تعتبر الزكاة والصدقة عطاءٌ من الإنسان المؤمن يمنحها للمحتاجين من الناس ، وهذا بالطبع يدل على حسن خلقه وحبه الشديد للخير ويُساهم في تحقيق التوزان الإقتصادي والعدالة الإجتماعية في البلاد ، والله سبحانه وتعالى يُبارك في مال المتصدقين والذين يُخرجون الزكاة .
اولاً : الزكاة – تعريف الزكاة و فضلها : الزكاة في اللغة تعني البركة والوفرة والخير والصلاح ، وقد سُميت كذلك نظراً لأنها تُزيد في المال الذي أخذت منه ولا تُنقصه وتحافظ عليه ، وأما معناها شرعاً فهي حق الله تعالى في المال ، وهي فرض و ركن من أركان الإسلام الخمسة ولايصح الإسلام إلا بها ، ويجب حسابها وتقديرها وإخراجها للذين يستحقون أخذها ، وهي لها مقدار مُعين من المال حدده الشرع .
إن الذين يأتون الزكاة هم المُتقين ، الذين يخشون الله تعالى وعبدوه حق عبادته ، وهي تمحي السيئات وتُدخل الجنة ، ويبارك لله في أصحاب الزكاة ويحميهم ، ولايشعر صاحبها بالحزن أبداً ، وتقي من عذاب القبر وتُمكن صاحبها في الأرض ، وتجعل له مقاماً علياً .
– الأحاديث التي وردت بشأن الزكاة : ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تبين وجوب الزكاة ومنها ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأصبحت يوماً قريباً منه ، ونحن نسير ، فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني من النار ، قال لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت.
وفي حديث آخر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب ، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب .
– مصارف الزكاة : الفقراء والمساكين ، والعاملون على الزكاة وهم الذين يجمعون الزكاة من أصحابها ويوزعونها لمن يحتاجها، والمؤلفة قلوبهم وهم الأشخاص الذين تآلفت قلوبهم على الإسلام والمسلمين ، وأهل الرقاب وهو العبد الذي تم شراؤه من مال الزكاة ليصبح حراً ، والغارمين وهو حالتين الأولى إعطاء المال لحل خلاف بين جماعتين ، و الثانية الشخص الذي عليه دينٌ وليس معه المال لسدّ هذا الدين ، والجهاد في سبيل الله ، وابن السبيل وهو الشخص المُسافر الذي فقد ماله .
ثانياً : الصدقة – تعريف الصدقة وفضلها : الصدقة هو المال الذي يتم إخراجها تقرباً لله عز وجل ، وهي ليست فرضاً على المسلمين ، ولكن لها فضل عظيم ، فهي تقي صاحبها من غضب الله وتغفر الذنبوب وتقي من عذاب القبر وعذاب النار .
وقد ورد عن فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه ، ورجل قلبه معلق في المسجد ، ورجلان تحابا في الله ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه.
– مصارف الصدقة : المسلم له حرية التصرف في مال الصدقة ، ولكن من الأفضل أن يُعطيها للأقارب المُحتاجين ، فتكون بمثابة صدقة وصلة للأرحام .
