عشاء عمل ناجح جداً

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : نورما
-
عشاء عمل ناجح جداً


align="right">مفكرة الإسلام: كم هو رائع وجميل أن ينتظر الابن عودة أبيه إلى المنزل, حتى يشاركه في لهوه وطعامه، أو يناقشه في آماله، أو يسمع منه حكايات لطيفة تنطبع معانيها في فؤاده طوال عمره، وعلى الأب ألا يغفل عن هذا الأمر مهما كثرت شواغله، روى الإمام مسلم في صحيحه: أعتم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله، فوجد الصبية قد ناموا، فأتاه أهله بطعامه، فحلف ألا يأكل من أجل صبيته، ثم بدا له فأكل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها؛ فليأتها وليكفر عن يمينه'..

فهذا أحد الصحابة الذين يجالسون الرسول صلى الله عليه وسلم حتى عتمة الليل، ويقومون على شئون الأمة في أشد أوقاتها خطورة، لا يمنعه ذلك كله من تعهّد أطفاله عند عودته للبيت؛ فيأكل معهم ويجالسهم كما يجالس أمثاله هو خارج البيت، وفى اليوم والليلة التي تأخّر فيها عنهم حتى ناموا؛ ففاته وفاتتهم تلك الجلسة المعتادة، حزن - رضى الله عنه - فحلف آلا يأكل، كأنه يعاقب نفسه على إهماله ذلك الواجب اليومي..



أيها الوالد الكريم.. ما أجمل أن تجتمع مع أولادك وزوجتك حول مائدة الطعام؛ فيطمئن كل منكم على الآخر، ويبادله حبًا بحب ومودة بمودة, فتعلو البسمة كل الوجوه، وتغمر الفرحة كل القلوب.

إن تأكيد هذه الجلسة العائلية الدافئة عند الإجتماع على الطعام ليست ترفًا تربويًا، ولكنها وسيلة ناجحة ومهمة من وسائل التربية المتوازنة، فالإجتماع على الطعام وتبادل الأحاديث المفعمة بالحب والودّ بين الوالدين وأبنائهم، يمنحهم الكثير من الإشباع العاطفى والاستقرار النفسي، كما يمنحهم شعورًا أكيدًا بالقبول والاحترام عند والديهم، ما يولد في أنفسهم قدرًاً من الثقة فى النفس والاستعداد الإيجابي المرتفع لتلقّي توجيهات الوالدين، ولذلك فإننا نقترح على الوالدين باقة من الأفكار والموضوعات العملية ذات الأبعاد التربوية، والتى يمكن أن تناقشها الأسرة وتطبقها أثناء الاجتماع على الطعام:

1- مناقشة مفتوحة:
:52: align="right">

يمكنك - عزيزي المربى - أن تعقد حلقة نقاشية مع أفراد أسرتك، عند تناول الطعام أو الشاي، والجديد هنا هو حداثة الموضوعات المطروحة مثل: كيف يمكننا التغلب على الشعور بالبرد في فصل الشتاء؟! أو كيف ننظم شراء حاجيات المنزل؟! أو كيف نرتب زيارة عائلية لقريب مقيم في مدينة أخرى؟!

والغرض من هذا النقاش هو إشاعة جو الألفة والمحبة داخل الأسرة، مع تدريب الأبناء على التعبير عن وجهات نظرهم ومشاعرهم، إضافة إلى تعليمهم بعض آداب الحوار والنقاش بصورة ودّية وعملية.

2- شخصية الشهر:
:73: align="right">

يمكنك - أيها المربي الكريم - أن تختار - بمشاركة أبنائك - شخصية تاريخية إسلامية لتكون شعار هذا الشهر، وتتحدث عنها معهم أثناء تناول وجبة الغذاء أو العشاء، وتحاول ألا ينقضى الشهر إلا بعد ما يكون أبناؤك قد درسوا معالم هذه الشخصية.

3- خلق الشهر:

كذلك يمكنك أن تختار خلق الشهر، ثم تشترك مع أبنائك فى جمع القصص التى تدور حول هذا الخلق، ثم الاتفاق على وسائل عملية تطبقونها معًا في التخلق بهذا الخلق.

4- أيام لا تُنسى:
:76: align="right">

هل جربت مرة أن تقص على أبنائك قصصًا من حياتك أو مواقف مررت بها؟!

لقد حان الوقت لكي تفعل ذلك أثناء الغداء أو العشاء أو أثناء شرب الشاي بعدهما، وسترى بريقًا في أعين صغارك وهم يتابعون بشغف ما تسرده عليهم.

عزيزي الأب.. تذكر قصصك وأعد ترتيبها من جديد، واختر واحدة منها لتحكيها لأبنائك على العشاء اليوم إن شاء الله، وسترى وتسعد بالنتيجة بنفسك, وليس الخبر كالمعاينة!

5- فلترتاحي اليوم يا أمي!!
{" align="right">

في هذا اليوم سيمنح الأب والأبناء للأم الغالية إجازة من أعمال المطبخ والطهي، وستقوم أنت أيها الأب الكريم بالاشتراك مع أبنائك في إعداد طعام الغداء أو العشاء، ثم غسل الأطباق وإعداد الشاي، وهكذا ستعيش الأسرة روح التعاون والحب والمودة، ويشعر الجميع بالقدر الحقيقي للمجهود الذي تبذله الأم يوميًا من أجل راحتنا جميعًا. فكم نتصور سيكون هذا اليوم رائعًا؟! هيا نطبق الفكرة ونستمتع بما فيها من متعة وفائدة!!

إن بين أيدينا - في الحقيقة - فرصًا كثيرة, وقد تكون يومية أو متكررة فى حياة أبنائنا، لنمارس فيها قدرًا من التربية والتوجيه المؤثر جدًا والممتع جدًا في نفس الوقت لنا ولأبنائنا، وقد تأخذنا مشاغل الحياة فلا ننتبه لهذه الفرص، أو قد لا ندرك أن استعداد الأبناء فى هذه الأوقات للتأثر الإيجابى بما نوجههم إليه يكون عاليًا جدًا، وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى ما يصلهم منّا من مشاعر الحب والترابط والتقدير لأشخاصهم، ومن أهم هذه الأوقات وقت الاجتماع على الطعام، وقد أكدت الدراسات التربوية هذه الحقيقة, ففي دراسة أسبانية تأكّد أن: 'جمع شمل الأسرة حول مائدة الطعام يعزز استقرار الصحة النفسية والعقلية لدى الأبناء، وتوصلت الدراسة إلى أن الأبناء فى سن المراهقة الذين يشاركون آباءهم فى تناول الطعام يتمتعون بحالة نفسية جيدة، وأن تناول الوجبات اليومية التى تضم جميع أفراد الأسرة ولأكثر من خمس مرات فى الأسبوع له أثر جيد على الصحة النفسية للأبناء'.
فلنبدأ – أعزائي - من اليوم, ولنحوّل أوقات تناول الطعام من عادات رتيبة غير مؤثرة إلى: غداء أو عشاء عمل ناجح جدًا!!

منقول

التالي

الجيل القادم

السابق

هيئة دينية تفجِّر غضبًا في تركيا بعد إباحتها الزواج للفتاة في سن التاسعة

كلمات ذات علاقة
عشاء , عمل , ناجح , جداً