عملية تركيا في عفرين تتحول إلى مواجهة مع النظام السوري

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : ايه الحسينى
-
-5781اتخذت العملية التركية ضد مقاتلين أكراد في عفرين بشمال سوريا منعطفاً ملفتاً الثلاثاء، مع انتشار قوات موالية للنظام السوري في هذا الجيب، وتعرضها لإطلاق نار تركي. وشكل وصول قوات موالية لدمشق إلى المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، ولا تزال خارجة عن سيطرة النظام منذ 2012، تطوراً مهماً يزيد من تعقيدات النزاع الذي تعانيه سوريا منذ نحو سبع سنوات.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أشار إلى دخول “مقاتلين بالمئات” إلى المنطقة بعد ظهر الثلاثاء.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، أن قوات بلاده ستحاصر خلال أيام مدينة عفرين بشمال سوريا، حيث تدخل عملية عسكرية تشنها أنقرة ضد مقاتلين أكراد الثلاثاء شهرها الثاني.

وقال اردوغان في خطاب ألقاه أمام اعضاء حزبه في البرلمان: “خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مركز مدينة عفرين”.

وصرح روجاد روجافا، أحد مسؤولي الدفاع الكردي في الإدارة المحلية، بأن “القوات الشعبية دخلت منطقة عفرين”.

وأعلنت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان، أن هذه القوات التي أشارت عدة وسائل إعلام سورية رسمية إلى قدومها الوشيك منذ الإثنين، دخلت بناءً على طلب الأكراد، وأنها ستنتشر في المنطقة الحدودية مع تركيا.

وتصنف أنقرة المقاتلين الأكراد “إرهابيين” وتريد بعمليتها التي دخلت الثلاثاء شهرها الثاني، طردهم بأي ثمن من عفرين.

إلا أن المدفعية التركية استهدفت القوات الموالية لدمشق بعيد دخولها منطقة عفرين، في وقت ذكرت وسائل إعلام تركية أن أنقرة أطلقت “نيراناً تحذيرية” باتجاه هذه القوات.

وأفادت وكالة الأنباء التركية الرسمية بأن “المجموعات الإرهابية الموالية للنظام التي تحاول التقدم نحو عفرين تراجعت بنحو 10 كلم من المدينة بعد النيران التحذيرية”.

تحذيرات أردوغان
وكان أردوغان صرح بأن جيشه “سيعترض الطريق” أمام أي تعزيزات خارجية إلى عفرين، إلا أن القوات الموالية لدمشق انتشرت فيها بعد ذلك ببضع ساعات.

ولم يتضح على الفور إذا ما انتشرت هذه القوات بموافقة من موسكو، الحليف الأساسي للنظام، والمهيمن على المجال الجوي في شمال سوريا، ما يتيح له الضغط على أنقرة.

ومع أن موسكو أعطت موافقتها الضمنية على العملية العسكرية التركية في عفرين، إلا أنها أعربت عن استيائها من أنقرة، عندما أغلقت المجال الجوي عدة أيام بعد إسقاط طائرة روسية في شمال سوريا حيث كان يُفترض أن يلتزم المراقبون العسكريون الأتراك بمنطقة خفض التصعيد.

وتتعاون تركيا وروسيا بشكل وثيق حول سوريا، مع أن كلاً منهما يدعم معسكراً في النزاع السوري.

وتقرب أردوغان من موسكو بعد الدعم الذي تقدمه واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية، والتي باتت أبرز مكونات حملتها ضد تنظيم داعش.

وتكرر أنقرة أن العملية تتقدم “كما هو مقرر” رغم سقوط 32 عسكرياً من صفوفها حتى الآن.

ودافع أردوغان عن العملية قائلاً: “لم نذهب إلى هناك لتدمير وإحراق ما هو أمامنا. ذهبنا لخلق بيئة آمنة وقابلة للعيش لمئات آلاف السوريين الذين يعيشون على أراضينا”، في إشارة إلى ثلاثة ملايين لاجئ سوري عبروا الحدود منذ اندلاع النزاع في 2011.

ووثق المرصد مقتل نحو 112 مدنياً في الهجوم التركي، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين في عمليتها التي تقول إنها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد.

وأفاد عن سقوط حوالي 205 من مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا و219 من عناصر الوحدات، مشيراً الى سيطرة القوات التركية على 45 قرية منذ انطلاق العملية معظمها في محيط عفرين.

توتر دبلوماسي
على الصعيد الدبلوماسي، أدت العملية إلى تصعيد التوتر بين أنقرة وواشنطن، وهددت تركيا أخيراً بتوسيع هجومها نحو الشرق وخصوصا مدينة منبج التي تسيطر قوات سوريا الديمقراطية عليها، وتنشر فيها واشنطن قوات، ما أثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين قوات الدولتين الشريكتين في الحلف الأطلسي.

وسعياً للتخفيف من حدة التوتر، زار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أنقرة الخميس والجمعة، أجرى خلالها محادثات مطولة مع أردوغان ووزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو.

وفي ختام الزيارة، اتفقت واشنطن وأنقرة على العمل “معاً” في سوريا لتخطي الأزمة، على أن يشكل حل الخلاف المتعلق بمدينة منبج “أولوية”.

ورغم خلافاتها مع واشنطن، يتعين على تركيا أن تأخذ بالاعتبار كذلك مصالح روسيا، الحليفة الأساسية لنظام دمشق.