زيارة بن سلمان إلى بريطانيا.. أنباء سارّة لرؤية 2030

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
بريطانيا.. 2030 -2986أكد الكاتب كون كوغلين في مقاله ضمن صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية أنّ الزيارة الرسمية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا هي خطوة أساسية على طريق جهوده الرامية إلى إطلاق إصلاح اقتصادي واجتماعي في المملكة العربية السعودية.

تعترف الحكومة البريطانية بأهمية مساهمة السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف. وسيكون لولي العهد لقاءات خاصة مع مسؤولي وكالتي المخابرات أم آي 5 و أم آي 6 كما سيحضر اجتماعاً لمجلس الأمن القومي البريطاني

ينظر الأمير بن سلمان إلى الحفاظ على علاقات وثيقة وبناءة مع المملكة المتحدة على أنّه أمر حيوي لإعطاء برنامجه الإصلاحي حظوظ النجاح. وهذا ما أوضحه ولي العهد قبل وصوله إلى لندن، في مقابلة حصرية مع كوغلين في الرياض والتي خصّ بها صحيفة “ذا دايلي تيليغراف” البريطانية.

وقال الأمير بن سلمان إنّه “بعد بركسيت، سيكون هنالك فرص ضخمة لبريطانيا كنتيجة لرؤية 2030”. هذه الرؤية عبارة عن مشروع سعودي طموح لتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن الاعتماد التقليدي على قطاع النفط. “العلاقة بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا تاريخية وتعود إلى (زمن) تأسيس المملكة. لدينا مصلحة مشتركة تعود إلى الأيام الأولى لهذه العلاقة”. وتشكل رؤية 2030 محور البرنامج الإصلاحي لولي العهد حيث يريد تنويع الصناعات والتكنولوجيات لتطوير الاقتصاد السعودي.

أجندة طموحة
يُنظر إلى البرنامج الإصلاحي بشكل واسع على أنه القوة الدافعة وراء تحقيق أجندة اجتماعية طموحة حيث يستعاض عن التأثير التقليدي للمؤسسة الدينية بمقاربة أكثر ليبيرالية وأكثر اعترافاً بحقوق المرأة، كما يشرح كوغلين. ويتابع نقل ما قاله الأمير بن سلمان إليه خلال المقابلة الصحافية الأخيرة: “نعتقد أنّ السعودية بحاجة إلى أن تكون جزءاً من الاقتصاد العالمي. يحتاج الناس إلى أن يكونوا قادرين على التحرك بحرية، كما نحتاج إلى تطبيق المعايير نفسها التي تطبقها بقية الدول”. بالنسبة إلى الأمير فإنّ الإصلاحات الاجتماعية هي جزء لا يتجزّأ من جهوده لجعل المملكة أكثر انخراطاً مع سائر دول العالم. ويشير الكاتب إلى عناوين الأخبار الدولية المرتبطة بالحقوق التي حصلت عليها النساء السعوديات مؤخراً من السماح لهنّ بقيادة سياراتهنّ إلى إدارة أعمالهنّ الخاصّة. ويذكر كوغلين كيف شاركت رياضيات سعوديات في سباق نسائي هو الأول من نوعه في البلاد.

فرصة جديرة بالاستثمار
ويريد الأمير بن سلمان أن يثبت جهوده في مجال أكثر تطلّباً كالأسواق المالية العالمية حيث يرغب بكسب دعم المستثمرين الدوليين بشكل يسمح له بالحصول على النفوذ المالي. وسيساعده هذا الموضوع على المضيّ قدماً في إعادة هيكلة اقتصاد المملكة. لهذا السبب، تكتسب زيارته إلى لندن أهمية بارزة. يرى كوغلين أنّه من أجل نجاح المشروع الإصلاحي، يحتاج السعوديون إلى زيادة رأس المال لتمويل رؤية 2030 ويخططون لتحقيق ذلك من خلال طرح حصة 100 مليار دولار تقريباً من شركة أرامكو التي تملكها الدولة، في الأسواق العالمية. وإذا كان كانت هذه الحصة ستكون من نصيب بورصة لندن، فسيتخذ ولي العهد قراره الأخير بعد أن يكمل جولته العالمية في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وسيكون السعوديون قد طمأنوا المستثمرين بأنّ هذا المشروع جدير بالاستثمار. وهذا يفسر تشديد الأمير بن سلمان على أهمية العلاقة الثنائية بين الطرفين خلال زيارته إلى بريطانيا.

التنسيق في مكافحة الإرهاب والتطرف
هنالك مجال حيوي آخر يستوجب التنسيق بين البلدين وقد حرص ولي العهد السعودي على الإشارة إليه في المقابلة الصحافية. يطال هذا المجال التعاون على المستوى الدفاعي وتشارك المعلومات الأمنية. علاقة التعاون هذه طويلة المدى ويقول مسؤولو المخابرات البريطانية إنّها ساعدت على إجهاض عدد من الهجمات الإرهابية الكبيرة ضدّ المملكة المتحدة. وقال ولي العهد: “سيكون البريطانيون والسعوديون وسائر العالم، أكثر أماناً إذ كان لديكم علاقة قوية مع السعودية. نريد محاربة الإرهاب ونريد محاربة التطرف لأننا نحتاج لبناء الاستقرار في الشرق الأوسط”. ويشدّد كوغلين على أنّ تفكير الأمير بن سلمان بالإصلاح الاقتصادي المذكور في رؤية 2030 يهدف إلى أن تكون السعودية والشرق الأوسط برمته مستفيدين منه. ويرى ولي العهد أنّ ذلك سيساعد في هزيمة المتطرفين.

بالتأكيد، تعترف الحكومة البريطانية بأهمية مساهمة السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف. وسيكون لولي العهد لقاءات خاصة مع مسؤولي وكالتي المخابرات أم آي 5 و أم آي 6 كما سيحضر اجتماعاً لمجلس الأمن القومي البريطاني. ويؤكد كوغلين أنّ بريطانيا تريد بوضوح إنجاح زيارة بن سلمان وهذا سيشكل أنباء سارة للآفاق أجندته المستقبلية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.