هآرتس: الانتصار في سوريا سيكون للأقوى

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
الانتصار -2084كتب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه أرينز، في صحيفة “هآرتس”، أن عزم إسرائيل على استخدام قدرتها العسكرية القوية ربما يفوق بشكل كبير غالبية الأطراف المتحاربين في سوريا، آملاً في أن يكون هذا التهديد كافياً لردع إيران وحزب الله.

من بين جميع الأطراف المتحاربين في سوريا، لدى إسرائيل دوافع أكبر للتورط بقوتها العسكرية في الحرب السورية

ويشير أرينز إلى أن سوريا، التي كانت دولة معترفاً بها وشريكاً محتملاً للسلام مع إسرائيل، قد تحولت خلال السنوات الخمس الماضية إلى “مذبحة”؛ حيث يواصل بشار الأسد قتل المدنيين في محاولة يائسة لضمان البقاء في السلطة، وذلك بمساعدة القوات الروسية والإيرانية التي تستغل فرصة تفكك سوريا للاستيلاء على المزيد من النفوذ، بغض النظر عن كلفة إهدار حياة المدنيين.

إنقاذ الأسد
ويلفت أرينز إلى أن الروس يستخدمون قواتهم الجوية وصواريخهم إضافة إلى المرتزقة في القتال على الأرض، بينما يعتمد الإيرانيون على توظيف قوات الحرس الثوري وحزب الله. ومن دون المساعدات الإيرانية والروسية لكان الأسد قد سقط منذ فترة طويلة بسبب الهجمات المتعددة من مختلف قوات المعارضة.

وعلاوة على ذلك، تدخل الجيش التركي في شمال سوريا لإحباط إقامة منطقة كردية مستقلة أو شبه مستقلة قرب الحدود التركية. ورداً على ذلك انسحبت القوات الكردية التي كانت تقاتل بقايا داعش في سوريا بدعم من القوات الأمريكية، وتوجهت لمساعدة الأكراد وإنقاذهم من الهجوم التركي، لاسيما أن الأكراد يشعرون أن حلفاءهم الأمريكيين قد تخلوا عنهم.

البقاء للأقوى
ويوضح أرينز أن إسرائيل تشعر بالقلق إزاء نهج إيران وحزب الله على حدودها؛ وبخاصة أن إيران تقوم بإمداد حزب الله بترسانة الصواريخ الإيرانية المتطورة، وقد استخدمت إسرائيل قواتها الجوية مراراً في محاولة لمنع مثل هذه التحركات.

ويقول أرينز: “يبدو أن القتال وما يصاحبه من معاناة للسكان المدنيين لن ينتهي قريباً، وطالما أن الإيرانيين والروس والأتراك مستعدون لاستنزاف قواتهم العسكرية في هذا الأمر، فإن هذا الصراع سوف يستمر، وفي نهاية المطاف سوف يتحقق الانتصار للطرف الأقوى. ولاشك في أن الروس والإيرانيين والأتراك لديهم القدرة العسكرية على سحق خصومهم، ولكن التساؤل المحوري يتمثل في مدى استعدادهم للتورط في مثل هذا الصراع”.

ويتساءل أرينز عما إذا كانت روسيا مستعدة لتحمل الخسائر المتفاقمة ومواجهة حالة عدم الرضا السائدة داخل البلاد من أجل الحفاظ على بقاء الأسد في السلطة وكذلك الاحتفاظ بالقواعد العسكرية الروسية في سوريا، وفي الوقت نفسه هل تركيا مستعدة لمواجهة الاستياء الأمريكي ومخاطرة قيام القوات الأمريكية بدعم الأكراد؟ أما بالنسبة لإيران، فينبغي أن تأخذ في حسبانها الضربات الإسرائيلية التي تستهدف الحد من التحركات الإيرانية في سوريا.

تصعيد القتال لردع إيران
ويرى أرينز أنه من بين جميع الأطراف المتحاربين في سوريا، لدى إسرائيل دوافع أكبر للتورط بقوتها العسكرية في الحرب السورية. وعلى الرغم من أن التدخل الروسي في سوريا قد يكون مهماً، فإنه لايزال أمراً ثانوياً بالنسبة إلى روسيا، وبخاصة لأنه يدخل في نطاق جهود الأخيرة لتوسيع نفوذها في المنطقة ولكنه لا يرتبط بالمصالح الأمنية الأساسية لروسيا.

ويعتبر أرينز أن تركيا تشعر بالقلق من التداعيات الطويلة الأمد لحصول الأكراد على الحكم الذاتي في منطقة بالقرب من حدودها، ولكن أمن تركيا مضمون حتى إذا حدث ذلك. وعلى الأرجح لن يستخدم أي من روسيا وتركيا قواته العسكرية على نطاق واسع في المنطقة.
ولكن إيران استنزفت بالفعل الكثير من مواردها وقدرتها العسكرية الأساسية من أجل إقامة منطقة نفوذ شيعية تمتد من العراق إلى سوريا إلى لبنان، ويتساءل أرينز: “إلى أي مدى ستكون إيران مستعدة للتورط بشكل أكبر لتحقيق هذا الهدف في ظل معارضة إسرائيل للمخططات الإيرانية في سوريا؟”.

ويحذر أرينز في ختام مقاله من تفوق القوة العسكرية لإسرائيل وتوافر الدوافع الكافية لدى الأخيرة للتدخل العسكري في سوريا من أجل تقويض النهج الإيراني على حدود إسرائيل، وقد أظهرت فعلاً إسرائيل استعدادها لاستخدام القوة لوقف التوسع الإيراني في المنطقة. ويأمل أرينز أن يكون ذلك كافياً لردع إيران بدلاً من تصعيد القتال.