يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها.بيان حكم تعظيم التماثيل والنصب التذكارية

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : حياة الروح الجميله
-
يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها


الفصل الرابع في بيان حكم تعظيم التماثيل والنصب التذكارية

التماثيل جمع تمثال ، وهو الصورة المجسمة على شكل إنسان أو حيوان ، أو غيرهما مما فيه روح ، والنصب في الأصل : العَلَمُ ، وأحجار كان المشركون يذبحون عندها . والنُّصُبُ التذكارية : تماثيلٌ يُقيمونها في الميادين ونحوها ؛ لإحياء ذكرى زعيم أو مُعظَّمٍ .

ولقد حذّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من تصوير ذوات الأرواح ، ولا سيما تصوير المعظَّمين من البشر كالعلماء والملوك والعُبَّاد والقادة والرؤساء ، سواء كان هذا التصوير عن طريق رسم الصورة على لوحة أو ورقة ، أو جدار أو ثوب ، أو عن طريق الالتقاط بالآلة الضوئية المعروفة في هذا الزمان ، أو عن طريق النحت ، وبناء الصورة على هيئة التمثال ، ونهى - صلى الله عليه وسلم - عن تعليق الصور على الجدران ونحوها ، وعن نصب التماثيل ، ومنها : النصب التذكارية ؛ لأن ذلك وسيلة إلى الشرك ؛ فإن أول شرك حدث في الأرض كان بسبب التصوير ونصب الصور ، وذلك أنه كان في قوم نوح رجال صالحون ، فلما ماتوا حزن عليهم قومهم ، فأوحى إليهم الشيطان : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا ، وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ولم تُعبد ؛ حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلمُ عُبدت . ولما بعثَ الله نبيه نُوحًا عليه السلام ينهى عن هذا الشرك الذي حصل بسبب تلك الصور التي نصبت ، امتنع قومه من قبول دعوته ، وأصروا على عبادة تلك الصور المنصوبة التي تحوّلت إلى أوثان : وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا .

وهذه أسماء الرجال الذين صورت لهم تلك الصور على أشكالهم ؛ إحياء لذكرياتهم ، وتعظيمًا لهم .

فانظر ما آل إليه الأمر بسبب هذه الأنصاب التذكارية من الشرك بالله ، ومعاندة رسله ؟ ! مما سبب إهلاكهم بالطوفان ، ومقتهم عند الله وعند خلقه مما يدلك على خطورة التصوير ونصب الصور ، ولهذا لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المصورين ، وأخبر أنهم أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة ، وأمر بطمس الصور ، وأخبر أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة ، كل ذلك من أجل مفاسدها ، وشدة مخاطرها على الأمة في عقيدتها ، فإنَّ أول شرك حدث في الأرض كان بسبب نصب الصُّور ، وسواء كان هذا النصب للصور والتماثيل في المجالس ، أو الميادين أو الحدائق ؛ فإنه محرم شرعًا ؛ لأنه وسيلة إلى الشرك ، وفساد العقيدة . وإذا كان الكفار اليومَ يعملون هذا العمل ؛ لأنهم ليس لهم عقيدة يحافظون عليها ؛ فإنه لا يجوز للمسلمين أن يتشبهوا بهم ويشاركوهم في هذا العمل ؛ حفاظًا على عقيدتهم التي هي مصدر قوتهم وسعادتهم . ولا يقال : إن الناس تجاوزوا هذه المرحلة وعرفوا التوحيد والشرك ؛ لأن الشيطان ينظر للجيل المستقبل حينما يظهر فيهم الجهل ، كما عمل مع قوم نوح لما مات علماؤهم وفشا فيهم الجهل ، ولأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، كما قال إبراهيم عليه السلام : وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ فخاف على نفسه الفتنة ، قال بعض السلف : ( ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟ ) .

التالي
السابق