صفقة أسلحة إلى قطر وتركيا.. ستنتهي بيد المتطرفين

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
وتركيا.. المتطرفين -3381تطرق جون روسوماندو في مشروع التحقيق حول الإرهاب “آي بي تي”، وهو مجموعة بحثية أمريكية تقدم بيانات وتحقيقات حول المجموعات الإرهابية والمتطرفة، إلى الأخبار التي تحدّثت عن صفقات أسلحة عقدتها كل من تركيا وقطر مع شركتين كبيرتين.

للحكومة التركية سجل حافل في تسليح الجهاديين في سوريا. لقد أمّنت تركيا وقطر الأسلحة إلى الثوار الليبيين وقد وصل معظمها إلى أيدي مجموعات أكثر تشدداً وأكثر مناهضة للديموقراطية

يشرح روسوماندو أنّ رايثيون ولوكهيد مارتن تخططان لبيع أنقرة والدوحة صواريخ متطورة مضادة للدروع. لكنّ المشكلة أنّ هذه الصواريخ قد تصل إلى أيدي الجهاديين كما يقول أحد المسؤولين في مجلس سوريا الديمقراطية وهو الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية في حديث إلى المشروع.

يشير روسوماندو إلى أنّ مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية أعلنوا أواخر شباط الماضي أنّ الشركتين قد فازتا بعقد بلغت قيمته 95 مليون دولار لبيع صواريخ متطورة من طراز جافلين المضادة للدروع إلى الأردن وفرنسا وتايوان وليتوانيا إضافة إلى تركيا وقطر. وقال عضو المكتب السياسي في مجلس سوريا الديموقراطية بسام إسحق في حديث إلى آي بي تي: “هذا خطير جداً. أعطِ هؤلاء الناس أسلحة اليوم، ولن تدري ما إذا كانت ستنتهي في الغرب وأوروبا”.

تهديدات بالجملة وطموحات عثمانية
وتابع اسحق، عضو المكتب السياسي في مجلس سوريا الديموقراطية، كلامه لروسوماندو مشيراً أنّ “هؤلاء الناس (المسؤولين الأتراك والقطريين) يريدون إعادة السلطنة العثمانية”. وتشكل قوات سوريا الديموقراطية ركناً أساسيّاً في استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمكافحة داعش في سوريا. وفي الآونة الأخيرة، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمهاجمة هذه القوات، ومن ورائها الجنود الأمريكيون المنتشرون في منبج شمال سوريا والذين يدعمون المقاتلين الأكراد. وهدّدت تركيا مؤخراً أيضاً باجتياح اليونان وهي دولة في حلف شمال الأطلسي.

أردوغان كملالي إيران.. معادٍ للغرب
يؤكد الكاتب أنّ للحكومة التركية سجلاً حافلاً في تسليح الجهاديين في سوريا. لقد أمّنت تركيا وقطر الأسلحة إلى الثوار الليبيين وقد وصل معظمها إلى أيدي مجموعات أكثر تشدداً وأكثر مناهضة للديموقراطية. لقد شكلت تركيا المصدر الأساسي لتصدير السلاح إلى ليبيا، بحسب ما خلص إليه تقرير لهيئة تابعة لمجلس الأمن الدولي في مارس (آذار) 2016. ونقل روسوماندو عن الصحافي التركي المنفي عبدالله بوزكورت تشديده على أنّ الخبراء التابعين للأمم المتحدة تعقبوا مصدر هذه الأسلحة وصولاً إلى شركات على صلة بالحكومة التركية. من جهة ثانية، سلحت المخابرات التركية أيضاً الجهاديين المتشددين داخل سوريا. يقول بوزكورت: “عند هذه النقطة، إنّ أي تأمين للأسلحة إلى تركيا بقيادة أردوغان قد يكون خطيراً”. وأضاف: “أنّه أكثر مسؤول سياسي مناهض للغرب على قدم المساواة مع ملالي إيران”.

يهاجمون العرب السنّة والأكراد
يبدي إسحق تخوّفه من أن يكون المسؤولون الأمريكيون غافلين عن الدور التركي في تسليح ودعم الجهاديين الذي يهاجمون السوريين من الأكراد ومن العرب السنّة الذين يشاركون أمريكا قيمها الديمقراطية في منطقة عفرين. ويوضح أنّ أهداف مناصري قوات سوريا الديمقراطية تناقض أهداف القوى التي تدعمها تركيا. قوات “قسد” تريد سوريا سلمية وتعددية منفتحة على الجميع بغضّ النظر عن الدين أو الإثنية، بينما تريد تركيا سوريا محكومة من الشريعة. وشدّد إسحق على أنّ الأتراك “يتصرفون كمتنمر في الحي. لقد أعادوا اكتساب الروح العثمانية المتنمرة”. وحذّر أخيراً من عدم تحرك العالم إزاء دعم تركيا للمتطرفين الدينيين في شمال سوريا.