لغة المرأة و لغة الرجل,هل هناك قاموس مشترك؟!
مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت :
هلاوغلا
-
لغة المرأة و لغة الرجل,هل هناك قاموس مشترك؟!
للغة المرأة والرجل نفس الكلمات الا أن لهما معان و مشاعر مختلفة, فلا بد لكل منهما تعلم لغة الاخر ليستطيع ترجمة كلامه و فهم معانيه , فالعلاقة الزوجية تنمو و تزهرعندما يتحسن الحوار بين الزوجين و من أفضل أنواع الحوار الحوار المبني على الاحترام المتبادل للفروق بينهما و الذي يراعي الحاجات النفسية و العاطفية لكل منهما...
تعبر المرأة عن مشاعرها بلغة شاعرية بما فيها من التشبيه و الاطلاق و التعميم, فعندما تقول المرأة لزوجها "انك لا تستمع الى أبدا" فانها لا تقصد من كلمة أبدا المعنى الحرفي انما هي تستخدم التعميم لتعبر عن مدى انزعاجها , و هي تحتاج للاستماع الايجابي لتنفس عن مشاعرها و تواجه مشكلاتها, بينما يستعمل الرجل لغة حرفية لينقل معاني حقيقية و معلومات, و عندما يواجهه صعوبات او مشاكل فانة يلجأ لصمت ليفكر بحل لمشكلته بعكس المرأة التي تحتاج للكلام مع من تحب و تثق به.
و من خطأ الرجل المتكرر أن يفهم عبارات المرأة حرفيا فلا يفهم حقيقة ما تقصدة المرأة فيصدر أحكامة على كلامها و يحاول ابطال صحة مشاعرها, و في أحيان كثيرة يلجأ لاعطائها قائمة من الحلول و حين يحس بانه لم يستطع تحسين الوضع حتى بعد اعطائة كل هذا الكم من الحلول فانة قد يغضب و ينهي الحوار...
و هنا نذكر أن الاستماع و الحوار الجيد من أكثر ما يمكن أن يقدمه الرجل لزوجته و أن لا يغضب منها نتيجة تعميمها أو عدم تحسنها مع كل هذة الحلول, أو يحس أنها تلومه و بأنه السبب بما تحسه من مشاعر و يحاول فهم طبيعتها فيستمع اليها و بعد أن تنهي حديثها بامكانة أن يوضح وجهة نظره أو موقفه لتشعر باهتمامه بحديثها و حتى ان لم تفهم موقفه و شعر بأن الطريق مسدود في هذة اللحظه فليتذكر بأنها ربما لم تفهمه بشكل جيد و لكن في أعماق نفسها بريئة ورقيقة و قد تكون بأمس الحاجة للعطف و الحنان.
وعلى الزوج المحب أن يبحث عن طرق لاشعار حبيبته بانه يهتم بها و يرعاها, ويتقبلها كما هي بطبيعتها العاطفية الرقيقة.
و لنا في رسول الله أسوه حسنه فعندما انتهى من حجته مع زوجته عائشة لم تستطع أن تطوف طواف الوداع, فألمها ذلك فقالت لزوجها:" و الله كأني لا حججت و لا اعتمرت", الا أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفهم من قولها أنها لم تحج و تعتمر فلم يشرح لها الامر فقهيا و بأن طواف الوداع ليس بواجب عليها, فما كان منه صلى الله عليه و سلم الا أن استجاب لحقيقة مشاعرها و أخر سفر المسلمين حتى طهرت و اغتسلت وطافت طواف الوداع.
و على المرأه ايضا أن تحسن فهم الرجل و تفهم طبيعته التي ذكرناها و من أكبر المشاكل التي تواجهها المرأة مع زوجها هي فهم صمته أو عدم كلامه , فكما ذكرنا أن الرجل عندما يتعامل مع المعلومات يفكر بصمت حتى يجد حلولا ترضيه , بينما تلجأ المرأة للكلام بصوت مرتفع مسموع مع من تحب وعندما تواجه المشكلات تحب الشعور بالدعم و الحنان و الاهتمام بعكس الرجل الذي يحب أن يثبت جدارتة بنفسه .
على المرأة أن تفهم هذه الطبيعة الفسيولوجية وبأن زوجها يقول لها بصمت" أنا ما زلت أحبك و أثق بك و لكنني أحتاج لتفكير لبعض الوقت." ,وهنا لا ينصح بضغط على الرجل لتسريع انهاء صمته و اشعاره باللوم لان ذلك يطيل هذه الفترة أكثر, و اذا قام الرجل بانهاء صمته لارضاء الزوجه ففي ذلك تغيير لطبيعة الرجل وحاجته النفسيه, و يمكن لهذا التغيير أن يجعل الرجل نزقا منزعجا , أو شديد الحساسيه, أو غير مبالي دون أن يدري السبب الحقيقي وراء انزعاجه, و الأفضل أن يطمأ، زوجته و يقول لها:" أنا أحبك , وأحتاج لتفكير لبعض الوقت بمفردي".
من الممكن التسريع من هذة الفترة بعدم القلق على الزوج و بأن يرى الزوج بأنك تثقين به و بأنك سعيدة ولا تلومينه, وعلى المرأة أن تشغل نفسها باشياء تسعدها و تريحها , كان تمارس بعض هواياتها المفضله أو تلعب مع أبنائها , تزور بعض الاقارب و الاصدقاء, تتلو القرآن و تصلى ,تقوم بالتمارين الرياضيه أو أي عمل يسعدها القيام به.
أن ُتشعري زوجك بأنه محط ثقتكِ و تشعريه بالحب و القبول به كما هو من أكثر ما يمكن أن تقدميه لزوجك لانه أكثر ما يحتاجه فعلا, فعندما يشعر الرجل بثقتك و تقبلك له دون الحاجة لاصلاحه و تغييره فانه سيبدأ يسأل نفسه عما تفكر به زوجته و بنظرتها للأمور, و ان شعر بأن هناك بعض التصرفات التي لا تستسيغها سيبادر من نفسه للاصلاح, و اذا شعرت انكِ لم تحصلي على ما تريدين في بعض الامور فلا بأس من مصارحته من غير لوم و ارشادات و نصائح , نعم ان الرجل يحتاج للحنان و الاهتمام انما يحب اثبات نفسه ,و لايحب اسلوب فرض السيطرة أو اعتباره طفلا صغيرا يحتاج للحمايه..
نحن نسعى لوضع قاموس مشترك يفسر لكما الكلمات نفسها وفقا لطبيعتكما المختلفة و المتكاملة في نفس الوقت, و سيوفر ال أمثلة عديدة للحوارات الزوجية التي قد تأزم الامور ان لم تفهم و تدار بشكل ايجابي سليم وحكيم, الى ذلك الحين ننصح بأن تكون اللغه المشتركة بينكما لغة مودة و ألفة و احترام للفروقات النفسبه و العاطفية بينكما.....
منقوووول
المراجع:
مأمون مبيض(2000), التفاهم في العلاقات الزوجية.
J.Gray (1993) Men Are From Mars, Women Are From Venus.
للغة المرأة والرجل نفس الكلمات الا أن لهما معان و مشاعر مختلفة, فلا بد لكل منهما تعلم لغة الاخر ليستطيع ترجمة كلامه و فهم معانيه , فالعلاقة الزوجية تنمو و تزهرعندما يتحسن الحوار بين الزوجين و من أفضل أنواع الحوار الحوار المبني على الاحترام المتبادل للفروق بينهما و الذي يراعي الحاجات النفسية و العاطفية لكل منهما...
تعبر المرأة عن مشاعرها بلغة شاعرية بما فيها من التشبيه و الاطلاق و التعميم, فعندما تقول المرأة لزوجها "انك لا تستمع الى أبدا" فانها لا تقصد من كلمة أبدا المعنى الحرفي انما هي تستخدم التعميم لتعبر عن مدى انزعاجها , و هي تحتاج للاستماع الايجابي لتنفس عن مشاعرها و تواجه مشكلاتها, بينما يستعمل الرجل لغة حرفية لينقل معاني حقيقية و معلومات, و عندما يواجهه صعوبات او مشاكل فانة يلجأ لصمت ليفكر بحل لمشكلته بعكس المرأة التي تحتاج للكلام مع من تحب و تثق به.
و من خطأ الرجل المتكرر أن يفهم عبارات المرأة حرفيا فلا يفهم حقيقة ما تقصدة المرأة فيصدر أحكامة على كلامها و يحاول ابطال صحة مشاعرها, و في أحيان كثيرة يلجأ لاعطائها قائمة من الحلول و حين يحس بانه لم يستطع تحسين الوضع حتى بعد اعطائة كل هذا الكم من الحلول فانة قد يغضب و ينهي الحوار...
و هنا نذكر أن الاستماع و الحوار الجيد من أكثر ما يمكن أن يقدمه الرجل لزوجته و أن لا يغضب منها نتيجة تعميمها أو عدم تحسنها مع كل هذة الحلول, أو يحس أنها تلومه و بأنه السبب بما تحسه من مشاعر و يحاول فهم طبيعتها فيستمع اليها و بعد أن تنهي حديثها بامكانة أن يوضح وجهة نظره أو موقفه لتشعر باهتمامه بحديثها و حتى ان لم تفهم موقفه و شعر بأن الطريق مسدود في هذة اللحظه فليتذكر بأنها ربما لم تفهمه بشكل جيد و لكن في أعماق نفسها بريئة ورقيقة و قد تكون بأمس الحاجة للعطف و الحنان.
وعلى الزوج المحب أن يبحث عن طرق لاشعار حبيبته بانه يهتم بها و يرعاها, ويتقبلها كما هي بطبيعتها العاطفية الرقيقة.
و لنا في رسول الله أسوه حسنه فعندما انتهى من حجته مع زوجته عائشة لم تستطع أن تطوف طواف الوداع, فألمها ذلك فقالت لزوجها:" و الله كأني لا حججت و لا اعتمرت", الا أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفهم من قولها أنها لم تحج و تعتمر فلم يشرح لها الامر فقهيا و بأن طواف الوداع ليس بواجب عليها, فما كان منه صلى الله عليه و سلم الا أن استجاب لحقيقة مشاعرها و أخر سفر المسلمين حتى طهرت و اغتسلت وطافت طواف الوداع.
و على المرأه ايضا أن تحسن فهم الرجل و تفهم طبيعته التي ذكرناها و من أكبر المشاكل التي تواجهها المرأة مع زوجها هي فهم صمته أو عدم كلامه , فكما ذكرنا أن الرجل عندما يتعامل مع المعلومات يفكر بصمت حتى يجد حلولا ترضيه , بينما تلجأ المرأة للكلام بصوت مرتفع مسموع مع من تحب وعندما تواجه المشكلات تحب الشعور بالدعم و الحنان و الاهتمام بعكس الرجل الذي يحب أن يثبت جدارتة بنفسه .
على المرأة أن تفهم هذه الطبيعة الفسيولوجية وبأن زوجها يقول لها بصمت" أنا ما زلت أحبك و أثق بك و لكنني أحتاج لتفكير لبعض الوقت." ,وهنا لا ينصح بضغط على الرجل لتسريع انهاء صمته و اشعاره باللوم لان ذلك يطيل هذه الفترة أكثر, و اذا قام الرجل بانهاء صمته لارضاء الزوجه ففي ذلك تغيير لطبيعة الرجل وحاجته النفسيه, و يمكن لهذا التغيير أن يجعل الرجل نزقا منزعجا , أو شديد الحساسيه, أو غير مبالي دون أن يدري السبب الحقيقي وراء انزعاجه, و الأفضل أن يطمأ، زوجته و يقول لها:" أنا أحبك , وأحتاج لتفكير لبعض الوقت بمفردي".
من الممكن التسريع من هذة الفترة بعدم القلق على الزوج و بأن يرى الزوج بأنك تثقين به و بأنك سعيدة ولا تلومينه, وعلى المرأة أن تشغل نفسها باشياء تسعدها و تريحها , كان تمارس بعض هواياتها المفضله أو تلعب مع أبنائها , تزور بعض الاقارب و الاصدقاء, تتلو القرآن و تصلى ,تقوم بالتمارين الرياضيه أو أي عمل يسعدها القيام به.
أن ُتشعري زوجك بأنه محط ثقتكِ و تشعريه بالحب و القبول به كما هو من أكثر ما يمكن أن تقدميه لزوجك لانه أكثر ما يحتاجه فعلا, فعندما يشعر الرجل بثقتك و تقبلك له دون الحاجة لاصلاحه و تغييره فانه سيبدأ يسأل نفسه عما تفكر به زوجته و بنظرتها للأمور, و ان شعر بأن هناك بعض التصرفات التي لا تستسيغها سيبادر من نفسه للاصلاح, و اذا شعرت انكِ لم تحصلي على ما تريدين في بعض الامور فلا بأس من مصارحته من غير لوم و ارشادات و نصائح , نعم ان الرجل يحتاج للحنان و الاهتمام انما يحب اثبات نفسه ,و لايحب اسلوب فرض السيطرة أو اعتباره طفلا صغيرا يحتاج للحمايه..
نحن نسعى لوضع قاموس مشترك يفسر لكما الكلمات نفسها وفقا لطبيعتكما المختلفة و المتكاملة في نفس الوقت, و سيوفر ال أمثلة عديدة للحوارات الزوجية التي قد تأزم الامور ان لم تفهم و تدار بشكل ايجابي سليم وحكيم, الى ذلك الحين ننصح بأن تكون اللغه المشتركة بينكما لغة مودة و ألفة و احترام للفروقات النفسبه و العاطفية بينكما.....
منقوووول
المراجع:
مأمون مبيض(2000), التفاهم في العلاقات الزوجية.
J.Gray (1993) Men Are From Mars, Women Are From Venus.
