فتاوي مهمة

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : عـبق التفـاؤل
-
سلسلة فتاوى في التوحيد والعقيدة {35}

《معنى قوله عليه الصلاة والسلام،( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون)》
لفضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

قال رحمه الله
ﻻ ﻳﺴﺘﺮﻗﻮﻥ " ﻳﻌﻨﻲ: ﻻ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺮﻗﻮﻫﻢ، ﻳﻌﻨﻲ: ﻻ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ اﻟﺮﻗﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻳﺮﻗﻮﻥ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﺤﺴﻦ، اﻟﺮاﻗﻲ ﻣﺤﺴﻦ ﺇﺫا ﺭﻗﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭاﻟﺸﻔﺎء ﻫﺬا ﻣﺤﺴﻦ. ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ: «ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎﻉ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻊ ﺃﺧﺎﻩ ﻓﻠﻴﻨﻔﻌﻪ » .

ﺃﻣﺎ اﻻﺳﺘﺮﻗﺎء ﻓﻬﻮ ﻃﻠﺐ اﻟﺮﻗﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻓﻼﻥ اﻗﺮﺃ ﻋﻠﻲ. ﺗﺮﻙ ﻫﺬا ﺃﻓﻀﻞ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ، ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺮﻗﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: «اﺳﺘﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻛﺬا» ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺮﻗﺎء، ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺃﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺮﻗﻲ ﻷﻭﻻﺩ ﺟﻌﻔﺮ ﻟﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ اﻟﻌﻴﻦ، ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ: «ﻻ ﺭﻗﻴﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﻴﻦ ﺃﻭ ﺣﻤﺔ »
ﻓﺎﻻﺳﺘﺮﻗﺎء ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ،ﻟﻜﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺇﺫا ﺗﻴﺴﺮ ﻋﻼﺝ ﺁﺧﺮ،

ﻭﻫﻜﺬا اﻟﻜﻲ ﺗﺮﻛﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺇﺫا ﺗﻴﺴﺮ ﻋﻼﺝ ﺁﺧﺮ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «اﻟﺸﻔﺎء ﻓﻲ ﺛﻼﺙ: ﻛﻴﺔ ﻧﺎﺭ، ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ، ﺃﻭ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﻮﻱ » .
ﻭﻓﻲ اﻟﻠﻔﻆ اﻵﺧﺮ ﻗﺎﻝ: «ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻬﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﻲ » . ﻓﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﻜﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ اﻟﻄﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﺫا ﺗﻴﺴﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﺩﻭﻳﺔ ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻟﻰ،

ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﻮﻯ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺈﺫا ﺩﻋﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻜﻲ ﻓﻼ ﻛﺮاﻫﺔ، ﻭﺇﻥ اﺳﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻭاء ﺁﺧﺮ ﻣﺜﻞ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ ﺃﻭ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺤﺠﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﻗﺮاءﺓ ﺃﻭ ﺩﻭاء ﺁﺧﺮ، ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﻲ،

ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﻳﺴﺘﺮﻗﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻮﻭﻥ » ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ، ﻋﺪﻡ اﻻﺳﺘﺮﻗﺎء ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺪﻡ ﻃﻠﺐ اﻟﺮﻗﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ اﻟﻜﻲ، ﻫﺬا ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ، ﻭﻣﺘﻰ ﺩﻋﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ اﻻﺳﺘﺮﻗﺎء ﺃﻭ اﻟﻜﻲ ﻓﻼ ﺣﺮﺝ ﻭﻻ ﻛﺮاﻫﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.

" ﻭﻻ ﻳﺘﻄﻴﺮﻭﻥ ": اﻟﺘﻄﻴﺮ ﻫﻮ اﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﺑﺎﻟﻤﺮﺋﻴﺎﺕ ﺃﻭ اﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺎﺕ، ﻭاﻟﺘﻄﻴﺮ اﻟﺸﺮﻙ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ،

ﻓﻬﺆﻻء اﻟﺴﺒﻌﻮﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻄﻴﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﻛﺮﻩ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﻗﺎء ﻭاﻟﻜﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﻡ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ، ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻋﺘﻤﺎﺩا ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻃﻠﺒﺎ ﻟﻤﺮﺿﺎﺗﻪ، ﻭاﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﻢ اﺳﺘﻘﺎﻣﻮا ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ اﻟﻠﻪ، ﻭﺗﺮﻛﻮا ﻣﺎ ﺣﺮﻡ اﻟﻠﻪ، ﻭﺗﺮﻛﻮا ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﺑﺎﺡ اﻟﻠﻪ، ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ، ﻛﺎﻻﺳﺘﺮﻗﺎء ﻭاﻟﻜﻲ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺛﻮاﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﻭﻳﺘﻘﺮﺑﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺗﻮﻛﻞ ﻭﻋﻦ ﺛﻘﺔ ﺑﻪ، ﻭاﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﻭﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺮﻭاﻳﺔ اﻷﺧﺮﻯ، «ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺯاﺩﻩ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺃﻟﻒ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎ » . ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ اﻷﺧﺮﻯ: «ﻭﺛﻼﺙ ﺣﺜﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﺜﻴﺎﺕ ﺭﺑﻲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ » ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺤﺜﻴﺎﺕ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻘﺪاﺭﻫﺎ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ،

ﻭاﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﻫﺬا ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ اﺳﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﻣﺤﺎﺭﻡ اﻟﻠﻪ ﻭﻭﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺩاﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻦ، ﺩاﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﻻ ﻋﺬاﺏ.

المصدر : فتاوى نور على الدرب (1/68 )