إبطاء تطور الزهايمر باستخدام الرمان

مجتمع رجيم / الاعشاب الطبيعية والتغذية
كتبت : لولو اسيل
-
الزهايمر مرض يهدد الجميع دون التفرقة بين شخص و آخر و دون النظر إلى السن ، و هو من الأمراض الخطيرة التي تهاجم خلايا المخ و تُسبب فقدان الذاكرة و القدرات المعرفية ، و لذلك يسعى العلماء دائمًا لاكتشاف حلول مبكرة للقضاء عليه ، و آخر ما توصل له العلماء هو إبطاء تطور الزهايمر بواسطة مركب طبيعي موجود في الرمان ، و في هذا المقال سوف نوضح دور المادة الفعالة الموجودة في الرمان على مرض الزهايمر و الحد من انتشاره.

دراسات توضح دور الرمان في القضاء على الزهايمر:
قام بعض الباحثين من جامعة هدرسفيلد (University of Huddersfield) بعمل دراسات حول الدور الفعال الذي يلعبه الرمان في الحد من تطور مرض الزهايمر ، و جاءت تلك الدراسات تحت إشراف الدكتور Olumayokun Olajide ، أخصائي في المواد المضادة للالتهاب من المنتجات الطبيعية في الجامعة ، ركزت الدراسة على أحد مركبات الرمان و يُسمى مركب (punicalagin) ، و هو عبارة عن بولي فينول موجود في الرمان ، فقد اعتقد الباحثون أن هذا المركب يمكنه التصدي لمرض الزهايمر كما يمكنه أن يخفض الالتهاب المؤلم الذي يصاحب بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتزمي و مرض باركنسون.

و قد جرت الدراسة من خلال تجربة المركب (punicalagin) على خلايا الدماغ المعزولة من الجرذان ، فقد كانت هي مصدر الاختبارات لدى الباحثين ، و بعد فترة زمنية ظهرت نتائج مذهلة على خلايا تلك الجرذان ، حيث أن مركب (punicalagin) قام بتثبيط الحالة الالتهابية في بعض الخلايا الخاصة في الدماغ المعروفة باسم (micrologia) ، و من المعروف أن هذا الالتهاب تعتبر هي السبب الأساسي في تدمير المزيد من خلايا الدماغ مما يؤدي إلى تدهور حالة مرضى الألزهايمر تدريجياً ، و قد تم نشر نتائج تلك التجربة في مجلة Molecular Nutrition & Food Research ، و لا يزال فريق يعمل على تحديد كمية الرمان اللازمة للحصول على الفعالية المطلوبة.



علاوة على ما سبق فقد أكد الباحثون على أن الاستهلاك المنتظم للرمان له الكثير من الفوائد الصحية للإنسان ، بما في ذلك الوقاية من التهاب الأعصاب الذي يرافق أعراض الخرف ، و من المهم أن نعرف أن عصير الرمان الطبيعي يحتوي تقريباً على 3.4% من مركب (punicalagin) الذي يبطئ من تطور أعراض الزهايمر ، كما أن الرمان يعتبر مفيداً في أي حالة يكون فيها الالتهاب عاملاً من عوامل المرض ، ليس فقط التهاب الأعصاب ، بل يشمل ذلك التهاب المفاصل الروماتزمي ، و داء باركنسون و السرطان أيضًا.

قام الدكتور Olajide بالمشاركة مع الدكتور Karl Hemming ، أحد أخصائيي الكيمياء العضوية ، بالتعاون سويًا من أجل التوصل لحلول و علاجات جديدة و مبتكرة للقضاء على آفة الزهايمر ، و بدلًا من الحصول على مركب punicalagin من الرمان بصورة مباشرة أو من خلال تناول عصير الرمان ، فقد حرص هؤلاء الأطباء على العمل و السعي من أجل اصطناع مركبات مشتقة من punicalagin لتطوير أشكال دوائية فموية جديدة تحتوي على هذا المركب الفعال ، و بالتالي فإن تلك الأدوية سوف تكون قادرة على علاج الالتهابات العصبية التي قد يتعرض لها الإنسان.

و في النهاية أكد الباحثون على أن مركب punicalagin لا يعتبر علاجاً للألزهايمر ، بل هو قادر على أن يقي أو يبطئ من تطور المرض بجانب الأدوية التي يصفها الطبيب للمريض ، و بالتالي فهذه الدراسة تعطي أملًا جديدًا لحوالي 44.4 مليون شخص حول العالم يعانون من الزهايمر و هو رقم قابل للزيادة باستمرار.