"محمد الزواري".. عام على اغتيال مهندس طائرات الأبابيل

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : قايدات المها
-
يحيي التونسيون والفلسطينييون على حد سواء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد "محمد الزواري"، والذي يطلق عليه مهندس طائرات الأبابيل، التي تمتلكها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والذي اغتيل في 15 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.

ومحمد الزواري هو مهندس تونسي من أعضاء كتائب القسام، ولد في مدينة صفاقس عام 1967، ويعتبر المشرف على مشروع تطوير صناعة الطائرات بدون طيار في وحدة التصنيع في كتائب القسام، والتي أطلق عليها اسم (أبابيل1).

و هذه الطائرة أول مرة في 2014م في معركة العصف المأكول، فيما اغتيل الزواري، وهو يعمل على مشروع الغواصة المسيرة عن بعد في إطار مشروع الدكتوراة الخاص به.

عمل الزواري على مشروع تطوير طائرات بدون طياروتصنيعها، وانضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في فلسطين، وكان رائداً لمشروع إنتاج طائرات بدون طيار التي استخدمتها حماس في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014.

أسس الزواري في تونس مع آخرين جمعية للطريان في صفاقس؛ لتدريب المبدعين من الشباب على صناعة طائرات بدون طيار من باب الهواية

اغتيل الزواري أمام منزله في الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر حيث قامت شاحنة صغيرة باعتراض طريقه، بينما بدأ شخصان آخران بإطلاق النار عليه بـ 20 رصاصة ثمانية منها استقرت فيه وثلاثة منها كانت قاتلة على مستوى الصدر والرأس، واستعمل القاتلان مسدسات عيار (9 مليمتر) مزودة بكاتمات صوت.

في 17 كانون الأول/ ديسمبر، أكدت حركة حماس عبر بيان صدر على ها الإلكتروني، انتماء الزواري لكتائب الشهيد عز الدين القسام وإشرافه على مشروع تطوير طائرات بدون طيار التي أطلق عليها اسم أبابيل، متهمةً الموساد الإسرائيلي باغتياله، متوعدةً بالانتقام له.

في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2016، نظم ر الداخلية التونسي الهادي المجدوب ندوة صحفية كشف فيها عن التفاصيل التي توصلت لها التحقيقات.

وحسب التحقيقات، فإن التخطيط لعملية الاغتيال بدأ قبل ستة أشهر في شهر حزيران/ يونيو 2016 عبر شركتين وهميتين أقامهما أجنبيان في تونس باستعمال مخططين متوازنين منفصلين فشل أحدهما ونجح الثاني.

البداية كانت مع فتاة تونسية، وجدت عرض عمل على الإنترنت وذلك في شركة إعلامية، حيث أرسلت سيرتها الذاتية، وتم الاتصال بها، وطلب منها الذهاب لمدينة فيينا (النمسا) لإجراء اختبار العمل الذي يهتم بإنتاج أفلام وثائقية تهم دولاً عربية من بينها تونس لقناة (تي في 1) الماليزية.

الشخص الأجنبي الذي اتصلت به عبر ال الإلكتروني قدم لها شخصاً ثانياً أجنبياً من أصول عربية، وأعلمها أنه الشخص الذي ستتعامل معه في إطار هذه الشركة.

في السادس من كانون الأول/ سبتمبر 2016 انتقلت إلى فينيا بالنمسا بطلب من الشخص الأجنبي وأعلمها أن الشركة تعتزم إنجاز شريط وثائقي حول الطب والطيران وأعلمها بضرورة مقابلة محمد الزواري المعروف بتميزه في صناعة الطائرات الصغيرة التي يتم التحكم فيها دون طيار وعرض عليها مبلغ 100 يورو في اليوم لقاء إجراء هذا العمل الصحفي.
"محمد الزواري".. الأبابيل 9998866494.jpg
قامت الفتاة بلقاء مع الزواري واستحسن الشخص الأجنبي من أصول عربية عملها وأعطاها مكافأة مالية قيمتها 000 2 يورو. هذا الأخير طلب منها كراء عدة سيارات.

من جهة أخرى، وبالتوازي مع هذا المخطط الأول، قال ر الداخلية إنه وقع العثور على شرائح هواتف جوالة مسجلة بأسماء تونسيين اثنين مقيمين بسلوفينيا، مرا عبر تطبيقة إلكترونية من خلال إلكتروني محكم التأمين وعُرِض عليهما العمل في إطار شركة، وطلب منهما في إطار الشروع في العمل، إيجاد مقر للعمل في تونس وتحديدا في صفاقسوتوليا كراء محل بمنطقة سيدي منصور إضافة إلى شراء سيارتين بمواصفات معينة وتم شراء شريحتي هواتف جوالة وشحنهما بقيمة 600 دينار تونسي.

في 21 كانون الأول/ ديسمبر، أصدر قاضي التحقيق بطاقات إيداع بالسجن ضد ثلاثة أشخاص من المشتبه بهم في قضية اغتيال المهندس محمد الزواري، من بينهم امرأة، بينما أبقى سبعة أشخاص آخرين من المشتبه بهم في نفس القضية في حالة سراح.

من ناحيتها، وجهت حركة حماس أصابع الاتهام رسمياً إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، وحملته مسؤولية اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري، في تونس العام الماضي.

أعلنت حركة (حماس) في مؤتمر صحفي عقدته في العاصمة اللبنانية بيروت، في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، أن "لجنة التحقيق خلصت إلى حقيقة قاطعة، وهي أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) هو الجهة المسؤولة عن عملية الاغتيال".

وكشف عضو المكتب السياسي لحماس، محمد نزال، أن الحركة شكلت لجنة تحقيق من مختلف أجهزتها وباشرت عملها فور وقوع عملية الاغتيال في تونس، قبل نحو عام، وتبينت أن عملية الاغتيال تمت بالتحضير لها قبل عام ونصف من تنفيذها ومرّت بثلاث مراحل، بدأت أوّلها عام 2015، ونفذها شخصان وصلا إلى تونس بجوازي سفر بوسنيين.

وشدّد على أن عملية الاغتيال "تشكل انتهاكًا لسيادة الجمهورية التونسية، مضيفاً أن "الاحتلال يذهب إلى تلك المناطق ويتوقع أن حماس ستحرف البوصلة نحوها، لكن حماس حريصة على استقرار الدول".

وأشار نزال، إلى أن التحضير اللوجستي لاغتيال الزواري بدأ قبل 4 أشهر من الاغتيال، وتم استخدام شركة وتجنيد أشخاص وتأجير شقتين، وشراء هواتف واستئجار سيارات، متابعا: "كان هناك رصد للشهيد الزواري إلى أن تم إحكام كل المعلومات اللازمة، فجاءت مرحلة التحضير اللوجستي لعملية الاغتيال".

وقال: "حماس أعلنت عن انتماء الشهيد الزواري للحركة على الرغم من كل الاعتبارات والملاحظات، وذلك حفظًا لحق الشهيد، ولمواجهة الشائعات التي خرجت عن ارتباطه بجهات إرهابية".

وأضاف نزال أن (حماس) لديها جهة قانونية ستضع تفاصيل عملية الاغتيال بين يديها لدراسة كل الخيارات الممكنة لـ"مواجهة الاحتلال"، وذلك أنها لا تريد تقييد القضية ضد مجهول بناء على معطيات كثيرة جدا.
align="left">

</ul>



</p>
<span id="twitter_btn" style="margin-left: 6px; ">

</div>

التالي
السابق