واشنطن تأمل في التوصل إلى نهاية للحرب في أفغانستان من خلال التفاوض

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : ايه الحسينى
-
أفغانستان التفاوض -690يساور الأمل واشنطن مجدداً في التوصل إلى نهاية للحرب في أفغانستان، الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، عن طريق التفاوض، بعد أن سارت المحادثات التي قادها الأفغان على نحو أفضل من المتوقع. ورغم ذلك فإنه بعد 17 عاماً من النزاع والعديد من البدايات الدبلوماسية الفاشلة، لا يسمح المسؤولون الأمريكيون لأنفسهم بأن يعيشوا في الوهم، ويتوقعون أن يأتي فصل الربيع بمزيد من المعارك الضارية، إلا أنهم أعربوا عن سرورهم علناً وفي الدوائر الخاصة، من المؤتمر الدولي الذي عقد هذا الأسبوع في كابول، ويعتبرونه خطوة باتجاه إجراءات محادثات بين حكومة الرئيس أشرف غني وحركة طالبان.

وقام غني بدوره على أتم وجه، حيث مد يده إلى طالبان وألمح إلى أنه إذا انضموا إلى المحادثات فيمكن الاعتراف بهم كحزب سياسي يحظى بدور شرعي في مستقبل أفغانستان، ولن تسعى واشنطن، حتى في ظل رئاسة دونالد ترامب المتشكك في الحروب، إلى التوصل لاتفاق أحادي مع طالبان لإخراج نفسها من النزاع الطويل لكنها بدلاً من ذلك ستشجع على الحوار بين الأفغان.

ورغم أن صانعي السياسة الأمريكيين خلصوا إلى أن الجيش الأفغاني الذي لا يزال يمر في طور التحسن بمساندة الولايات المتحدة، لا يمكنه أن يحقق نصراً حاسماً، إلا أنهم يعتقدون أن على طالبان أن تفهم أنها لن تستعيد السيطرة على كابول مطلقاً.

وقد تسير الكثير من الأمور على غير ما يرام، ويحرص المسؤولون الأمريكيون على التأكيد أن قواتهم المنتشرة في أفغانستان ستواصل دعم قوات الحكومة الأفغانية وتستهدف المتطرفين إلا حين تنضج الظروف لتحقيق السلام، ولكن في كابول كما في واشنطن، فإن المسؤولين يرون أن استراتيجية ترامب في جنوب آسيا بدأت تؤتي ثمارها مع كابول والقوى الإقليمية.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نوريت أن “واشنطن تعرب عن ارتياحها إزاء استخدام المؤتمر التي غابت عنه طالبان للتأكيد بأنه لا توجد شروط مسبقة للسلام”.

ومنذ التدخل الذي قادته الولايات المتحدة في أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر(أيلول) 2001 للإطاحة بنظام طالبان، فإن هذه الجماعة الإسلامية تتعرض للضغوط للتخلي عن مبادئها المتشددة، ولكن غني والمسؤولين الأمريكيين يوافقون على انضمام طالبان إلى محادثات السلام دون أن تقبل أولاً الدستور الأفغاني الديموقراطي الجديد وحمايته للنساء والأقليات.

والأمل هو أن تنفصل هذه الجماعة بشكل حاسم عن جماعات متطرفة دولية مثل تنظيم القاعدة، وأن تجد لنفسها دوراً في أفغانستان جديدة لها دستور قابل للتطوير “كشرط نهائي” للمحادثات.

وصرح مسؤول أمريكي بارز “إضافة إلى ذلك فقد كان هناك دائماً فهم أو حتى توقع بأن الدساتير كيانات حية”، متوقعاً تقديم تنازلات، وخلال المؤتمر الذي شاركت فيه قوى إقليمية وعالمية في كابول واستمر يومين، امتنع غني عن انتقاد باكستان، أكبر داعمي طالبان الخارجيين، وأثار ذلك ارتياح المسؤولين الأمريكيين.

وتشترك واشنطن وكابول في انزعاجهما الشديد من دعم باكستان المستمر لجماعة طالبان الأفغانية التي تتخذ من مدينة كويتا الباكستانية مقراً لها، وتحصل على الدعم من الجيش الباكستاني، ولكن باكستان ستواصل الدفاع عما تعتبره مصالحها في المنطقة ضد خصمها الهند، وأثار عدد من خطابات غني السابقة الغاضبة حنق باكستان.

وخلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قامت فرقة خاصة أمريكية بقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في أبوت أباد في باكستان، والآن وفي ظل رئاسة ترامب، أخرت واشنطن مساعدات ومعدات متطورة بأكثر من مليار دولار للجيش الباكستاني لتأكيد غضبها حيال استمرار إسلام أباد في دعم جماعات إسلامية متشددة.

ولكن الولايات المتحدة تريد من كابول وجميع الأطراف الإقليمية في النزاع الدخول في عملية السلام، وقد سرها إجراء محادثات كابول دون أي خلاف كبير بين أفغانستان وباكستان، ولم تشارك حركة طالبان في محادثات كابول بل إنها دانتها، وأصدرت رسالة تدعو فيها الولايات المتحدة إلى التفاوض مباشرة معها لإنهاء القتال.

إلا أنه بالنسبة لواشنطن فإن موقف طالبان تضليلي، فلا مجال لإبرام اتفاق أحادي يستبعد حكومة أفغانستان المركزية، كما أن ترامب وقع على تواجد عسكري أمريكي “مشروط” إلى أجل غير مسمى، ووصف السفير الأمريكي جون باس موقف غني بأنه “شجاع جداً”، وأقر المسؤول الأمريكي البارز أنه وزملاؤه الذين يراقبون النزاع منذ فترة، تساورهم الشكوك، ولكنه أوضح أن “هذا الاجتماع تجاوز توقعاتنا”.