تــلك النواقيــس بدأت تــدق

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : قايدات المها
-
الماضي سيرة بدأت تندثر .. وتلك الأبواق كانت تخالف النص تعمداً وتجتهد بالفرية من عندها بالقدر الذي يوافق النوايا والمكائد .. أباطيل في صور الحقائق كانت تدوم لعهود وعهود .. تماثل في صورها مجريات المياه الخادعة أعلاها صفاء ونقاء وأسلفها تلك المهلكات من الأوحال .. موبقات كانت خافية غير معلمة بعلامات التحذير الكافيةً .. ولا يكشفها إلا أهل العمق في التفكير .. وهي كالأفعى النائمة تحت أكوام القش تنتظر اللحظات .. أحلام من السحر الخادع في عمقها كانت تغطي الأعين .. تلك الجرعات من السموم المغموسة في شراب العسل .. حتى كاد البعض أن ينخدع بحلاوة المذاق .. وكاد أن يؤمن بتلك الأباطيل ويجعلها من الحقائق .. ولكن الآن العصر يفاجئ الجميع .. وهو زمن العجائب حيث تهب رياح الحقيقة العاتية العاصفة في كل البقاع .. تلك الرياح العنيفة القوية التي تقتلع أعتى جذور الحديد من أغطيات الأسرار .. وهي قنابل العصر الفتاكة .. عصر الحواجب والحواجز المنزوعة .. وهو العصر الذي ضاعت فيه معالم الخوف والوجل من قلوب الناس .. ورب ضارة نافعة .. فإن تقارب العالم وتقارب الشعوب والأمم خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة فيه سلبيات وخيمة .. كما أن فيه تلك الايجابيات الكبيرة للغاية .. ومنها تلك التجمعات في مواقع التواصل الاجتماعي .. حيث تلتقي الأمم والشعوب بالحوار الصارخ الذي يكشف الكثير من ممارسات الظلم في العالم .. يلتقون ويتكلمون ويتحاورون في الممنوع وغير الممنوع .. وقد انفلتت الأمور من أيدي الأجهزة الأمنية في الكثير من دول العالم .. حيث الآن من المستحيل تقنين الساحات بالقدر الذي يغطي رغبات المتسلطين من أولياء الأمور والمسيطرين على الأوضاع .. فلا يمكن حبس تلك الأسرار التي تفضح ممارسات الزعماء والرؤساء والمسئولين الكبار في الدول بعد اليوم .. كما لا يمكن كتم الأنفاس بذلك القدر القاتل كما كان يجري في السابق .. وتلك التدفقات الأثيرية الهائلة التي تعبر الأجواء الشاسعة أصبحت توجع وتؤرق الكثيرين من أصحاب القلاع التي كانت آمنة في ذات يوم لسنوات وسنوات .. فهي تشكل نعمة للأبرياء والمظلومين والمهضومين حقوقاً والمخدوعين .. وفي نفس الوقت تشكل نقمة لأهل المآرب والمكايد وأهل المنافع الذاتية في بقاع العالم .. وبالأمس قال جيل من الشاب كلاماَ كان جريئاً فوق معدلات المألوف .. قالوا صراحة كلمات أشعلت الساحات حيرةً وعجباً .. أفصحوا ما في صدورهم دون الخشية من العواقب .. قالوا بالمفتوح المكشوف ( تلك أحوالنا وأحوال الأمة وتلك أحوال المترفين من البعض المميزين !! ) .. جرأة غير مسبوقة .. وإقدام يدق نواقيس الخطر .. فتلك بدايات تخيف أهل الحكمة وأهل العقل الذين يشعرون بعلامات الحمم والبراكين .. وهي قد تكون شعلة صغيرة في رأس عود من الكبريت .. ولكنها قادرة في إحراق الكثير من البلاد .. وقادرة في زلزلة كيانات كانت واثقة من أسرارها حتى الساعة .. وتلك الأصوات حتى الآن هي محدودة هنا وهناك .. ولكن سوف تتكاثر تلك الأصوات وتزداد كلما يفرخ بيض الدجاج .. وقد يتطور الأمر حين تمتلئ الساحات بالملايين من الأصوات .. وحينها من العبث إقامة السدود لوقف السيول التي تكون قد غادرت مكامن الكبت والحجب .. والذي يجاهر ويشاهر بالحق في هذا العصر فهو منصور ومسنود من العالم في كل الأحوال .. والظالم يكون هو المحاصر المفضوح مهما كان من القوة والجبروت .. والعالم بدأ يسأل الآن بجدية مبالغة لماذا هنالك فئات تمتاز بحقوق ومزايا خاصة في بعض دول العالم بينما تعيش الأغلبية حياة البؤس والشقاء ؟؟ .. تلك الفئات التي توجد لنفسها الأحقية في نهب الحقوق العامة وتحرم الآخرين من أبسط موجبات الحياة ؟؟ .. والإنسان هو الإنسان يتساوى في المقاس والحواس .. وتلك الفواصل التي تفضل البعض عن البعض يجب أن تزال آجلاً أم عاجلاً حتى تسري شرعة العدالة في الكون .. ولا ينفي ذلك أن يجتهد المجتهد في دروب الحياة ليكسب من عرق جبينه وفضل يمينه ليمتلك ويثري كما يشاء .. ولكن لا يجوز لأحد مهما كان أن يأخذ وينهب الحق العام دون وجه حق .. وتلك هي المعضلة التي أصبحت بارزة اليوم بالقدر الكبير وأصبحت تلفت أنظار العالم .. والعالم بدأ يتساءل الآن أي منطق وأية عدالة تسمح للبعض أن يكون له الحق في أموال العامة لمجرد الهيمنة والسيطرة ؟؟ .. والأعجب أن البعض يظن جازماً أنه يملك ذلك الحق وأن له الأولوية !! .. وذلك الظن هو الذي سيقود الأحوال إلى نهايات مظلمة في يوم من الأيام .. إذا لم تتحرك الحكمة في أوانها .




( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) </ul>



</p>
<span id="twitter_btn" style="margin-left: 6px; ">

</div>