كيف تؤثر الأسنان على صحة جهاز الهضم؟

مجتمع رجيم / الحمية و الرشاقة و الرجيم
كتبت : اميرة حلوة
-
إن تناول الأطعمة المغذية والصحية هو أمر أساسي للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، كذلك فإن طريقة المضغ وتقطيع الطعام تلعب دوراً هاماً في التمتع بهضم سليم، فالمرحلة الأولى من عملية الهضم تبدأ في الفم، حيث تقوم الأسنان بتفكيك الطعام في حين أن اللعاب يحتوي على الأنزيمات التي تبدأ بعملية الهضم. وعند القيام ببلع الطعام تقوم العضلات بتحريكه عبر القناة الهضمية، وبعدها يتم تفكيك الطعام وامتصاص المغذيات الموجودة فيه والتي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحته وتطوره.

وظيفة الأسنان في عملية الهضم

عادةً ما يمتلك الأفراد البالغون اثنين وثلاثين سناً، أربعة منها هي أضراس العقل، وهذه الأضراس الأربعة قد لا تظهر على الإطلاق وقد يضطر الأمر إلى قلعها جراحياً في أي وقت إما لضيق المكان أو لأية أسباب أخرى.

وتوجد مجموعات مختلفة من الأسنان تتمتع كل مجموعة منها بوظيفة خاصة بها، حيث تعتبر الأسنان الأعضاء المتخصصة بعملية المضغ وهي تلعب دوراً أساسياً في عملية الهضم، فمضغ الطعام بشكل جيد يعطي الإشارة للعاب للمساعدة في عملية تفكيك بعض أنواع الكربوهيدرات.

إن الأجزاء الظاهرة من الأسنان تدعى بالتيجان، وتتكون بنية الطبقة الخارجية لتاج السنّ من سطح خارجي صلب يدعى المينا وهذه المادة هي الأكثر صلابة من مكونات الجسم البشري.

-2532
  • تمتلك الأضراس أسطحاً كبيرة غنية بالحفر والأخاديد مما يجعلها ملائمة لعملية الطحن بين الأضراس العلوية والسفلية المتقابلة، ويوجد ضرسان في كلّ من الأقواس الأربعة الموجودة في الفم، وهي تشكّل الأسنان الأخيرة في كل ربع من الفم. وفي الواقع يمكن القول أن هنالك ثلاثة أضراس في جهة في حال تم احتساب ضرس العقل على أنه الضرس الثالث.
  • تتألف القواطع أو الأسنان الأمامية من حواف حادة مصممة خصيصاً لتقطيع الطعام، حيث يوجد في الفم ستة قواطع علوية وستة سفلية، وتتوضع الأنياب على زاوية كل مجموعة من الأسنان الأمامية، تمتلك هذه الأنياب جذوراً طويلة وهي مصممة لتقطيع وتمزيق الطعام، إذ تقوم القواطع بتقطيع الطعام ثم تدفع به إلى الأسنان الخلفية (الأضراس والضواحك) بمساعدة اللسان، في حين تساهم الأسنان الخلفية في المضغ وتفكيك الطعام باستخدام أسطحها.
  • تكون الضواحك أصغر حجماً من الأضراس وهي تساهم في عملية المضغ من خلال سحق الطعام، ويوجد ضاحكان اثنان في كل ربع من الفم وهما يتوضعان ما بين الأضراس والقواطع.
كيف يبدأ اللعاب بعملية الهضم

عندما يتم تناول الطعام فإنه يمتزج في البداية مع اللعاب الذي يتم إفرازه من قبل مجموعة من الغدد المتخصصة، وهنالك ثلاثة مجموعات من الغدد اللعابية الرئيسية وهي: الغدد النكفية وتحت الفك السفلي وتحت اللسان.
  • الغدد النكفية تتوضع على جانب الوجه وتحديداً على الجهة الداخلية من الخدّين، وهي تمتلك فتحة يتم إفراز اللعاب منها تدعى قناة ستنسن (Stensen’s duct)، وهي تعتبر أكبر الغدد اللعابية التي تساهم في عملية مضغ وبلع المواد النشوية بشكل رئيسي.
  • الغدد تحت الفك السفلي تتوضع على الجهة الداخلية من عظم الخدّ السفلي، وهي تقوم بإنتاج كلّ من أنزيم الأميلاز الذي يقوم بتفكيك النشاء والخلايا المخاطية للمساعدة في ترطيب الحنجرة.
  • الغدد تحت اللسان تتوضع تحت اللسان كما يتضح من تسميتها، وهي تقوم بإنتاج مادة الميوسين التي تحفّز إنتاج اللعاب، ويتم إنتاج معظم اللعاب أثناء ساعات الاستيقاظ في حين يتناقص الإنتاج خلال فترة النوم. ففي حال الاستيقاظ والشعور بجفاف الفم مع وجود رائحة نفَس صباحية؛ فإن السبب يعود إلى الإنتاج المنخفض من اللعاب بهدف الحفاظ على نظافة الفم. إن وظيفة الغدد تحت اللسان هي المساعدة على ترطيب وربط الطعام بهدف تسهيل عملية البلع، أما في حال عدم وجود كمية كافية من اللعاب مما يسبب الشعور بجفاف الفم، وبالتالي تصبح عملية البلع صعبة مما يزيد من خطورة التعرّض للاختناق حيث يستقر الطعام ويعلق في الحنجرة.
مضغ وهضم الطعام يتطلب أسناناً صحية

-2535

إن أي شخص قد تعرّض لألم في الأسنان يعرف أنه من الصعب تناول الطعام بوجود مثل هذه الآلام، إن وجود مشاكل في الأسنان مثل عدم انتظامها اصطفافها بشكل سليم أو الإصابة بالالتهابات أو فقدان الأسنان، كل هذه العوامل قد تؤثر على عملية المضغ وتفكيك الطعام بشكل سليم وبالتالي على صحة الهضم.

الأسنان غير منتظمة الاصطفاف

تعتبر الأسنان في حالة الإطباق عندما تكون متناسبة مع بعضها البعض بشكل مثالي، أي أن الأسنان العلوية تتوضع بشكل متناسب فوق السفلية وتكون لأطراف الناتئة من الأضراس متناسبة مع الأخاديد الموجودة على الأضراس المقابلة. ويحمي الإطباق السليم كلاً من الخدّين والشفتين من العضّ، كما تقوم الأسنان السفلية بحماية اللسان وإبقائه في مكانه.

أما في حال كانت الأسنان غير منتظمة الاصطفاف فتدعى هذه الحالة بسوء الإطباق، ومن أهم أسباب الإصابة بهذه الحالة نذكر العوامل الوراثية والعادات السيئة المتّبعة في الطفولة، بما في ذلك مصّ الإبهام ودفع اللسان والاستخدام الطويل لزجاجة الرضاعة أو المصاصة. كما قد ينتج سوء الإطباق عن إصابة أو كسر الفك، إضافةً إلى الأورام التي قد تسبب الإصابة به، ومن الأسباب الأخرى يمكن ذكر الحشوات السنية أو التيجان أو أطقم الأسنان ذات المقاس غير المناسب.

كما أن عدم استبدال الأسنان الناقصة في الوقت المناسب قد يتسبب في تغيير موضع الأسنان المجاورة، مما قد يتسبب بسوء إطباق الأسنان، ومن الضروري التأكيد على أن سوء الإطباق لا يؤثر على الشكل فحسب بل إنه يتسبب كذلك في صعوبة في عضّ ومضغ الطعام، لذلك يجب عدم الاستهانة به بل يجب أن يتم تصحيحه وعلاجه.

الوقاية

إن مقدرة الفرد على مضغ الطعام بشكل جيد وسليم تعادل أهمية نوعية الغذاء الذي يتم تناولها، ويُنصح باتباع عادات صحية يومية للعناية بصحة الفم والأسنان للحفاظ على أسنان سليمة وصحية، ويعتبر تنظيف الأسنان بالفرشاة وخيط الأسنان من أهم الإجراءات التي يجب اتباعها. وفيما يلي بعض النصائح للحفاظ على نظافة وصحة الفم بهدف الحفاظ على ابتسامة جميلة وعملية هضم صحية وسليمة.

العناية بنظافة الفم

-2538

إن تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والخيط بشكل صحيح أمرٌ في غاية الأهمية، فمجرّد تمرير الفرشاة بسرعة على الأسنان ثلاث مرات يومياً والتنظيف السريع بالخيط دون الاعتناء بتنظيف ما تحت اللثة بشكل جيّد؛ يسمح للجراثيم بالاستمرار في التسبب بالضرر للأسنان مما قد يؤدي إلى تآكل الأسنان والإصابة بأمراض باللثة أو حتى ما هو أسوأ من ذلك مثل خسارة الأسنان. يمكن طلب النصيحة من طبيب الأسنان حول كيفية استخدام الخيط بطريقة صحيحة، كما يجب التأكد من تنظيف اللثة وكافة جوانب السنّ بالفرشاة، وفي حال عدم المقدرة على تنظيف الأسنان بعد كل وجبة يمكن غسل الفم بالماء أو مضغ علكة تحتوي على الزيتول، ولكن يبقى من الضروري تنظيف الأسنان ليلاً قبل النوم لأن إنتاج اللعاب يقل أثناء النوم مما يجعل الفم أكثر عرضة لهجوم البكتيريا.

كما أن استخدام معجون الأسنان وغسول الفم الفعّالين أمر مهم وضروري، فمعجون الأسنان الحاوي في تركيبه على الصودا مع الزيتول يعتبر خياراً جيداً حيث أن فوائده تتضمن إزالة البقع مما يساعد الأسنان على الظهور بمظهر ناصع البياض.

المصدر:

مصدر 1

مصدر الموضوع : https://sport360.fit