الارتباط الأسري

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : نورما
-
الارتباط الأسري

[FT=Tahoma]لا أستطيع أن أخفي تعجبي كثيرا من الخلط بين مفاهيم الإسلام في الأسرة والمفاهيم التي نقدمها نحن لأبنائنا باسم الإسلام، فأسهل ما يكون أن يُتهم الابن بالعقوق لمجرد أنه مارس حقه بالاختيار. تنعدم الحرية الشخصية باسم العائلة وباسم أشياء أخرى لا تمت للموضوع الأساسي بصلة.. كنت أُهاجم كثيرا بسبب هذا الرأي على كل حال :]، ولا زلت أجد أننا نهمل كثيرا مسألة حقوق الأبناء والبنات على حساب كثرة الحديث عن عقوق الوالدين، فضاعت حقوق الأبناء.
قرأت هذه السطور للدكتور مصطفى حجازي وشعرت بالحرية مجددا ![/FT]
[FT=Tahoma] من الناحية العلائقية النفسية، الأسرة العريضة تملكية أساسا ً، وأهم العلاقات ضمنها من نوع الحب التملكي. الأب يمتلك الأم و الأولاد، يحميهم ويؤمن حاجاتهم، ولكنه يقرر مصيرهم وتوجهاتهم الحياتية ( في الإعداد للمستقبل و الزواج وغيره ) تبعا لمصلحته ومصلحة الأسرة. والأم تحب أبناءها وتراعيهم بشكل تملكي. فهي تتفانى في خدمتهم والسهر عليهم. تقدم نفسها و عطاءها لهم دون تحفظ. شريطة أن تحتفظ بسيطرة خفية عليهم، سيطرة الحب. إنها تقيدهم بواجب الوفاء وعرفان الجميل لذلك الكائن الذي نذر نفسه وبذلها من أجلهم. ومن خصائص الحب التملكي التساهل بكل شيء ما عدا الرغبة في الاستقلال و التوجه نحو التفرد، تلك هي الخطيئة التي لا تساهل فيها. لا من قبل الأم ولا من قبل الأسرة عموما، إنها العقوق والخيانة. وتستجيب الأسرة عادة بردود فعل مفرطة في تطرفها لمحاولات الاستقلال هذه، تتخذ مظاهر متنوعة وأساليب متعددة، وتدور كلها حول الترغيب و التهديد والابتزاز. الترغيب بمحاسن البقاء الذوباني في الأسرة وما في ذلك من امتيازات وضمانات ( مادية و معنوية ) والتهديد بالنبذ والحرمان والعقاب والتنكر. وحتى التصفية الجسدية ( في حالات البناء اللواتي يتجرأن على تحدي رغبة الأسرة ) وأما الابتزاز فهو ما تمارسه الأم عادة من إثارة مشاعر الذنب عند الأبناء الذين أنكروا الجميل وتنكروا للتضحيات وخرقوا حقوق الأمومة. سطوة الأسرة العريضة وتملكها لأبنائها كبيران فهم لا ينشأون لأنفسهم بل لأسرهم ، كل إنجاز حققه أحدهم، كل تقدم مهني أو علمي أو مالي لايعود أثره عليه فقط بل هو في المقام الأول وسيبة لزيادة جاه الأسرة وبسط نفوذها. وتشكل الأسرة العريضة بذلك أكبر العقبات إزاء التطوير الاجتماعي. فهي تنازع المجتمع من ملكية أبناءها وتحدد هويتهم أسريا. بدل أن تحدد هويتهم مواطنيا. بل أن المواطنية ذاتها تحدد في هذه الحالة أسريا الانتماء إلى الأسرة بهذا الشكل الذوباني يمنع الانتماء إلى المؤسسات الاجتماعية العامة ويمنع بروز المصلحة العامة وغلبتها لصالح سيادة مصلح الأسرة العشيرة. وهذه تسير مع المصلحة العامة طالما خدمت نفوذها وقوتها. وتقوم ضدها عندما تهدد مصلحتها الخاصة أو امتيازاتها . إن التغيير الاجتماعي لايمكن أن يتم من خلال الأسرة العشيرة، أنه يتم تحديدا على حسابها. من خلال تغليب الهوية المواطنية على ما عداها.[/FT]
[FT=Tahoma]الأسرة الكبيرة لا تعرف بقيم المساواة والمشاركة والعدالة الاجتماعية والتحرير الذي لابد منه، كي يكون فعليا ، أن يكون شاملا لجمميع المواطنين على مختلف فئاتهم وانتماءاتهم وهي لذلك عقبة فعلية أمام التمنية، الأسرة الكبيرة تقود رأسا إلى الإقطاعية في المجتمع الزراعي والقبلي.

منقول
[/FT]