داعش لا الأكراد.. خطر فتاك يهدد أردوغان

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
الأكراد.. أردوغان -5548يرى بعض المراقبين والمتابعين للشأن التركي أن الخطر الأكبر الذي يواجهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يأتي من الأكراد، وإنما من داعش.

الاستقرار في تركيا سوف يتوقف على اتجاهات التطرف، وعلى مدى دعم أتراك لحركة الجهاد، وعلى شدة حركة التمرد الكردي العابر للحدود

وكتب في مجلة فورين بوليسي، كولين كلارك، عالم سياسي لدى مؤسسة راند غير الحزبية، وزميل المركز الدولي لمحاربة الإرهاب في لاهاي، وأحمد يايالا، أستاذ مساعد في جامعة جورجتاون، وقائد سابق لشرطة مكافحة الإرهاب في تركيا أن العراق وسوريا استفادا من انهيار داعش، بعدما اتخذ التنظيم من أراضيهما مقراً لقواته وقيادته. ولكن الدول التي يهرب إليها اليوم مقاتلو التنظيم قد تكون عرضة لخطره المقبل.

في المقدمة
ويعتقد كلارك ويايالا أن اسم تركيا يرد على رأس قائمة تلك الدول، وهو استنتاج منطقي نسبة لمحاذاة أراضيها للعراق وسوريا، وستكون أولى محطات عدد من مقاتلي داعش الهاربين.

وفي بداية فبراير( شباط) الجاري، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن” آلافاً من مقاتلي داعش هربوا خارج العراق وسوريا، فيما يختبئ بعضهم في دول مثل تركيا”.

وبحسب كاتبي المقال، ليست تلك معلومات جديدة. فقد كشف مراسل صحيفة “تايمز”، عبر لقاء، أجراه في 2016، مع مقاتل سابق من ألمانيا أن داعش أرسل عمداً إلى تركيا مئات من مقاتليه. ويواصل مهربون على جانبي الحدود نقل أشخاص، بمن فيهم مقاتلو داعش، خارج سوريا إلى تركيا. وفي بعض الأحيان، يرشي المهربون مقاتلين أكراداً لأجل المرور عبر مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

خلايا متينة
وفي أعقاب الهجوم الفتاك على نادي رينا في اسطنبول ليلة رأس السنة لعام 2017، وهو ما أدى لمقتل 39 شخصاً وجرح 71، كشف عن إنشاء داعش لخلايا إرهابية متينة داخل تركيا.

ويلفت الكاتبان إلى وجود نوعين من الخلايا الإرهابية في تركيا: تلك المكونة من أتراك، وأخرى خلايا شكلها مقاتلون أجانب. وتتكون خلايا المقاتلين الأجانب من مقاتلين ينحدرون من القوقاز وأتراك إيغور من الصين، ومن وسط آسيا من جمهوريات سوفيتية سابقة، فضلاً عن وجود مقاتلين هاربين عرب وأوروبيين.

صدى
وبرأي الكاتبين، لمدينة اسطنبول صدى تاريخي لدى عدد من المسلمين بوصفها كانت عاصمة خلافة سنية. ومع أن داعش لا يحلم بإعادة إنشاء خلافة على الأراضي التركية، فذلك لا يعني أن مقاتليه لن ينقلوا الفوضى إلى تركيا، ومجرد وجودهم يزعزع الاستقرار فيها.

ويقول الكاتبان إن داعش حرص، في العام الماضي، على توخي الحذر عند شنه هجمات داخل تركيا، ولربما بقصد تجنب المتابعة الأمنية. ولكن ارتفاع عدد مقاتليه، وحيث تقدر أعدادهم بالمئات، يرجح لأن يعجل بوقوع صدامات مع جنود وقوات أمنية تركية تعمل على استئصالهم.

منطلق
ويشير الكاتبان لاحتمال وقوع هجوم كبير يتم التحضير له من الأراضي التركية، كما أوشك أن يتم، في أغسطس (آب) الماضي، عندما نقلت مكونات متفجرات بالجو من تركيا إلى أستراليا.

وعلاوة عليه، قد تصبح تركيا مركز خدمات لوجيستية لرسم هجمات مستقبلية. فتركيا ليست دولة فاشلة، مثل عدد من الملاذات الآمنة لإرهابيين، كأفغانستان وليبيا والصومال. ولهذه النقطة أهميتها نسبة لسهولة استفادة متطرفين من وسائل اتصال ونقل وشبكات مالية تتشكل بسبب تيسير تركيا لإجراءات الحصول على تأشيرات لزيارتها، ونتيجة خلل في أنظمة التعقب المالي. ويضاف إليه ظاهرة فساد وتواطؤ بعض عناصر الأمن، ومنها ضباط في الجيش والشرطة.

محل شك
ويلفت الكاتبان إلى وجود شكوك حيال استعداد بعض الساسة وكبار قادة الأجهزة الأمنية في تركيا لمحاربة داعش. فقد أطلق فجأة قضاة، في بداية فبراير(شباط) الجاري، سراح أكثر من عشرة عناصر من قادة داعش، بمن فيهم” أمير” منطقة ديار بكر، ومتطرفين شاركوا في تفجيرات وقعت في اسطنبول وأنقره وغازي عنتاب.

جيوب مكتظة
ويقول كاتبا المقال إن تركيا تحولت، خلال العقد الأخير، إلى بلد يضم جيوباً مكتظة لمؤيدين لتنظيمات وحركات سلفية جهادية، ومنها داعش والقاعدة. وتتواجد تلك الجيوب في كبرى المدن والبلدات والقرى التركية الواقعة على الحدود مع العراق وسوريا.

ويختم كلارك ويايالا رأيهما بالإشارة إلى أن الاستقرار في تركيا سوف يتوقف على اتجاهات التطرف، وعلى مدى دعم أتراك لحركة الجهاد، وعلى شدة حركة التمرد الكردي العابر للحدود.

دعم داعش
ورغم حقيقة تمكن داعش، خلال السنوات الأخيرة، من بناء نفسه ببطء في تركيا، يبدو أن محاربة الخطر الذي يمثله لا يشكل أولوية بالنسبة لأردوغان. ويتأكد هذا الاعتقاد من خلال دعم داعش لتركيا في حربها ضد مجموعات كردية في سوريا، عدو تركيا الأكبر، كما يحصل حالياً في شمال سوريا.