عندما يَصدق الإيرانيون!

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
الإيرانيون! -6908

لا أحد من المهتمين بهذه القضية كان لديه أدنى درجة من الشك بأن قرار إعدام صدام حسين كان قراراً إيرانياً بالدرجة الأولى، وأن ما جرى “لجثته” من تشويه بعد نقله من مكان الإعدام في سجن الكاظمية

الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني مبني في الأساس على الخداع والتضليل وانكسار حتى الحقائق الظاهرة التي لا مجال لإخفائها أو التستر عليها مثل الادعاء بأن “الجمهورية الإيرانية” هي جمهورية إسلامية، فوصف إسلامية في التسمية الرسمية لإيران هي مجرد كلمة إضافية للتسمية لا تعكس أي واقع حقيقي للإسلام الذي يمثله إسلام الأئمة “الاثنا عشر” ابتداءً من الإمام الأول علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، ونهاية بالإمام الثاني عشر الإمام محمد المهدي الذي سيظهر في ( نهاية الزمان ويقيم العدل في الأرض).

إيران بواقعها الحالي تشكل أسوأ نظام سياسي يمارس القمع باسم الله وباسم الدين موجود على “قيد الحياة”، فهي دولة مذهبية تقمع السنة وتمنعهم من ممارسة حريتهم الدينية وتضّيق عليهم في الوقت الذي تعطي فيه اليهود حرية عبادة كاملة، كما تعطى الزرادشت “عبدة النار” حريتهم في العبادة، ومن المهم أن يعلم من يؤيدون إيران على أرضية دينية أو سياسية أن طهران العاصمة لا يوجد بها سوى تسعة مساجد للسنة رغم أن عددهم فيها يتجاوز النصف مليون سني، وأن التمثيل الحالي للسنة في البرلمان الإيراني الحالي لا يعكس عددهم البالغ 22 مليون نسمة، هذا عدا عن الاضطهاد السياسي لكل من يعارض “الولي الفقيه”، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المعتقلين السياسيين في إيران يقدر بعشرات الآلاف من المعتقلين، ومنظمات حقوق الإنسان تصنف إيران الدولة الأولى في العالم بعدد حالات الإعدام دون محاكمات عادلة، فقد أشارات الإحصائيات إلى أن عام 2017 شهد حوالي أكثر من 500 حالة إعدام، هذا عدا عن أصناف التعذيب البشعة التي ترتكبها قوات الحرس الثوري والباسيج والمخابرات بحق المعتقلين.

البعض منا في العالم العربي لا يريد رؤية صورة إيران بهذه البشاعة ويحاول تغليب التعصب المذهبي على بقية الاعتبارات سواء الإنسانية منها أو القومية وتحديداً أتباعها من التنظيمات السياسية في العراق ولبنان واليمن الذين يعتبرون ما يقوله المرشد الأعلى علي خامنئي وبصفته “الولي الفقيه” كلاماً منزلاً لا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من خلفه.

لقد “جرح” تصريح رحيم بور أزغدي “عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران” كرامة توابع إيران” في العراق عندما قال إن إيران هي من أعدمت صدام حسين ورغم أنه لم يشرح في تصريحه ملابسات وظروف اتخاذ القرار بعد محاكمة تافهة وطويلة ومملة، إلا أن لا أحد من المهتمين بهذه القضية كان لديه أدنى درجة من الشك بأن قرار إعدام صدام حسين كان قراراً إيرانياً بالدرجة الأولى، وأن ما جرى “لجثته” من تشويه بعد نقله من مكان الإعدام في سجن الكاظمية شمالي بغداد بإشراف مباشر من نوري المالكي الذي افتضح لاحقاً مدى ارتباطه بإيران كرئيس وزراء بدرجة عميل، يؤكد أن واشنطن اختبأت في قضية الإعدام وراء الحقد الإيراني العميق ليس على صدام بقدر ما هو على العراق العربي الذي كان على مدى التاريخ شوكة في حلق إيران.

ربما يكون هذا التصريح الذي أثار جدلاً واسعاً في أوساط أتباع إيران في العراق بصورة خاصة بشأن “كرامتهم” ومدى استقلاليتهم، هو أحد التصريحات القليلة التي يضطر فيها النظام الإيراني لقول الحقيقة، وباعتقادي أن “الحقد الفارسي” ، و”العنجهية الفارسية ” تريد إثبات انتصارها على العرب بمن فيهم من هم من أتباعها وذلك لإبقاء هؤلاء الأتباع عرباً بلا عروبة، وعرباً بلا أخلاق عربية، وعرباً بلا شعور بالكرامة، وبالتالي عرب بلا أمة عربية تنفيذاً للمخطط التاريخي الخبيث للشاه إسماعيل الصفوي الذي “شيع” سنة إيران وجنوبي العراق.

(العراق العظيم ) وهو المصطلح الذي يحلو للوطنيين العراقيين وصف وطنهم به، هذا العراق بات وبكل أسف مجرد مزرعة “للرعاع الإيرانيين”، وهو ليس أفضل حال من فلسطين” ، فالعراق يدفع ثمن إسقاط حكم الإمبراطورية الساسانية في إيران قبل 1376 عاماً !!