من هو طرفة بن العبد

مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت : هدوء فتاة
-
من-هو-طرفة-بن-العبد.
طرفة بن العبد

هو أحد الشعراء العرب الذين اشتهروا بالعصر الجاهلي من الطبقة الأولى أي من إقليم البحرين التاريخي، وهو أحد أهم شعراء المعلقات الشهيرة في تاريخ الأدب العربي القديم. أما عن اسمه فهو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد أبو عمر، ولُقّب ب “طرفة”، ينتمي إلى قبيلة بني قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل، وهو ينتسب إلى أبوين شريفين الأمر الذي كان له عميق الأثر في خلق الحالة الرومانسية لديه إذ كان أبوه وعماه وخاله وجدّه شعراء. وسنعرف في هذا المقال من هو طرفة بن العبد وأبرز محطات حياته ومماته ونبذه عن أشعاره.

حياةطرفة بن العبد ووفاته

ولد الشاعر طرفة بن العبد حوالي سنة 543م تقريباً في بلدة المالكية يتيم الأب، إذ توفي والده وهو مازال طفلاً مما أعطى الحق لأعمامه بتكفل رعايته وتربيته، لكنهم ضيقوا عليه وأهملوا تربيته وظلموه وأخذوا أمواله، فنشأ في حضن أمه وانحرف مساره ليتجه لحياةٍ تائهة مهملة، فكان يسكر ويلعب ويبذر ويسرف ويستمتع بملذات الحياة دون اكتراث، وجال مناطق كثيرة إلى أن وصل أطراف جزيرة العرب، ثم عاد إلى منطقته وأهله ورجع يرعى الإبل لأخيه “معبد” إلا أنها سرقت منه، فغضب منه أهله، ولجأ لابن عمه إلا أنه ه ورفض مساعدته، واستمر به الحال في حياة اللهو إلى أن قررت القبيلة إبعاده. وقد قتل في عهد عمرو بن هند ملك الحيرة عام 569م، أي أنه عاش 26 عاماً فقط، لذا لقب ب” الغلام القتيل”.

أشعار طرفة بن العبد

اعتمد طرفة في بداية حياته على نظم الهجاء المهذب في الجزيرة العربية، ثم اشتهر بعد ذلك كثيراً بعدما نظم معلّقة شعرية جعلته في الصف الأول بين الشعراء، رغم قلة أشعاره وصغر سنه، حيث امتازت المعلقة التي احتلت حوالي سدس ديوانه بالإحساس العالي الفريد، كما اتجه في أشعاره إلى الحديث عن الموت والحياة بفلسفةٍ مميزة لم يسبقه إليها أحد من الشعراء الجاهليين، وقد تركزت مجمل أشعاره في تجسيد حياته اللاهية والتي اقتصرت على المرأة والخمر والفروسية.

وقد كانت أشعاره قليلة نظراً لقصر عمره الذي عاشه والتي استطاع أن ينشئ فيها ديواناً شعرياً مكوناً من 657 بيتاً، بينما أخذت المعلقة منها 104 بيتاً نظمها على البحر الطويل، وكانت من أبرز موضوعاتها: التغزل بالمحبوبة بالوقوف على أطلال حبيبته خولة، كذلك وصف الناقة وعتاب ابن عمه والحديث عن الموت وتوصياته لابن أخيه. وفيما يلي بعض من أبياته:

لخولة أطلال ببرقـة ثهمــدِ

تلوح كبـاقي الوشم في ظاهر اليدِ

وقوفـاً بها صحبي عليّ مطيَّهم

يقولون لا تهلـك أسـىً وتجـلَّدِ

إذا القوم قالوا : من فتى؟ خلتُ أنني

عُنيت فلم اكسل ولـم اتـبـلَّدِ

ولستُ بحلاّلِ التـلاعِ مـخـافةً

ولكن متى يسترفدِ القـومُ أرفِـدِ

ألا أيهـذا اللائمي أحضر الوغـى

وأنْ أشهدَ اللذاتِ، هل انت مُخْلِدي

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً

على المرءِ مـن وَقْعِ الحسامِ المهنَّدِ

ستبدي لكَ الايامُ ما كنتَ جاهلاً

ويأتيكَ بـالأخبـارِ مـن لم تُزَوِّدِ

من هو طرفة بن العبد .