حدث في سوق الميناء

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
-7646

ها هو اليوم ولي العهد الأمين، وحامي العرين، وحافظ الأمانة، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المكان نفسه، يجمع القلوب حوله، كما فعل الشيخ زايد من قبل

زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لسوق الميناء في العاصمة أبوظبي لم تكن بأي حال من الأحوال غريبة أو مفاجئة أو غير مألوفة. إنها – لمن يعرف سموه – جزء من مكونات شخصيته التي امتزجت بالتواضع والحب والحكمة والقيادة. إنها موروث جيني من القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وإليكم هذه القصة.

منذ عقود مضت، خرج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في صبيحة يوم الجمعة إلى سوق الميناء عبر طريق الكورنيش. يومها كان هذا الطريق محبوباً، لسكان أبوظبي وخاصة في صباح يوم الجمعة، ذهاباً إلى سوق الأسماك لشراء السمك الطازج لوليمة الجمعة العائلية أو مروراً على سوق الخضار والفواكه لتبضع ما يكفي للجمعة القادمة.

وفي الطريق إليهما، ثمة سوق جديد أمر بإقامته الشيخ زايد. إنه سوق السجاد، حيث تصطف في أناقة وجمال محلات بيع الزرابي والسجاد. وصل سموه، وأطل من السيارة متأملاً المنظر الجميل الخلاب لمشغولات النسيج التي أشبه ما تكون باللوحات الفنية، ولطريقة عرضها الرائعة الجمال، وأكبر –رحمه الله تعالى – أن يحرص الباعة على أن يفتحوا محلاتهم في صبيحة يوم الجمعة ليكون المكان متنفساً بين التسوق وبين الفرجة.

يذكر أحد معاصري الشيخ زايد، رحمه الله، أنه أمر يومها بأن يشتري من الباعة في هذا السوق ما يسعدهم، وطلب من الموكلين بالشراء ألا يظلموا الباعة في الأسعار، بل يرضوهم. والحقيقة لم تكن عملية الشراء تلك إلا مساعدة مغلفة بالعزة. والحقيقة أنها وقعت في قلوب الناس موقعاً راسخاً لن يغادر القلوب.

وها هو اليوم ولي العهد الأمين، وحامي العرين، وحافظ الأمانة، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المكان نفسه، يجمع القلوب حوله، كما فعل الشيخ زايد من قبل. ويكمل مسيرة بدأها أشخاص لكنها لم ترتبط بالأشخاص، إنها مسيرة مبادئ تأسست عليها دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون قبلة الأرواح الإنسانية الباحثة عن الحياة التي يستحقها البشر. حياة الكرامة والتآلف.

مُقدَّر للأماكن أن تحن إلى أصحابها. مُقدَّر للحنين أن يطفأ بالوصال. وهذا وصال الواصل الأبر الذي تضيق ساعات يومه بأمور كثيرة ومهام جسمية، لكنه يوجد في ساعات يومه ساعة من الوفاء يزور فيها سوق الميناء ليحيي بائعاً في السوق رفض بيع لوحة فيها صورة الشيخ زايد.

إن هذا البائع الذي تغنى باسم الشيخ زايد قائلاً “بابا زايد” منا أهل الإمارات. فلطالما اعتبر الشيخ زايد رحمه الله كل من يعيش على أرض الإمارات إماراتياً. ولسوف يقول كل من عاش على أرض الإمارات لأهليهم في مشارق الأرض ومغاربها: إن زايد لم يمت، فقد زارنا محمد بن زايد.