فرق في الإدارة والفلسفة.. لماذا يفشل بي أس جي حيث ينجح مانشستر سيتي؟

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
الإدارة والفلسفة.. -4095كتب مارك أوغدين في موقع شبكة “إي أس بي أن” الأمريكية أنه حين ينتهي نادي باريس سان جيرمان من تحويل عقده مع لاعب موناكو السابق كيليان أمبابي من إعارة إلى انتداب دائم بقيمة 180 مليون يورو الصيف المقبل، سيكون النادي قد أنفق ما يزيد عن مليار يورو على اللاعبين منذ استلم القطريون إدارته في يونيو(حزيران) 2011.

مانشستر سيتي استفاد من مقاربة استراتيجية طويلة المدى، في وقت يعتقد بي أس جي أنّ جميع المشاكل يمكن حلّها بإنفاق الأموال عليها

في مقابل هذا الاستثمار الكبير، كوفئ المشرفون على جهز الاستثمار الرياضي في قطر بعدد من الألقاب المحلية، بينما لم يواجهوا سوى أحلام محطمة على المستوى الأوروبي.

يشير أوغدين إلى أنه سيكون على إدارة النادي الفرنسي الانتظار سنة أخرى على الأقل ليصل فريقها إلى نصف نهائي دوري الأبطال بالحدّ الأدنى.

يأتي ذلك بعد خسارته 5-2 في مجموع المباراتين أمام ريال مدريد الذي عمق جراح سان جيرمان بعدما هزمه 2-1 في لقاء العودة على ملعبه في حديقة الأمراء يوم الثلاثاء الماضي.

فريق مفكك
بعدما حطّم النادي الباريسي الرقم القياسي في صفقة انتقال نيمار من برشلونة إلى صفوفه خلال الصيف الماضي عبر دفع 222 مليون يورو، كان من المفترض أن يحقق الفريق خرقاً في دوري الأبطال.

لقد وجه بي أس جي صفعة إلى كبرياء برشلونة حين استطاع خطف مهاجمه منه كما استطاع كسب المنافسة على التوقيع مع أمبابي في مواجهة ريال مدريد ومانشستر سيتي.

لكن في مقابل كل إنفاقهم الهائل لم يقترب إداريو النادي من دفع فريقهم إلى مستوى النخب الأوروبية. لديهم المال والطموح والملعب الكبير في باريس، غير أن الفريق بدا مجموعة متفككة الأوصال بين نجوم من الدرجة الثانية عوض أن يكون منافساً على وشك حصد اللقب الأغلى أوروبياً على صعيد النوادي.

كيف اعتمدت إدارة السيتي مقاربتها؟
ينتقل أوغدين للتطرق إلى تجربة مانشستر سيتي تحت قيادة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وقد أنفق النادي أيضاً أكثر من مليار يورو على انتداب اللاعبين منذ تولي القيادة الجديدة إدارة النادي.

لقد سبق مانشستر سيتي بي أس جي بثلاث سنوات في تجربته، وبدا أن الفريق الفرنسي يتفوق على نظيره الإنجليزي من حيث عدد الألقاب المحلية كما أظهر أنه جاهز للمنافسة على اللقب الأوروبي.

ومع ذلك، يلفت الكاتب النظر إلى أنّ الدوري الفرنسي هو أقل تنافسية من الدوري الإنكليزي. وحين يأتي الدور إلى مقارنة الناديين الآن، يصبح واضحاً أنّ مانشستر سيتي استفاد من مقاربة استراتيجية طويلة المدى، في وقت يعتقد بي أس جي أن جميع المشاكل يمكن حلّها بإنفاق الأموال.

وضوح في أداء مانشستر
إن أداء لاعبي مدرب النادي الفرنسي أوناي إيمري ضد ريال مدريد لم يجسد فريقاً يعمل وفق فلسفة للمدرب أو للنادي. لكن حين يراقب المتابعون نادي مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا، سيجدون أن هنالك أسلوباً واضحاً للّعب ومعنى واضحاً لموقع ودور كل لاعب انتدب ليلعب بطريقة معينة ضمن نظام معين.

تحت قيادة غوارديولا التي بالكاد دخلت شهرها الثامن عشر، بات مانشستر سيتي يتمتع بجينات الفريق المغامر والهجومي. ويؤكد أوغدين أنه حتى وإن كان للبي أس جي جيناته الكروية الخاصة فقد حجبتها الإدارة بالإنفاقات الكبيرة.

يشرح الكاتب أن استراتيجية انتداب اللاعبين لا تبدو مبنية على بناء الفريق خطوة خطوة لجعله ناجحاً، لكن عوض ذلك، تهتم الإدارة بتوقيع عقود تخطف العناوين: زلاتان إبراهيموفيتش، إدينسون كافاني، أنخيل دي ماريا، قبل أن ينضمّ إليه لاحقاً نيمار وأمبابي.

فباستثناء المدافع البرازيلي تياغو سيلفا الذي وصل إلى بي أس جي آتياً من ميلان سنة 2012، لم يستقدم النادي مدافعين بارزين آخرين.

ما فعله النادي الفرنسي هو اعتماد مقاربة مانشستر يونايتد لا مانشستر سيتي: النجوم أولاً ودعائم الهيكل ثانياً.

… غير موجود في قاموس “بي أس جي”
بغض النظر عن التشابه في الإنفاق بين مانشستر سيتي وبي أس جي في سوق الانتقالات، تجدر الإشارة إلى أن الرقم القياسي الأكبر لصفقات السيتي بلغ 65 مليون يورو لانتداب المدافع إيمريك لابورتي في يناير(كانون الثاني) الماضي.

لدى بي أس جي، مانشستر يونايتد، ريال مدريد، برشلونة ويوفنتوس صفقات أكبر من تلك التي وقعها السيتي والذي يميل إلى عقد صفقات كبيرة لسد حاجة الفريق عوض عقد صفقات على لاعب واحد فقط لأنه يلفت الأنظار.

لكن بعد هدوء العاصفة التي خلفتها خسارة النادي الفرنسي يوم الثلاثاء، قد يفكر مالكو النادي الفرنسي باتباع نموذج السيتي وتغيير مقاربتهم.

لقد تعاقد السيتي مع غوارديولا لإعطاء الفريق أسلوب لعب خاص به إضافة إلى النجاح ضمن رؤية طويلة المدى. لكن عبارة “طويل المدى” غير موجودة في قاموس بي أس جي.

لو “طويل المدى” كان مهاجماً نجماً لافتاً للأنظار، لأنفق القيمون على النادي كل ما لديهم فقط من أجل التوقيع معه. لكن بما أن المليار يورو فشلت في إعطاء النادي الفرنسي النجاح الذي يريد، فهذا يعني أنّ المال ليس الجواب الوحيد لمشكلته.