هاهي الشمس تودع حبيبها البحر بعد أن التحفت رداءً أسوداً رداءً حاكه الليل وزينه بأزرار من النجمات الهاربة من ضوءها الباهت يسترجع البحر ذكريات يومه الطويل اليوم الحافل بالعناق الأسطوري مع أشعة الشمس تلك الأشعة التي ومنذ انبثاق الفجر تبدأ غزلها اللاهب مع حبيبها البحر وما أن يحل موعد وداعها حتى ترتمي في أحضانه ويدوم العناق لدقائق تعبر الشمس من خلالها عن خجلها وتعكسه على صفحة الماء احمرارا **** ومع مرور الوقت تفترس الظلمة علامات الخجل لتبدأ معاناتي معاناتي مع كتابة فصل جديد من أيامي المنسية في غياهب الغربة المقيتة تستحيل المدن في نظري إلى خرائب وتتحول البلابل والعنادل إلى غربان وعناكب ويهجر الربابنة الإبحار والمراكب وتتصدر صفحات جرائدي النوائب ويبدأ البحث عن ذلك الخيال الغائب خيال يرتدي درع محارب محارب يعود كل يوم من الهيجا خاسر خائب **** يتفنن خيالي في تحويل أحواض الزهور إلى مقابر ويرسم لكل قتيل فيها ،، مكانا بين العنابر لم أكن يوما متشائما ،، ولامهتما ،،، بموت الضمائر كنت دوما سيداً ،،، وماتعودت تلقي الأوامر ماساندت الظلم ولا كنت على الحقوق جائر **** ولكن لن أقضي عمري باحثا عن مأوى ولن أكون عبداً لخيالِ لا شكلا له ولا فيه فحوى سأسقط كل طيور الظلام وأحرق الأفاعي والعقارب سأحبس صغار الشغابر والثعالب أزيل من أحواض الورد كل الطفيليات والطحالب لتكون حياتي جمالا وحبا ويخلو خيالي من كل سالب
