الدوري الألماني يفقد بريقه.. والسبب بايرن ميونخ

مجتمع رجيم / رياضة
كتبت : لويال
-
الألماني بريقه.. -8294لعل ما صدر عن لاعب الوسط الدولي السابق محمد شول من “أننا نتجه مباشرة نحو الحائط”، يعكس واقع الأندية الألمانية على الصعيدين المحلي والقاري، في ظل هيمنة بايرن ميونيخ الذي يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية وأد المنافسة المحلية، وقد يدفع ثمن ذلك على الصعيد القاري. ويجد بايرن، بطل المواسم الخمسة الماضية، نفسه وحيداً في السباق نحو لقب موسم 2017-2018، اذ يتقدم بفارق 20 نقطة عن أقرب ملاحقيه بعد مرور 24 جولة.

وقد تصح مقولة “انقلاب السحر على الساحر” في حالة النادي البافاري، الذي دأب على خطف النجوم من الفرق المنافسة، ومنهم الخماسي الدولي الجديد سيباستيان روده ونيكلاس سوله وساندرو فاغنر وليون غوريتسكا وسيرج غنابري، ما تسبب أيضاً بتراجع مستوى الأندية المنافسة، وأبرز دليل على ذلك وجود النادي البافاري وحيداً من بلاده في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

وأنهى ممثلا ألمانيا الآخران في دوري الأبطال، لايبزيغ وبروسيا دورتموند، دور المجموعات في المركز الثالث، وانتقلا إلى “يوروبا ليغ”، فيما عجز هوفنهايم، رابع الدوري للموسم الماضي، عن تجاوز الدور الفاصل للمسابقة القارية الأم، وانتهى مشواره عند دور المجموعات لـ “يوروبا ليغ”.

وقال شول، الذي دافع عن ألوان بايرن من 1992 حتى 2007: “ما رأيناه في المسابقتين الأوروبيتين ليس سوى البداية.. نحن ذاهبون مباشرة إلى الحائط”.

وتوقعت مجلة “كيكر” أنه “من الآن وحتى أبريل (نيسان) المقبل، سيفتقد بايرن إلى التحديات”، متسائلة “كيف بإمكانه الحفاظ على الضغط في المجموعة (من أجل الحفاظ على جاهزية لاعبيه)؟، الأمر ليس سهلاً كونه في طريقه إلى إحراز اللقب السادس على التوالي في الدوري، ولا يخوض مباراتين في أسبوع واحد طيلة شهر مارس (آذار) المقبل، باستثناء لقاء العودة في اسطنبول.

وضمن بايرن إلى حد كبير تأهله إلى الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا بعد فوزه في ذهاب ثمن النهائي 5-0 على بشيكتاش التركي، الذي يستضيف لقاء الإياب في 14 الشهر المقبل، في حين أن مباراته المقبلة في مسابقة الكأس المحلية ستكون في 17 أبريل ضد باير ليفركوزن في الدور نصف النهائي.

ولم يخف المدرب المخضرم لبايرن يوب هاينكس قلقه من تراجع قدرة فريقه على المنافسة قارياً.

وأحرز بايرن آخر ألقابه القارية في 2013، عندما قاده هاينكس نفسه إلى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال.

ويرى النجم السابق لبايرن، ديتر هونيس، شقيق رئيس النادي أولي هونيس، أنه “عندما يكون الفارق كبيراً إلى هذه الدرجة، تفقد حماسك واندفاعك، ولا يشكل هذا الفارق الهائل مشكلة بالنسبة للدوري الألماني وحسب، بل لبايرن أيضاً”.

لكن بايرن ليس مسؤولاً وحده عن هذه المشكلة، بل يجب البحث في سجلات الحسابات أيضاً لأنه مع قواعد الإدارة المالية الصارمة، ابتعد الدوري الألماني عن الأندية الأوروبية العملاقة الممولة بسخاء من قبل المستثمرين الأجانب.

وخسر دورتموند في الأشهر الستة الأخيرة نجمي هجومه الفرنسي عثمان ديمبيلي والغابوني بيار-إيميريك أوباميانع المنتقلين إلى برشلونة الإسباني وآرسنال الإنجليزي مقابل 105 مليون يورو و64 مليوناً على التوالي.

في المقابل، كان الفرنسي كورنتان توليسو أغلى صفقة في الدوري الألماني بانضمامه إلى بايرن مقابل 47,5 مليون يورو.

لكن بعيداً عن النادي البافاري، كانت أكبر صفقة للأندية الألمانية هذا الموسم انضمام الأوكراني آندري يارمولينكو إلى دورتموند مقابل 25 مليوناً، وهو رقم لا يقارن بالمبالغ الخيالية التي تنفقها الأندية في إنجلترا وإسبانيا وفرنسا.

واعتبر المدرب السابق للمنتخب الألماني، بيرتي فوغتس، أن “على الأندية الألمانية إطلاق جرس الإنذار، لأن الأندية الإنجليزية ترسل لنا لاعبيها الشبان، لأن لا مكان لهم في الدوري الممتاز.. ريس أوكسفورد لا يلعب في ويست هام، لكن في مونشنغلادباخ هو لاعب أساسي لا غنى عنه”.

وتابع اللاعب: “تشلسي أعار للتو (البلجيكي ميتشي) باتشواي إلى دورتموند، وسرعان ما أصبح أحد نجوم الدوري الألماني!”.

وفي محاولة لتقليص هذه الفجوة، تسعى رابطة الدوري الألماني إلى ثورة مصغرة من خلال تفكيك القاعدة “المقدسة” المعروفة بـ “50+1″، والتي تحظر على أي مستثمر الاستحواذ على أكثر من نصف أسهم النادي.

وأشار رئيس الرابطة كريستيان سيفرت إلى أنه “إذا أردنا أن نكون قادرين على المنافسة، علينا أن نقبل قواعد اللعبة الاقتصادية إلى حد معين”.