( تعرّف على ملخص ملحمة كلكامش )

مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت : علشأنك
-
ملخص لأهم أحداث الملحمة :




1-تبدأ الملحمة بوصف بطلها الرئيسى جلجامش. فهو حاكم مدينة أوروك. قوى البنية، جميل الطلعة، مخلوق من زواج بين إلهة وبشر. أما سلوكه كحاكم فهو مستبد، ظالم، يعتبر الرعية كلها من ملكه الخاص. فهو لم يترك فتاة واحدة لخطيبها، ويفرض على الرعية كلها أوامره وفرماناته. وقد كلفهم بتحصين مدينة (أوروك) وبناء أسوارها من الآجر المحروق، مما جعلها حصينة ضد الأعداء.



2-عندما اشتكى أهالى أوروك المساكين للآلهة من ظلم جلجامش، خلقت له (انكيدو) منافسًا من البشر، قوى البنيه جدا ، ويغطى جسده الشعر، يعيش فى الغابات، ويتصارع مع الوحوش، وحين علم جلجامش بأمره، وافق أن يستدرجه بحيله ماكرة عن طريق إرسال إحدى الغوانى له، وقد استطاعت هذه أن تغرى انكيدو بمفاتن جسدها، حتى وقع فى حبها، وخضع لنصيحتها. وذات يوم دعته لترك الحياة الوحشية التى يعيشها، وينزل معها ليعيش حياة المدينة.



3-كان لقاء جلجامش بأنكيدو قاسيا، فقد تصارعا طويلاً، حتى ظهر انتصار جلجامش عليه، وحينئذ اعترف له انكيدو بالغلبة، وتعاهدا على صداقة عميقة باركتها أم جلجامش، التى اعتبرت انكيدو مثل ابنها تماما، وأوصته برعايته .



4-قرر الصديقان – بعد تردد من انكيدو – الذهاب إلى غابة الأرز، للقضاء على حارسها المارد الضخم (خمبايا) وقد تصدى لهما، لكنهما بتعاونهما استطاعا أن يهزماه ، ويقتلاه. ثم عادا منتصرين إلى مدينتهما ، وأقاما احتفالا .



5- حين جلس جلجامش على عرشه، أعجبت الإلهة (عشتار) بجماله، فطلبت منه أن يتزوجها، فى مقابل أن تمنحه الكثير من العطايا ، لكنه أجابها بالرفض القاطع، كاشفًا عن ماضيها القاسى مع أزواجها السابقين والمصائر المأساوية التى انتهوا إليها . وبالطبع غضبت عشتار من هذا الرفض، وصعدت إلى أبيها (أنو) وأمها (أنتم) فبكت لهما، ورجتهما أن ينتقما لها من جلجامش.. وبعد استعطاف شديد ، قدم أبوها لها سلسلة الثور السماوى الذى يمكنه أن يقتل جلجامش .



6-أنزلت عشتار الثور السماوى معها، حيث أثار الرعب الشديد فى مدينة أوروك كلها، وعندما واجهه جلجامش وانكيدو استطاعا أن يمسكا به . ويذبحاه . وحينئذ جمعت عشتار فتيات المعبد ورحن يندبنه ، وعاد البطلان إلى القصر للراحة من هذا الصراع.



7-عندما نام انكيدو رأى حلما قصه على جلجامش، خلاصته أن الآلهة قد اجتمعوا للتشاور، حول مصير البطليْن اللذيْن قطعا أشجار غابة الأرز، وقتلا حارسها خمبايا، وقضيا على الثور السماوى.. لكن القرار صدر بموت انكيدو كعقاب على ما حدث، رغم أنه كان تابعًا لجلجامش !



8- وقع أنكيدو مريضا، فحزن من أجله جلجامش كثيرًا، وظل ملازما له بجوار فراشه يناجيه ويحاول التخفيف من آلامه، لكن الموت اختطفه من صديقه. وهنا بدأ يظهر الحزن العميق على جلجامش، ويقوم برثائه رثاء مؤثرا، وراح يجوب الصحارى والقفار غاضبا وخائفًا من الموت ، الذى اختطف أعز صديق له !



9- فى تلك الأثناء، بدأت رحلة جلجامش إلى (أوتو – بنشتم) الذى سيمنحه سر الخلود. وتتخلل الرحلة أهوال رهيبة ، وأحلام بعضها مزعج ، وبعضها مشجع . حتى وصل إلى جبل (ماشو) العظيم، الذى يحرس كل يوم مشرق الشمس ومغربها، ويرتفع إلى عنان السماء، ويحرسه فى الأسفل (البشر- العقارب) الذين يفتحون له باب الشمس ويسمحون له بالمرور، محذرين له فى نفس الوقت من مخاطر الرحلة المتهورة .



وصل جلجامش إلى ساحل البحر، حيث التقى بصاحبة الحانه، التى أخافها شكله الأشعث أولاً ثم تحدثت معه بعد ذلك ناصحة :

"إلى أين تسعى يا جلجامش ؟

ان الحياة التى تبغى لن تجد

إذْ لما خلقت الآلهة البشر

قدرت الموت على البشرية

واستأثرت هى بالحياة"



لكن جلجامش أصر على تحقيق مطلبه. فأوصته بملاح اسمه (أور – شنابى) الذى يمكنه أن يعبر معه البحر، حتى مياه الموت .



وعندما قابله ، أمره الأخير بأن يصنع الكثير من القوارب من أخشاب الغابة، وبالفعل راح يقطع بفأسه الأخشاب، ويصنع منها تلك القوارب..



وبعد أن استلهكها فى عبور البحر، بلغا مياه الموت، وهنا تخلى الملاح عن جلجامش، وأوصاه بألا تمس يده مياه الموت.



حين شاهد (أوتو – نبشتم) هذا المغامر الذى يعبر مياه الموت ناحيته، تعجب من جرأته، وعندما قابله راح جلجامش يستعطفه كى يساعده فى الحصول على الخلود..حيث انساب حديث فلسفى حول الحياة والموت، وهنا أطلع (أوتو – نبشتم) جلجامش على سر الطوفان ، قال له :



فى مدينة (شروباك) اجتمع الآلهة وقرروا إغراق أهل الأرض بطوفان هائل لا يبقى على أى منهم. لكن أحد الآلهة الطيبين جاء إلى كوخ القصب حيث يقيم (أوتو – نبشتم) وأوصاه بعمل سفينة كبيرة، يجمع فيها العديد من الأشخاص والحيوانات لكى ينجو بهم من الطوفان.. وبالفعل قام بهذا العمل الكبير، بمساعدة أهل المدينة، وحين بدأ الطوفان ، طفت السفينة على السطح، وظلت هكذا لسبعة أيام حتى هبط الماء، فنجا كل مَنْ كان عليها، بعد أن صعد الآلهة إلى السماء هلعا من الطوفان الذى عم الأرض كلها !



وقد أعلن الآلهة غضبهم من نجاة أحد البشر، لكنهم عادوا وتناقشوا حول قسوة هذا العقاب الذى أنزلوه بأهل الأرض، وعندما هدأ الإله (أنليل) صعد إلى السفينة ، وباركنى أنا وزوجتى، وقرر أن يحولنا إلى آلهة لا نموت بشرط أن نعيش بعيدًا عند (فم الأنهار) !



وأخيرًا قال له : هذا ما حدث معى .. أما أنت ، فمن سيجمع لك الآلهة ليبحثوا مطلبك فى الخلود ؟!



ومع إصرار جلجامش وتوسلاته، أوصت زوجه (أوتو – نبشتم) زوجها بأن يساعده، وبالفعل استجاب لها، ودلّه على طريق العودة، محملا اياه ببعض الزاد، لكنه تفضل فزوده بسر الحصول على (نبته الخلود) التي تنبت فى المياه وتجرح البشر مثل الشوك. وبالفعل حصل عليها جلجامش، ثم فى طريق العودة نزل إلى جدول ماء ليغتسل من غبار الرحلة ، فإذا بحية تسرع فتسرق النبته منه . وهنا أدرك جلجامش أنه لا نصيب له فى الخلود، لأنه بشر، قد كتبت عليه دورة الحياة والموت .

إلى هنا تنتهى ملحمة جلجامش . لكن اللوح الثانى عشر، الذى قيل إنه لا علاقة له بها، يحدثنا عن محاورة بين جلجامش وأنكيدو حول (النزول إلى العالم السفلى) بعد الموت . ورغم نصح جلجامش لصديقه بالأسلوب الأمثل للتعامل مع الأرواح فى هذا العالم، إلا أن انكيدو لايلتزم بها . وأخيرًا يطلب منه جلجامش أن يحدثه عما رآه هناك.. وحينئذ يبدأ وصف مرعب لأهوال هذا العالم السفلى، ومصير الأشرار الذين ارتكبوا المعاصى فى الدنيا، وحال الذين لم ينجبوا أبناء، أو الذين انجبوا سبعة وثمانية. وكذلك عن الشخص الذى لم يدفن وكيف أن روحه تظل هائمة بلا قرار، وكذلك الشخص الذى لا يقدم من أجله القراين: بأنه يأكل الفضلات التى تلقى فى المزابل !