حضارة أجدادنا شاهدة على عظمة المصري

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : قايدات المها
-

مرت الآلاف من السنوات والقرون عبر الأزمان، وما زالت حضارة أجدادنا شاهدة على عظمة المصري القديم وما حملوه للعالم من تقدم وازدهار في كل مناحي الحياة من الفلك للطب والهندسة والفن بكل صوره وما زالت ألغازهم محل دراسة من كل دول العالم المتقدم وهي إلى الآن عاجزة عن فك طلاسم هذه الحضارة الشامخة والتي تقف ضاحكة على عقول بني البشر اليوم، بالرغم ما يمتلكه الإنسان اليوم من ترسانة تكنولوجية غزت الفضاء وجعلت من العالم قرية صغيرة إلا أنَّه عاجز عن الوقوف على العلم الذي وصل إليه هؤلاء الفراعنة والذين كانوا يعملون بطرق بدائية لم تكن ترتقي إلى ما وصل إليه الإنسان اليوم.

ولكن، هل أعطى المصريون أجدادهم حقوقهم، وساروا على نفس النهج؟
بكل تأكيد، لا، لأن المصريين ساروا وراء ثقافة وحضارة الغزاة وتبرئوا من حضارة أجدادهم التي أطلق عليها العالم أم الحضارات فلم تعد مصر كما عرفها العالم القديم فراعنة بل لجئت للتمحك في حضارة العرب وها هي النتيجه بين أيدينا، مصر التي كانت تسيطر على العالم القديم بعلمها وثقافتها وحضارتها ها هي الآن دولة عربية كما يطلقون عليها، تستجدي حضارة غريبة عنها ودخيلة عليها وكما يقول المثل المصري رضينا بالهم والهم مش راضي بينا، فالعرب لا يعتبروننا عرباً ويكرهون المصريين على خط مستقيم هذه هي الحقيقه بعيداً عن الشعارات الرنانة والكاذبة والتي تحمل نعرات دينية قومية بعيداً عن الهويات الوطنية وإن كان الرابط الوحيد بيننا وبين العرب هو اللسان الناطق أي اللغة العربية فهذا لا يعني أننا عرباً فثقافتنا المصرية ضاربة في عمق التاريخ وفي الحاضر وتنظر بشموخ إلى المستقبل القادم ولكن ماذا قدمت لنا الثقافة العربية سوى أنَّها حاولت فرض نفسها في بعض الأمور الإجتماعية.

لكن، الحقيقة لم تضف بجديد اليوم، بل بالعكس جعلت مصر بلداً متبلداً غير قادر على التطوير إلى أن وصل إلى حافة الهاوية وإن نظرنا إلى الدول العربية الأصيلة كدول الخليج سنجد أنَّها لم تستطع النهوض بنفسها بل استعانت بالخبرة الغربية في النهوض بدولها معتمدة على ثروات طبيعية من إنتاج الطبيعة وفرت لها المال ولكننا للأسف لم نفعل مثلهم بالرغم من كل ما هو متوفر من ثروات لبلادنا فحاولنا النهوض بالاعتماد على أنفسنا.

وها هي النتيجه كوارث مستمرة نتيجة ثقافة متبلدة مستوردة أفكارها من سراديب الجهل العربية تحمل كل أفكار الوهابية وما أنتجته من خراب للبشرية ودمار للعالم الحر تاركين خطى آبائنا وأجدادنا الأولين الذين صنعوا حضارة ورقي لم يصل إليه البشر اليوم ففي تاريخ مصر القديم هناك محاكمات كانت تتم أمام الشعب لمسئولين ووزراء كانوا فاسدين وكان يتم الحكم عليهم هل يتم هذا اليوم في مجتمعاتنا بعد مرور هذه الآلاف من السنوات وبالرغم من تقدم العالم في مجال حقوق الإنسان وانتشار الميديا الإعلامية التي وفرت مناخ لهذه الحقوق.

والسؤال يحتاج لعلامة استفهام مع العديد من علامات التعجب بالنسبة للرؤية الحالية لحالة المجتمع المصري الذي يبرئ المذنب ويدين البريء في زمن انقلبت فيه كل المفاهيم والحقائق بطريقة حولت المجتمع المصري إلى غابة وإلى منظومة فساد واحتكار واستبداد وقمع لم يعرفها طوال تاريخه، والسبب في كل هذا، ثقافة غريبة ليست من حضارتنا صُدرت لنا عوراتها وتركتنا مأسورين لها عن طريق حاجتنا إلى معوناتهم وضيق اليد الذي أصبح فيه الشعب المصري اليوم ولا تريدنا هذه الدول أن نقوم من كبوتنا واستطاعت من أجل ذلك أن تزرع روح التحزب والتعصب داخل الشعب المصري من أجل أن تهدم أسوار هذا الوطن العظيم وها هم الآن ينظروا إلى بلادنا وهي تنتحر في طوابير الخبز وهم يضحكون علينا وعلى أنظمتنا التي جوعتنا ويقوموا اليوم بأقصى انتهاكات ضد عمالتنا المصرية في دولهم.

كل هذه نتاج ثقافتهم التي كانت سبباً في وصولنا إلى هذا الوضع المأساوي فهل سنرجع يوماً إلى حضارتنا التي ما زالت وهي أحجار تنفق علينا إلى الآن فما زال الملك توت يبهر العالم بكنوزه وما زال الهرم يذهل العقول بأسراره وأبو الهول منبطح شاهد على حضارة الفراعنة العظام فمتى نرجع إلى حضارتنا بعيداً عن حضارة الغزاة كفانا عبثاً بأوطاننا.
</ul>



</p>
<span id="twitter_btn" style="margin-left: 6px; ">

</div>

التالي
السابق