أداب المدح في الهدي النبوي

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : نورما
-
اليوم أصبحنا نشهد المدح بطريقة فظة و علنية على صفحات الجرائد و شاشات التلفاز ، و ما لا يعرفه البعض أن المدح له أصول و قواعد في السنة النبوية .المدح في الدين الإسلاميفي البداية لابد من ذكر أن النبي قد مدح في حضوره ، كما أنه قد مدح بعض أصحابه ، و هذا دليل قاطع على جواز المدح في الإسلام ، و لكن ببعض الشروط التي تم وضعها في هذه المسألة .موقف النبي مع أبو بكر الصديقهناك العديد من المواقف بين النبي و الصحابة في هذه المسألة ، و منها ذلك الموقف الذي جمع النبي مع أبو بكر الصديق ، و قد قال المفسرين أن هذا الموقف كان هذف النبي منه هو ذكر مكانة أبو بكر الصديق ، و تحفيز المسلمين على أن يتقدموا إلى منزلته ، و أن يتخذوا منه قدوة حسنة ، و هذا تبعا لحديث النبي صلى الله عليه و سلم “من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، و من كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، و من كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، و من كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة”. قال أبو بكر رضي الله عنه : بأبي أنت و أمي يا رسول الله ، ما على من دعي من هذه الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “نعم وأرجو أن تكون منهم” . المدح المذمومأسلفنا في الذكر أن المدح أمر مشروع بشرط أن يتم التواضع لله ، و لكن هناك عدة طرق للمدح تم ذمها من رسول الله ، و منها ما يلي .المدح في حضور الممدوح إذا كان ذلك يفسدهالاعجاب بالذات أو الغرور من الآفات القلبية التي تودي بصاحبها إلى الهلاك أو الدمار ، لذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتجنب مدح البعض ، إن كان هذا المدح سوف يودي بهم إلى الضلالة أو الفتنة ، و ذلك اعتمادا على قوله حينما رأى رجلا يمدح في حضوره ، فرد قائلا “أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل” ، قال ابن بطال: “حاصل النهي هنا أنه إذا أفرط في مدح آخر بما ليس فيه ، لم يأمن على الممدوح العجب لظنه أنه بتلك المنزلة ، فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالًا على ما وصف به” كذلك عندما قال “ومن يرد الله به خيرًا يفقه في الدين ، وإن هذا المال حلو خضر ، فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه ، وإياكم والتمادح ؛ فإنه الذبح” .المدح الذي يصل إلى المبالغةيذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رفض أن يتم مدحه بشيئا من المبالغة ، فماذا أن قمنا نحن بمدح أشخاص لا تصل منزلتهم إلى ربع منزلة النبي ، و يظهر ذلك حينما سمع رسول الله بعض المسلمين يثنون عليه ، و يقولون ياسيدنا و ابن سيدنا فرد عليهم قائلا “يا أيها الناس عليكم بتقواكم ، ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد بنُ عبدِ الله ، عبدُ الله ورسولُه ، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل” هذا فضلا عن أنه حين لقب بسيد قريش رد قائلا أن السيد هو الله .مدح الظالمينو يعد هذا النوع من المدح أسوأ أنواعه حينما يتم استخدام المدح في الحديث عن رئيس أو حاكم يظلم شعبه ، و ذلك لأن هذا المدح سوف يعينه على مزيد من الظلم ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}