سياسة تركية خارجية جديدة قوامها ?احتجاز رهائن!

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
?احتجاز -1674أصبحت سياسة تركيا في خطف رهائن من أشد المشاكل إلحاحاً في العلاقات بين أنقرة وحلفائها الغربيين. ومع ان هذا السلوك بات مفضوحاً للجميع، يمتنع زعماء سياسيون وديبلوماسيون عن تعريفها باسمها.

تبدو سياسات احتجاز رهائن أشد وضوحاً في العلاقات الأمريكية- التركية. فقد أصبح مصير عدة أمريكيين أبرياء داخل معتقلات تركية محور خلافات حادة مع واشنطن

وعن أحدث قضية مقلقة تتعلق بدينيز يوجيل، صحافي ألماني من أصل تركي، كتب، في مجلة “فورين بوليسي”، نيت شينكان، مدير مشروع الدول لدى فريدوم هاوس أن تهماً لفقت له بالترويج لتنظيم إرهابي. وقد اشتهر يوجيل، مراسل لصحيفة “دي فيلت” الألمانية، بكتاباته حول القمع في تركيا. ونشر مقالات حول قرصنة البريد الالكتروني لصهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير الطاقة في حكومته، بيرات البيرق.

مخالفة أمر المحكمة
وجاء اعتقاله بداية بسبب تلك المقالات، ولكن بعد احتجازه، بدأ المحققون في التركيز على تغطيته لنشاطات حزب العمال الكردستاني( PKK) وخاصة لقائه مع زعيم الحزب، جميل بايك. وبعد تمضيته أكثر من عام في سجن تركي دون توجيه أية تهمة، قضى معظمها في زنزانة انفرادية، أطلق سراحه بكفالة، في 16 فبراير(شباط). وسرعان ما غادر تركيا. وما إن أصبح يوجيل آمنا في ألمانيا، حتى نشر شريطاً يظهر فيه وهو يحمل نسخة من قرار للمحكمة سلم له عند الإفراج عنه. وقال إن المحكمة قضت بتمديد فترة اعتقاله، لا إنهائها. ولكن كما كان اعتقال يوجيل، حمل إطلاق سراحه كل المؤشرات على أنه تم بقرار سياسي من الحكومة التركية.

جدال
وبحسب كاتب المقال، أثار الإفراج عن يوجيل سجالاً داخل ألمانيا حيال ما قدمته الحكومة كي توافق تركيا على خروجه. وكان يوجيل ذاته قد عارض من داخل سجنه عقد أية” صفقة قذرة” من أجل تحريره. فهل نجحت ألمانيا في التهديد بتعليق مبيعات أسلحة لأنقره؟. أم هل استجابت لمطالب تركية باستئناف مبيعات أسلحة من أجل تحرير صحفي؟

تحرير رهينة
وبرأي شينكان، أياً تكن طبيعة النقاش، فقد اتضح أن ألمانيا أكرهت على المشاركة في مفاوضات مع حليف في الناتو، من أجل تحرير رهينة.
ويقول كاتب المقال إن سياسات الرهائن أصبحت شائعة في علاقات تركيا مع الغرب، لدرجة أنه حينما اعتقل الزعيم السوري الكردي، صالح مسلم، في براغ قبل أسبوع، سرعان ما تساءل بعضهم عما إذا كانت الحكومة التشيكية سوف توافق على ترحيله، في مقابل تحرير تشيكيين مسجونين في تركيا لدعمهما متطرفين أكراداً سوريين.

مطالبات
وبحسب كاتب المقال، تبدو سياسات احتجاز رهائن أشد وضوحاً في العلاقات الأمريكية- التركية. فقد أصبح مصير عدة أمريكيين أبرياء داخل معتقلات تركية محور خلافات حادة مع واشنطن. ومن أشهر هؤلاء آندرو برونسون، قسيس أقام في تركيا لمدة عشرين عاماً في رعاية طائفة إنجيلية صغيرة في مدينة إزمير. وقد اعتقل برونسون في أكتوبر (تشرين الأول)2016، بتهمة المشاركة في المحاولة الانقلابية في صيف ذلك العام. وما زال القسيس معتقلاً في تركيا، وقد جعله الرئيس التركي أردوغان موضع مقايضة، عندما قال: “يفترض مبادلة رجل دين برجل دين آخر”، أي وجوب تسليم أمريكا لخصمه اللدود، فتح الله غولن المقيم طوعاً في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.

حالة مرفوضة
ويرى شينكان أن تسيير العلاقات بين حلفاء لا يتم وفق هذه الحالة المرفوضة. ولا يعقل لأي شخص ينتمي لبلد حليف، أن يتساءل عما إذا كانت تركيا ستجعل من حريته ورقة مساومة. ويناقش الكونغرس حالياً مشروع قانون قد يقضي بمعاقبة تركيا على هذا السلوك.

وفي ختام مقاله، يدعو الكاتب الكونغرس وإدارة ترامب، إلى التأكيد لأنقره أن هناك مجالات محددة لن تكون قط موضع مساومة. ولن تفاوض يوماً الولايات المتحدة حول حقوق أمريكيين، ولن تناقش مسألة حكم القانون في أمريكا.