إيطاليا: تحالف اليمين يبحث إقامة جبهة موحدة قبل الانتخابات

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : ايه الحسينى
-
إيطاليا: الانتخابات -164يعقد تحالف اليمين واليمين المتطرف الإيطالي الذي يتصدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التشريعية الأحد المقبل، اجتماعه الموحد الأول والأخير اليوم الخميس، سعياً لتجاوز خلافاته الداخلية الكثيرة. ولم يسبق لزعيم “فورزا إيطاليا” سيلفيو برلوسكوني من وسط اليمين، ورئيس “الرابطة” اليمينية المتطرفة ماتيو سالفيني، وزعيمة “فراتيلي ديتاليا” اليميني المتطرف جورجيا ميلوني، الظهور العلني معاً طيلة الحملة الانتخابية.

وبعدما دعي كل منهم عبثاً إلى تجمعات الآخرين الانتخابية، يلتقي القادة الثلاثة في نهاية الأمر في مؤتمر صحافي مشترك بعد الظهر في وسط روما، بعيداً عن اللقاءات الحاشدة وعن رايات الحركات الثلاث.

وإذا كان تحالف اليمين واليمين المتطرف، يواجه تحدياً مشتركاً هو الحصول على غالبية مطلقة في مجلسي البرلمان، وهو ما يعتبر في غاية الصعوبة بسبب النظام الانتخابي الإيطالي الذي يمزج بين النسبية والغالبية، فهو يواجه كذلك عقبة أخرى هي التنافس بين الأحزاب الثلاثة.

ويسعى كل من فورزا إيطاليا، والرابطة اللذان يتصدران التحالف حسب استطلاعات الرأي، لتجاوز الآخر في نتائج الانتخابات للفوز برئاسة الحكومة، فيما يحاول حزب فراتيلي ديتاليا الذي يعتنق أفكاراً قومية لا تجمع تأييداً واسعاً مثل حليفيه، لتثبيت موقعه في صفوف التيارات المعادية لأوروبا وللهجرة.

ومنذ بداية الحملة، كشف التحالف الموضوعي انشقاقات داخلية بين خط برلوسكوني الأكثر اعتدالاً وتأييداً لأوروبا، وسياسة سالفيني وميلوني الأكثر ميلاً إلى اليمين ومعارضة لبروكسل.

وتوجهت ميلوني أمس الأربعاء إلى بودابست لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء المحافظ المتطرف فيكتور أوربان.

وللقادة الثلاثة مواقف مختلفة من شتى المواضيع، سواءً اليورو، أو المشروع الأوروبي، أو الضرائب أو إصلاح نظام التقاعد، وظهر الاختلاف أخيراً حول العلاقة بحركة الفاشيين الجدد “كاسا باوند” التي أيدت تشكيل حكومة بقيادة ماتيو سالفيني.

وإذا كان سالفيني مستعداً للقاء جميع القادة السياسيين الإيطاليين، فإن برلوسكوني أكد أن التحالف لا يمت بصلة في شيء إلى كاسا باود وبرنامجها، لا قبل الانتخابات ولا بعدها، وإن كان القانون الانتخابي الجديد الذي يشجع التكتلات أرغم أحزاب اليمين واليمين المتطرف على التحالف، فقد نجحت في إيجاد اتفاق بالحد الأدنى بينها ضمن برنامج لا يزال غامض المعالم.

وتؤيد الأحزاب الثلاثة فرض ضريبة ثابتة على العائدات، ووقف حركة وصول المهاجرين وإبعاد مئات آلاف المهاجرين غير الشرعيين وإصلاح نظام التقاعد.

وحسب مرصد الحسابات العامة الإيطالية في جامعة كاتوليكا، فإن كلفة هذه الوعود الانتخابية تقارب 136 مليار يورو، فيما يقدرها الخبير الاقتصادي روبرتو بيروتي من جامعة بوتشوني ما بين 171 و310 مليارات يورو.

وفي وقت يظهر القادة الثلاثة جبهة موحدة للمرة الأولى والأخيرة اليوم، تعرض حركة النجوم الخمس الشعبوية من جانبها الفريق الحكومي الذي تعتزم تشكيله إذا فازت في الانتخابات، وهي خطوة غير معهودة في إيطاليا، وتأتي استجابة لدعوة الحركة الاحتجاجية والمعادية لمؤسسات الحكم الحالية إلى الالتزام بالشفافية.

غير أن فرص هذه الحكومة في تولي زمام البلاد فعلياً تبقى ضئيلة، ومن المستبعد حصول الحركة وحدها على غالبية مطلقة من الأصوات، وفي حال إحرازها غالبية نسبية، سيترتب عليها التحالف مع أحزاب أخرى، وهو ما رفضته حتى الآن.

وأعلن رئيس الحكومة باولو جنتيلوني العضو في الحزب الديموقراطي، وسط يسار “إننا في وسط مهرجان سريالي من الطروحات الغريبة العجيبة، وللمرة الأولى هناك حكومة ظل تقدم قبل الانتخابات حتى”.

وبعد حملة شهدت بانتظام مواجهات بين قوات الأمن وناشطين من اليسار المتطرف احتجاجاً على تجمعات من أقصى اليمين، تتجه الأنظار من جديد إلى روما عصر اليوم مع احتمال قيام متظاهرين ضد اليمين ببلبلة التجمع الختامي لحملة كاسا باوند.