدك"[3].
الصراط:
دلَّت النُّصوص من الكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأمَّة على أنَّ الصراط - وهو الجسر - المنصوب على متن جهنم يمرُّ الناس عليه على قدْر أعمالهم، وعليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمَن مَرَّ على الصراط دخَل الجنَّة، ومَن خطفَتْه تلك الكلاليب دخَل النار، فيمر الناس عليه على حسب أعمالهم، فناجٍ مخدوش، وناجٍ مُسلَّم، ومكردس في نار جهنَّم، فإذا عبَرُوا عليه وُقفوا على قنطرةٍ بين الجنَّة والنار، فيُقضَى لبعضهم من بعض، فإذا هُذِّبوا ونُقُّوا أُذِنَ لهم في دُخول الجنَّة.

[1] أخرجه مسلم برقم (2300)، عن أبي ذر رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري برقم (6593)، ومسلم برقم (2292).

[3] أخرجه البخاري برقم (6576)، ومسلم برقم (2297)، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
وأخرجه البخاري برقم (6582)، ومسلم برقم (2304)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
</ul>

التالي
السابق