الغارات الإسرائيلية حددت الخطوط الحمراء في سوريا

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
الغارات الإسرائيلية الحمراء -6398خلال رحلة تفقدية إلى الحدود الإسرائيلية-السورية في مرتفعات الجولان في 6 فبراير (شباط) نقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتانياهو تحذيراً عبر الصحافة إلى الإيرانيين ونظام الأسد وحزب الله وداعش وكل اللاعبين الآخرين في الميدان السوري الذين يسعون إلى تحدي الدولة اليهودية، مؤكداً أن إسرائيل، تريد السلام للجميع في المنطقة، و”لكن إذا تجرأ أحد على مهاجمتها بأي طريقة فنحن مستعدون لأي سيناريو، ولا أنصح أحداً بأن يختبرنا”.

مع علاقات أمريكية-روسية سيئة، فمن الصعب تحديد القواسم المشتركة بين واشنطن وموسكو. ومع ذلك فإن العمل على نسف مواجهة إسرائيلية-إيرانية في مهدها، يجب أن يكون هدفاً يمكن تحقيقه

وكتب دانيال آر. ديبيتريس في موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، أن الإيرانيين لم يفهموا الرسالة على ما يبدو. أو ربما رموا بها جانباً، واعتقدوا أن نتانياهو لن يغامر بحرب إقليمية أوسع من خلال الانتقام بطريقة قوية. وقد اكتشف الحرس الثوري الإيراني أنه كان على خطأ بعد ذلك بوقت وجيز، واكتشفوا ذلك بطريقة قاسية.

تدمير قاعدة
وبعد عبور طائرة درون إيرانية إلى الأجواء الإسرائيلية في الساعة 4،30 فجر العاشر من فبراير (شباط)، أسقطتها مروحية إسرائيلية هجومية. لكن الإسرائيليين لم يكتفوا بذلك، إذ اندفعت ثماني مقاتلات إسرائيلية في الأجواء السورية لتدمر قاعدة عسكرية سورية كانت تدار منها الدرون الإيرانية. وتمكن نظام الدفاع الجوي السوري من إسقاط إحدى المقاتلات الإسرائيلية، لتكون هذه المرة الأولى التي تسقط فيها طائرة إسرائيلية بنيران قوة عدوة منذ عام ثمانينات القرن الماضي. وتمكن الطياران الإسرائيليان من القفز بالمظلة، مما وفر على نتانياهو إقامة جنازة وطنية رسمية. لكن عدم مقتل الطيارين لم يجعل الإسرائيليين يرتدعون عن اتخاذ مزيد من الإجراءات. ومع انتهاء اليوم تم قصف 12 موقعاً إضافياً في سوريا بينها أهداف إيرانية.

نتانياهو لا يتراجع
ولفت إلى أنه خلال سبعة أعوام من الحرب السورية، كان نتانياهو يذكّر الجميع بأن إسرائيل لن تتراجع في مواجهة أي خطر ناجم عن النزاع السوري. وكان حجم الإجراءات الإسرائيلية المعاكسة بالتأكيد أوسع من عمليات سابقة. وأضاف: “بعد كل ذلك، لا نتحدث عن إلقاء قنبلة على هدف صغير محدود على غرار قافلة لحزب الله تتحرك من نقطة إلى نقطة، وإنما عن ضرب أهداف عدة ـ مثل قاعدة تي فور العسكرية قرب مدينة تدمر- التي تنتشر فيها دفاعات جوية”.

مصلحة موسكو
وبينما تتمتع واشنطن بتأثير محدود جداً على نظام الأسد وإيران، يجب أن تكون قادرة على توجيه رسائل إلى موسكو لمنع هجمات إيرانية معاكسة على الأراضي الإسرائيلية. كما أن لبوتين مصلحة أكبر، من الولايات المتحدة، في الضغط من أجل خفض التصعيد ، وذلك بسبب انتشار الجنود الروس في بعض القواعد التي ستتعرض للقصف في حال حصول حرب. إن الشيء الأخير الذي يفكر فيه الروس، هو أن ينسفوا المكتسبات التي حققوها خلال ثلاثة أعوام من تدخلهم العسكري في سوريا، إذا حدث المزيد من الغارات الإسرائيلية.

وخلص إلى أنه مع علاقات أمريكية-روسية سيئة، فمن الصعب تحديد القواسم المشتركة بين واشنطن وموسكو. ومع ذلك فإن العمل على نسف مواجهة إسرائيلية-إيرانية في مهدها، يجب أن يكون هدفاً يمكن تحقيقه.