العصا وما قيل فيها من فوائد

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : كيان انجرح
-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


تاريخ الإنسان مع العصي تاريخ قديم وصحبة طويلة .
قال بن دريد – رحمه الله – إنما سميت العصا عصا لصلابتها مأخوذة من قولهم : عص الشيء وعَصَا وعَسَا إذا صلب .


…………………………


والعصا عود من الخشب يتوكأ عليها وَيهشُ بها على الغنم ولها فوائد أخرى كما قال نبي الله موسى { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى } (طـه:17) وردت كلمة العصا في القرآن في 12 آية وأتت مرة واحدة بلفظ (منسأته).



……………………



والعصا مثل يضرب للجماعة يقال : ( شق فلان عصا المسلمين : إذا خالف ألفتهم ، وفرق جماعتهم ) .
ويقال إياك ( وقتيل العصا ) يريد إياك وأن تكون القتيل في الفتنة التي تفارق فيها الجماعة. والعصا، اسم للجماعة. وقال الشاعر:
فَلِلَّهِ شَعْبَا طِيَّةٍ صَدَعا العَصَا، ... هِيَ اليَوْمَ شَتَّى، وَهْيَ أَمْسِ جَميع
وألقى الرجل عصاه إذا اطمأنَّ مكانه .
وتقول العرب: العَصَا من العُصَيَّة، ولا تلد الحيَّةَ إلا حَيَّةٌ : تريد أن الأمر الكبير يحدث عن الأمر الصغير .
والمِحْجَنة والمِحْجَن :هي العصا المعوجة وفي الحديث المرفوع أنه طَافَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ.
وحديث عمرو بن مسعود السلمي مع معاوية بن أبي سفيان .

ما بال شيخك مخنوقاً بجرّته ... طال البلاء به دهراً وقد صبرا
قد جاء ترعد كفّاه بمحجنه ... لم يترك الدّهر من أولاده ذكرا .

………………………………



◙ قال الله تعالى : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى } {طه/17}.
…………………………



قال القرطبي في تفسيره :
تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس، قال: إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا، وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني، وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها، وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة، وأقاتل بها السباع عن الغنم. اهـ
………………………………



لقي الحجاج بن يوسف الثقفي :
أعرابياً...فقال له :ما بيدك؟
قال هي عصاي أركزها لوقت صلاتي وأعدها لأعدائي
وأسوق بها دابتي وأقوى بها على سفري
وأعتمد عليها في ذهابي وايابي
يتسع بها خطوي وأثب بها على ال
وتؤمن العثرة وأتقي بواسطتها شر العشرة
والقي عليها كسائي فتقيني الحر وتجنبني القر
وتدني الى مابعد عني وتحمل سفرتي وأدواتي
وأقرع بها الأبواب وأضرب بها الكلاب
وتنوب عن الرمح في الطعان
وعن السيف في منازلة الأقران
وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى . ([1])

( إنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصا)



………………………………



وهذا من قول غُنَيَّة الأعرابية في شأن ابنها: وذلك أنّه كان لها ابنٌ شديد العَرامة، كثير التفلت إلى النّاس، مع ضعف بَدَنِهِ ٍ ودقّة عظْم، فواثب مرّةً فتى من الأعراب، فقطع الفتى أنفَه، فأخذَتْ غنيّةُ ديةَ أنفه فحسُنت حالُها بعد فقرٍ مُدْقِع، ثمّ واثَبَ آخرَ فقطع أذنَه فأخذت الدِّية، فزادت ديةُ أذنه في المال وحُسْن الحال، ثم واثَبَ بعد ذلك آخرَ فقطع شَفَته فأخذَتْ ديةَ شفتِه، فلمَّا رأت ما قد صار عندها من الإبل والغَنَم والمتاع والكسب بجوارح ابنِها حَسُن رأيها فيه، فذكرته في أرجوزة لها تقول فيها:
أَحْلِفُ بالْمَرْوَةِ حَقَّاً وَالصَّفَا ... أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ الْعَصَا



قيل لإعرابي: ما تفاريق العصا تقطع ساجوراً والسواجير تكون للكلاب وللأسرى من الناس، ثم تقطع عصا الساجور فتصير أوتاداً ويفرق الوتد فتصير كل قطعة شظاظاً، فإن جعل لرأس الشظاظ كالفلكة صار للبختي مهاراً وهو العود الذي يدخل في أنف البختي، وإذا فرق المهار جاءت منه تواد وهي الخشبة التي تشد على خلف الناقة إذا صرت، هذا إذا كانت عصا، فإذا كانت قناة فكل شق منها قوس بندق، فإن فرقت الشقة صارت سهاماً، فإن فرقت السهام صارت حظاء، فإن فرقت الحظاء صارت مغازل، فإن فرقت المغازل شعب به الشعاب أقداحه المصدوعة وقصاعه المشقوقة، على أنه لا يجد لها أصلح منها وأليق بها. يضرب فيمن نفعه أعم من نفع
</ul>

التالي
السابق