إسرائيل وحزب الله.. الجميع يستعد للحرب

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
إسرائيل -6790رأت مجلة “فورين أفيرز” أن حرباً جديدة قد تنشأ بين إسرائيل وحزب الله، رغم عدم رغبة أي فريق بالمواجهة في هذه الفترة.

لا يرغب حزب الله ولا إسرائيل بإشعال حرب. فإسرائيل تواجه احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، ووقوع أزمة إنسانية في غزة، وحدوث قلاقل عند حدودها الشمالية، فضلاً عن أزمة سياسية

وكتبت مارا كارلين، أستاذة مساعدة لدى معهد الدراسات الدولية المتقدمة التابع لجامعة جون هوبكينز أن تحول ميزان القوى في شرق المتوسط، وتقلص المناطق المتنازع عليها تعطي مؤشرات لاقتراب وقوع مواجهة، ولكن تبقى الأسئلة الواقعية كيف ومتى سينشب الحريق الوشيك.

فوضى
وبرأي كاتبة المقال، سلطت أحداث 10 فبراير( شباط) الضوء على الفوضى الحاصلة شرق المتوسط. فقد أسقطت إسرائيل درون إيرانية حلقت في مجالها الجوي، ثم قصفت موقعاً في سوريا زعمت أن الدرون انطلقت منه. وردت القوات الجوية السورية فأسقطت مقاتلة إسرائيلية من طراز F-16، وهي أول قاذفة إسرائيلية يسقطها عدو منذ عقود. وانتقمت إسرائيل عبر هجمات طالت مجموعة من الأهداف العسكرية السورية، وأخرى تابعة لإيران.

زيجات مصلحة
وتعتقد كارلين أنه، بعد انتهاء المعارك ضد داعش، سوف ينتهي أيضاً عدد من زيجات المصلحة التي تمت بين أعداء التنظيم. وسوف تعيد تلك الطلاقات الوشيكة عدداً من القضايا نحو الواجهة، ومنها مصالحات، والبحث في مستقبل القوى الخارجية في سوريا، والتحول الإقليمي في ميزان القوة. ويرجح أن تؤدي التوترات الناجمة لتقريب إسرائيل من حافة حرب إقليمية ستكون أكبر مما سبقتها في 2006، عندما غزت جنوب لبنان.

علاقات معقدة
وتقول الكاتبة إنه، بالنسبة لإسرائيل وحزب الله، وبعد هزيمة داعش والتحولات الناتجة عنها، سوف تتضح طبيعة العلاقات بينهما، والتي تزداد تعقيداً وخطورة. فقد قتل قرابة 2000 مقاتل من الحزب في سوريا، وساءت سمعته بسبب دعمه المحموم للنظامين في إيران وسوريا، ونتيجة مواجهته لضائقة مالية.

وتشير كارلين لنمو قدرات حزب الله العسكرية خلال الحرب السورية، كما ثبت من خلال ما يقارب من 100 ضربة وجهتها إسرائيل ضد قواته أو منشآته، في السنوات الأخيرة.

خبرة إضافية
ولربما الأهم منه، بحسب كارلين، الخبرة العملاتية الإضافية التي اكتسبها حزب الله خلال معاركه مع قوات سورية معارضة، حيث شكل شبكة من الميليشيات الداعمة للحكومة السورية.

وبالنسبة لإسرائيل، جرى أيضاً تحول كبير في المشهد الاستراتيجي. فلم تعد حدوده آمنة مع سوريا بعدما كانت الأهدأ، على مدار عقود. ولم تخف القيادة الإسرائيلية قلقها حيال تطور قدرات حزب الله العسكرية من خلال الصراع السوري. وبدأت إسرائيل في التركيز على حرب قادمة مع حزب الله، كما أظهرته تدريبات عسكرية واسعة جرت، قبل بضعة أشهر، وكانت الأكبر منذ عام 1998.

إنذارات
وتلفت كاتبة المقال لتوجيه مسؤولين إسرائيليين إنذارات متكررة بأنهم، في حروبهم المستقبلية، سوف يطبقون عقيدة الضاحية، معقل حزب الله في ضواحي جنوب بيروت، بالقرب من مطار رفيق الحريري الدولي، والتي دمرت في قصف إسرائيلي في حرب عام 2006. وبحسب غادي إيزينكوت، قائد أركان الجيش الإسرائيلي، ستطبق القوات الإسرائيلية نفس قواعد الاشتباك، ولكن عبر مساحة أوسع.

أهداف متباينة
وبرأي كارلين، تتباين أهداف حزب الله الاستراتيجية الطويلة الأمد، عن أهداف إسرائيل. ورغم ذلك، لا يرغب حزب الله ولا إسرائيل بإشعال حرب. فإسرائيل تواجه احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، ووقوع أزمة إنسانية في غزة، وحدوث قلاقل عند حدودها الشمالية، فضلاً عن أزمة سياسية تحيط برئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، والذي قد توجه له تهم التورط في فساد. ولكن قد لا تترك الهواجس حيال تنامي قدرات حزب الله داخل لبنان، وخصوصاً احتمال بنائه مصانع لإنتاج أسلحة، أمام القيادة الإسرائيلية خياراَ آخر سوى في ضرورة التحرك.