النمر، رجل روسيا في سوريا?هل يصفيه الأسد؟

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
سوريا?هل -1672اعتبر الصحافي سام داغر في تقرير في مجلة “ذا أتلانتيك” أن العميد سهيل الحسن الملقب النمر هو زعيم الحرب المفضل لدى الروس.

رغم أن موسكو تحبه، يرى بعض معارضي نظام الأسد أن النمر، وهو شريك قوي وشعبي للروس في إطار نظام مكون لعبادة زعيم واحد، قد يكون ناجحاً أكثر من اللازم، مما قد يضر بمصالحه

ويلعب الحسن دوراً رئيساً في العملية العسكرية الواسعة التي تشنها قوات النظام على الغوطة الشرقية، وظهر في قلب العاصمة دمشق، التي تبعد عنها معارك الغوطة كيلومترات معدودة، وبدأ الرجل الضخم الملتحي يتوعد أهالي الغوطة، فيما رفع العديد من الرجال هواتفهم الجوالة لتصويره.

“نيران الجحيم”
وبينما كان يرسل رسالة إلى قوات المعارضة في الغوطة الشرقية: ستلهبهم “نيران الجحيم” إذا ما أظهروا أيَّ مقاومة لقواته. صاح أحد الرجال من الحشد: “في خدمتكم سيدي النمر!”.

وخلال سنوات الحرب في سوريا، أصبح الحسن، الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية مثل بشار الأسد، من المشاهير. وفي الفترة التي سبقت تدخّل روسيا في خريف عام 2015، أُشيع أن الحسن قد أصيب بجروح قاتلة في المعركة. لكنه عاد مرة أخرى، وتحوَّل إلى بطل النظام مع قاعدة جماهيرية متنامية، وكثير من المعجبين على شبكات التواصل الاجتماعي.

أسطورة
وتحول النمر بمثابة أسطورة. ويلفت داغر إلى أن البعض يتكهن بأن “النمر الحقيقي” قد قُتل، وأن هذا الرجل هو شبيهه الذي وظَّفه النظام لرفع الروح المعنوية، بعد الهزائم الكبرى التي عانى منها قبل أن تأتي روسيا لإنقاذه.

وعلى عكس الأسد، الأكثر هدوءاً، يتفاخر الحسن البالغ من العمر 48 عاماً، بجهوده لإبادة أعداء النظام. وقد حبَّبه هذا إلى الموالين للنظام، وعلى ما يبدو إلى فلاديمير بوتين، رئيس روسيا.

ترتيبات أمنية روسية
وبينما كان يلقي خطابه الناري ذلك اليوم على مشارف الغوطة، وقف بجواره أربعة جنود يرتدون معدات قتالية كاملة وأقنعة. ويبدو أنهم جزء من الترتيبات الأمنية الشخصية التي يوفرها الروس.

وتنفيذاً لوعيد الحسن، فتحت قوات النظام والروس نيران الجحيم على الغوطة الشرقية، بعد فترة قصيرة من خطاب “النمر”. ونشر المتحدثون باسم الجيش الروسي في سوريا مجموعةً من الرسائل عبر حسابات التواصل الاجتماعي الرسمية، التي تؤكد أن الحسن، قائد ما يسمى بـ”قوات النمور”، هو قائد القوات البرية التي تحاصر المنطقة.

وقالت الرسائل إن روسيا تدعم الحسن ورجاله بضربات جوية ودبابات T-90 الروسية، وقاذفات متعددة الصواريخ من طراز BM-30 (التي تعتبر من بين أكثر القاذفات فتكاً في العالم)، وصواريخ توتشكا الباليستية.

وقال ألكسندر إيفانوف، المتحدث باسم القوات الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم الجوية في غربي سوريا، على صفحة الفيسبوك الرسمية للقاعدة “سنقدم الدعم الجوي اللازم لقوات العميد سهيل الحسن، لدينا ثقة حقيقية في قدرتهم على إنجاز المهمة”.

وفي وقت لاحق، أفاد موقع إنترنت موالٍ للنظام السوري أيضاً، أن العديد من ضباط الجيش الروسي كانوا على الأرض يعملون مع الحسن في مركز قيادة في الغوطة الشرقية.

“قوات النمور”
وفي عدة مناسبات، اعترف الجيش الروسي بتدريب وتجهيز ما سمَّاه “فصائل” تعمل تحت قيادة الحسن. وهذه الجماعات، مثل “قوات النمور” وفيلقي الهجوم التطوعيين الرابع والخامس، هي مجموعات شبه عسكرية مرتبطة بقوات النظام.

وهناك أيضاً تقارير تفيد أن روسيا تدفع رواتب هذه التشكيلات التي تشبه الميليشيات. ومع ذلك، فقد أشارت روسيا إلى دعمها للحسن وقواته لإثبات ادعاءين: أن الجيش الروسي وشركاءه المحليين هزموا داعش في سوريا، وأن القوات الروسية، على عكس الجيش الأميركي وغيره، تعمل مع “القوات الحكومية المشروعة”، وليس مع الميليشيات أو المرتزقة.

أسوأ الفظائع
وقبل أن يصبح الحسن القائد السوري المفضل لدى بوتين، ربطت جماعات حقوق الإنسان السورية والدولية بينه وبين بعض أسوأ الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد.

ففي بداية الاحتجاجات السلمية المناهضة للنظام في 2011، قاد الحسن عمليات خاصة لإدارة المخابرات الرهيبة التابعة للقوات الجوية السورية في دمشق، وانضم هو ورجاله للقوات السورية، لضمان تنفيذ أوامر إطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم، وفقاً لشهادات الشهود التي جمعتها هيومن رايتس ووتش.

وبعد فترة ليست طويلة من بدء التظاهرات المناهضة للحكومة، أشرف الحسن أيضاً على تعذيب المتظاهرين في كثير من الأحيان. كما ارتبط هو ووحدته بإحدى أكثر المجازر دموية ضد المتظاهرين في محافظة درعا الجنوبية، في نهاية أبريل (نيسان) 2011، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 100 شخص، وفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش.

جرائم حرب
والحسن هو من بين شخصيات نظام الأسد الذي سيسعى المحامون والناشطون السوريون المقيمون في الخارج وزملاؤهم الغربيون لمحاكمتهم في جرائم الحرب.

وقد تبنَّت موسكو الحسن علناً. ومنحه جيراسيموف سيفاً خلال حفل أقيم في حميميم بسبب “شجاعته” الواضحة في تنفيذ العملية. (وحصل قبل عام على واحد من أرفع الأوسمة في الجيش الروسي).

ويختم داغر مقاله: “كيف سينتهي الحال بالحسن؟ رغم أن موسكو تحبه، يرى بعض معارضي نظام الأسد أن النمر، وهو شريك قوي وشعبي للروس في إطار نظام مكون لعبادة زعيم واحد، قد يكون ناجحاً أكثر من اللازم، مما قد يضر بمصالحه. وقالوا إنه من المرجح أن يسعى نظام الأسد إلى تصفيته وإلقاء اللوم على “الإرهابيين”، وهو المصير الذي لاقاه الكثيرون داخل النظام، من الذين حاولوا سرقة بريق الأسد”.