تحليل- وسائل إعلام صينية تضع بكين في محوري في محادثات واشنطن وبيونجيانج

مجتمع رجيم / أخبار الأمة العربية والاسلامية
كتبت : درة الشرق
-
ذكرت وسائل إعلام صينية رسمية أن بكين ساعدت في تحقيق انفراجة كبيرة في التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وهو ما يضيف إلى دلائل على أن الحكومة ترى نفسها لاعبا محوريا في أي اتفاق على الرغم من وقوفها على الهامش في أغلب الوقت حتى الآن.

وسعت مقالات الرأي إلى وضع الجهود الصينية في موضع السبب في المحادثات المزمعة بين الكوريتين وفي لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

واستشهدت صحيفة الشعب اليومية الرسمية المعبرة عن موقف الحزب الشيوعي بخطة من الصين لتعليق كوريا الشمالية اختباراتها النووية والصاروخية وتعليق كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لتدريباتهما العسكرية المشتركة كسبب أدى إلى الوصول إلى تلك المرحلة.

وقالت الصحيفة يوم السبت ”يجب أن يفهم أن إشارات تهدئة التوتر تلك هي في الواقع أثر ناتج عن (اقتراح) ’التعليق المزدوج’“.

ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله للرئيس الصيني شي جين بينغ في مكالمة هاتفية جرت يوم الجمعة إن موقف الصين بشأن وجوب إجراء الولايات المتحدة محادثات مع كوريا الشمالية كان هو الموقف الصحيح.

وأضافت الصحيفة في مقالها الثابت ”صوت الصين“ الذي يعبر عن موقف الصحيفة من ملفات السياسة الخارجية ”الجانب الأمريكي مدح مرارا الدور الصيني المهم في ملف شبه الجزيرة الكورية ويضعه في مكانة مهمة“.

وقادت الصين جهودا دبلوماسية بشأن كوريا الشمالية من قبل ودفعت لفترة طويلة من أجل استئناف المحادثات لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية. واستضافت الصين قبل عقد عدة جولات من المفاوضات التي خبت أهميتها تدريجيا.

كما شاركت الصين بقوة في جهود دبلوماسية في الأمم المتحدة.
لكن علاقتها بكوريا الشمالية شهدت تراجعا حادا وليس هناك بين البلدين حاليا سوى القليل من الاتصالات رفيعة المستوى كما لم يزر زعيم كوريا الشمالية الشاب، الذي يتعرض للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية التي تصفه ”بكيم البدين“، الصين منذ توليه السلطة في 2011.

لكن الصين لم تلعب دورا واضحا يذكر في انفراجة بين الكوريتين الشهر الماضي أثناء الأولمبياد الشتوي الذي شهد حضور وفد رفيع من كوريا الشمالية ومهد لقمة بين الكوريتين في أبريل نيسان.

وقاد هان تشنغ، قائد الحزب الشيوعي في شنغهاي سابقا، وفد الصين في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية. وعلى الرغم من أنه في المركز السابع من حيث الترتيب في قيادات الحزب وله منصب في اللجنة الدائمة التي تضم النخبة وتدير البلاد إلا أن خبرته الدبلوماسية محدودة.

وقالت الصين إنه التقى بوفد كوريا الشمالية لكن لم تذكر تفاصيل عما تم تناوله في اللقاء. ويقول دبلوماسيون مقرهم بكين إن الاتصالات بين الصين وكوريا الشمالية كانت على فترات متقطعة واقتصرت على اتصالات بين الحزبين الحاكمين ولم تسفر عن شيء.

* دور الصين ”لا يمكن تجنبه“
للصين مصالح استراتيجية أساسية عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية ولطالما خشيت من أن انهيار جارتها المعزولة قد يتسبب في موجات من اللاجئين تتدفق على شمال شرق الصين أو أن يتسبب نشوب حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية في تلويث مناطق شاسعة من أراضيها.

كما تربط البلدين روابط معنوية عميقة. حاربت البلدان جنبا إلى جنب في الحرب الكورية من عام 1950 وحتى عام 1953، وقتل ابن لماو تسي تونغ في الصراع، كما طالما اعتبرت الصين أن كوريا الشمالية تشكل عازلا مفيدا بينها وبين القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية.

ولذلك فالسلام هو رغبة جادة لدى الصين لكنها تحتاج أيضا لضمان أخذ مصالحها في الحسبان بالشكل المناسب.

وقال تشنغ جي يونغ، وهو مدير مركز الدراسات الكورية في جامعة فودان في شنغهاي، في مقابلة نشرت على حساب الطبعة الدولية لصحيفة الشعب اليومية على (ويتشات) إن الصين يجب أن تشارك في المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وقال ”دور الصين لا يمكن تجنبه ولا سبيل لإقصائها عن الأمر“.

وأضاف أن الصين هي الدولة الوحيدة التي يمكنها لعب دور الضامن إذا ما أرادت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حقا الخروج بنتائج.

وقال ”أيا ما كان اتجاه سير المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إن كان الحرب أو السلام، إذا لم تكن هناك مساعدة أو منع من الصين فمن المستحيل الوصول لاستقرار حقيقي في شبه الجزيرة“.

وسعت وسائل الإعلام الرسمية الصينية للتقليل من شأن أي تبعات لتهميش الصين وشددت على نقطة أن الصين لديها دور حيوي لتلعبه.

وقالت صحيفة (جلوبال تايمز) واسعة الانتشار في مقال افتتاحي ”ستدافع الصين عن آليات الأمن العالمي وتساعد في منع خداع كوريا الشمالية أو الضغط عليها من الولايات المتحدة بمجرد أن تبدأ في نزع الأسلحة النووية“.

وأضافت ”الصين سترحب بالحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وستساند بحسم تأمين كوريا الشمالية لمصالحها أثناء عملية نزع السلاح النووي. وخلال تلك الجهود لن تُنحى المصالح الصينية جانبا“.

ولم يتضح على وجه التحديد ما الذي تريد الصين أن تفعله في هذه المرحلة لكنها قد ترغب في استضافة لقاء ترامب بكيم.

وقالت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة إن البلاد ستواصل لعب ”دور إيجابي“ في الدفع نحو الحل السياسي والسلام والاستقرار الدائمين. لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى وتجنبت الإجابة عن سؤال مباشر عن استضافة محادثات كيم وترامب المحتملة.

وقال تشاو تونغ وهو خبير في شؤون كوريا الشمالية في مركز (كارنيجي-تسينغ هوا) في بكين ”ستشعر الصين بشعور جيد جدا بأن ما تعرضه كوريا الشمالية بالأساس يبدو مثل تصديق على استراتيجية التعليق المزدوج“.

لكنه أضاف ”فيما يتعلق بالمحادثات والمفاوضات المباشرة لم تعد الصين أكثر طرف ذا صلة بالأمر... وبالنظر إلى التقدم الذي يحدث بهذه الوتيرة السريعة هناك مخاوف متنامية في الصين من إقصائها عن الأمر بأكمله ومن أن الصين تفقد السيطرة على الرغم من أنها تؤيد بشكل عام هذا التقدم“.