بريد من الدرك الأسفل من العذاب

مجتمع رجيم / إبداع القلم .. لا للمنقول
كتبت : لولو اسيل
-

والداي ، زوجتي ، أبنائي..سلامٌ مِنّي لَكُم يملأهُ الشّوق ..
أحمد..مُباركٌ لكَ يابُنَي تخرّجك من الثانوية ، تمنيت أن أكونَ مَعَك في مناسبةٍ سعيدة گهذه ، ولكن الأقدار لا تأتي دائماً كما نشتهيها نحن ، أخبرني أي تخصصٍ قد اخترت؟! .

إبني خالد وزوجته سمية..مباركٌ لَكُما المولود الجديد ، جعله الله إبناً باراً بِكما صالحاً ومطيعاً.

أردتُم مِنّي إخبارُكُم عن حالي؟ ، لَكُم ذلك ، رُغمَ أنَّي لَم أُرِد إعلامكُم بِما نعيشهُ هُنا ولكِنَّ إلحاحكُم الشديد في تلك الرسائل التي تصِلني خِلسةً مِنكُم وعدم إقتناعكُم بِما أُطمئنكُم بِه في كُلِّ مرّةٍ هوَ ما دَفَعَني لكتابة جُزء مما عِشتُه ومما لازِلت أعيشُه .

غالباً ما يبدأُُ يومي عِندَ الساعةِ الرابعةِ صباحاً ، لكنه يختلِف عَن باقي الصباحات ، أصحوا على دوي وزمجرةِ الحارس ، يجترَّني مِن ثيابي گ البهيمةِ ، وما أنّ نَصِل إلى غُرفةِ التحقيق حتَّى يدفعَني بِكُلِّ ما أوتيَ مِن قوَّة ليتلقفَني جلّادي الذي تستَلِمَني قبضتَهُ باللكماتِ بَعدَها ، يَسألونني على ما لا أعلَمْ ، أجبتهم في مرةٍ مِن المرّات بأن ليسَ لي في عِلمِ الغَيبِ مِن شيء لأُجيبَهُم على ما يسألون ، وكَان عِقابَ ردّي وخيماً .
لَم يكتفوا فقَط بِتَعذيبي ، دِمائي التي إنصبّت عليَّ گ ٍ مُحمَرٍ لَم تُشفي غليلَهم ، فمَنِعوا عَنّي الطعام لإسبوعٍ بَعدها وصِلَ بِيَ الجوع ذروته.

هكذا تَمُرُّ صباحاتي هُنا ، ثُمَّ يمضي باقي اليوم بمُحادثةِ نَفسي والجِدران مِن حَولي ، أمّا في الذاكِرة فَكُلما إحتضن كُلاً مِن جِفناي الآخَر أُضيء خَلفهُما وميضٌ تَظهَرُ بِهِ ملامِحكُم ومَن أحببت.

في المساء ، وكُلما لبس الظلام ليلي واشتدَّ السوادُ حولي وضعتُ يدي على أيسرِِ صدري لأتحسس نبضَه ، ويحدُث أن أسأَلَ نفسي:
هل ما أنا به الآن هي حياةُ ما بعدِ الموت -البرزخ-؟! ، أم أنها حياةٌ مِن نوعٍ آخر ، حياةُ مابينَ الموتةِ والأُخرى؟!.
#عبق

هذا الموضوع منقول من :: منتديات مسك الغلا :: يمكنك زيارته في اي وقت للاطلاع على مواضيعه
كما يمكنك زيارة اقسام مواقعنا مثل
منتدى او إبداع او دواوين ومحاورات شعريه او التصميم او فنون مرئيه او عدسات الاعضاء او مشكلتي أو معلومات عامه او أخبار او خواطر او طبخ او موضه او صور او العاب بلاستيشن