تركيا تغامر بإشعال حرب مع أمريكا في منبج السورية

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
السورية -2086ازدادت الحرب السورية تعقيداً بعدما تورط فيها أطراف خارجيون عدة، كروسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران، لدرجة أنهم ما عادوا قادرين على التخلي عن حلفائهم المحليين، ومن يحاربون بالنيابة عنهم على أرض سوريا.

من أجل الحفاظ على مكاسبهم، يحتاج الأكراد لاستمرار الدعم الأمريكي، رغم أن هزيمة داعش تهدد ذلك الدعم على المدى الطويل

وعند زيارته مدينة منبج، شمال سوريا، لمس باتريك كوكبيرن، مراسل صحيفة “إندبندنت” البريطانية، كيف أصبحت تلك المدينة مكاناً لفهم لغزالتناحر على سوريا، وأسباب نشوب عدة حروب أدت لتقسيم البلاد.

مغامرة
ويصف كوكبيرن منبج بأنها مدينة صغيرة غالبية سكانها، 300 ألف نسمة، من العرب، وتقع شرق حلب وغرب نهر الفرات، ولكنها أصبحت تحت سيطرة الأكراد الذين حرروها من داعش، في عام 2016، إثر حصار طويل.

وكررت تركيا تهديدها بمهاجمة منبج من أجل إنهاء الوجود الكردي، رغم تأكيد الأكراد أنهم سلموا السلطة إلى مجلس محلي يحمل اسم “المجلس العسكري لمدينة منبج”. ولكن الأتراك يزعمون بأن ذلك لا يدل إلا على تبادل أدوار، وأن الأكراد نزعوا فقط بدلاتهم العسكرية. ولكن المجلس، الذي يبلغ عدد مقاتليه 5000 عنصر، يعمل بالتنسيق مع قوات أمريكية. ولذا إذا تقدمت قوات تركية بمرافقة ميليشيات محلية نحو المدينة، فقد يغامرون بإشعال حرب مع الولايات المتحدة.

ظهور مقصود
وبحسب المراسل، يتعمد الأمريكيون الظهور حول منبج. ويقول: “رأينا قافلة من خمس عربات مدرعة، تحمل أولها العلم الأمريكي، وهي تتجه بسرعة نحو المدينة عبر جسر على الفرات. ويقول محمد أبو عادل، قائد المجلس العسكري، إن الأمريكيين لا يظهرون في وسط المدينة” ولكنهم ينشطون عند أطرافها”.

أزمة متواصلة
ويلفت المراسل إلى أن السوريين تعوّدوا، بعد سنوات من الحرب، على العيش في ظل أزمة متواصلة، حيث لا يترك الهجوم التركي المحتمل سوى أثر محدود. ويقول إبراهيم قفطان، عضو المجلس التنفيذي الذي يدير المدينة، إنه عندما غزت تركيا منطقة عفرين المجاورة في 20 يناير( كانون الثاني) “ظن قرابة 80٪ من سكان منبج بأن الأتراك سوف يهاجموننا، ولكنهم أصبحوا اليوم أكثر تفاؤلاً”.

مرمى الجيش التركي
ويقول كوكبيرن إن منبج قد تكون، بحكم موقعها، في مرمى الجيش التركي وميليشياته الحليفة، ولكنها مدينة تعج بالنشاط والحركة. فالشوارع مكتظة، والسلع مكدسة في المحلات، حيث يتوافر كل شيء، من البرتقال وصولاً للكراسي المتحركة. وقد دمر بعض من مبانيها في غارات جوية أمريكية استهدفت داعش أثناء حصار المدينة، ولكن ليس هناك دمار شبيه بما لحق بمدينة كوباني الكردية عند الجانب الآخر من نهر الفرات. والدليل الاكبر على الوجود السابق لداعش هو مقبرة كبيرة في وسط منبج دمر المتطرفون شواهد القبور فيها لأنهم يعتبرونها من علامات الوثنية.

دولة مستقلة
ويتطرق المراسل للتواجد الكردي العسكري في منبج وعفرين ومناطق أخرى في شرق سوريا، ولما يشكله من قلق بالنسبة للأتراك الذين يخشون من إقامة الأكراد دولة مستقلة، في شمال وشرق سوريا، قد تنتقل عدواها إلى أكراد تركيا.

وأثار قيام ما يشبه دولة كردية فعلية غضب كل من الأتراك والحكومة السورية. ومن أجل الحفاظ على مكاسبهم، يحتاج الأكراد لاستمرار الدعم الأمريكي، رغم أن هزيمة داعش تهدد ذلك الدعم على المدى الطويل.

ولكن بحسب المراسل، قد تبقي الولايات المتحدة على تحالفها مع الأكراد، في المدى المنظور، على الأقل، وخصوصاً أن تخليها سريعاً عنهم قد يمنع حلفاء محتملين في الشرق الأوسط من التعاون معها خشية مواجهة نفس المصير.