مستقبل الطفولة العربية

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
العربية -4193

في زمن الإعلام، انظروا إلى الإعلام بأدواته، بدءاً بمجلة تقدم للطفل وعياً مستداماً، وإذاعة مسموعة فالأذن تفهم قبل العين أحياناً، وقناة مرئية بفضاءات متنوعة الموجات في الأثير، مدعومة بمقاطع مصورة، ومعينات بصرية

هل لكم في مشروع بعيد مداه، قوي صداه، عميق الأثر، بهيِّ النظر. إذن استثمروا في الطفولة. اعملوا لها، ومن أجلها، عملاً يتجاوز حسن النية إلى المهنية، بتخطيط يتجاوز الإعلان إلى الإتقان، وبتنفيذ يتجاوز الإشهار إلى الإبهار، وبتطبيق يتجاوز الإعلام إلى الأعلام.
ابدؤوا من الثقافة: واجعلوا اللغة مرتكزاً، والكتاب أداة، والتقانة مساعداً.

واعلموا وأنتم تبدؤون أن أحجار الزاوية ثلاث: سلوك وقيم أخلاقية ووجدانية وإنسانية، مهارات ومواهب مهنية وفنية وإبداعية، معلومات ومعارف وطنية وأدبية وعلمية.

استندوا على التراث في أمهوداته وكلماته الشفاهية، وخذوا من النظريات العلمية الحديثة بطرف يجعلها في قائمة المصادر والمراجع، لا في خانة الأصل المترجم عنه.

واجعلوا أركان البيت ثلاثة: والدان واعيان لهما حق التوعية والتبصير، ومعلمان شغوفان لهم حق التنمية والتطوير، ومنشطون فاعلون لهم حق التأهيل والتدريب، بحقائب تدريبية ثرة، وورش عمل حرة، وأدلة مرشدة بمنتهى الوفرة.

صمموا منهجاً مدرسياً وغير مدرسي في آن واحد. متنوع الأدوات، متكامل المواد، يقدم روح الدين وجوهره، مع هوية العربي ومخبره، يجعل الطفل متعدد اللغات لساناً، منفتح الرؤى والثقافات بياناً. الكتاب فيه يُقرأ، والكتاب يُكتب، والكتاب للمتعة، والكتاب للتعليم. أوراق الكتاب ليست فقط مجموعة بين دفتيه، بل تخرج من الكتاب إلى الجدران لوحات مبهرة، وإلى الأنامل الصغيرة بطاقات شائقة، وإلى الآذان الطرية قلما ناطقاً.

وفي زمن الإعلام، انظروا إلى الإعلام بأدواته، بدءاً بمجلة تقدم للطفل وعياً مستداماً، وإذاعة مسموعة فالأذن تفهم قبل العين أحياناً، وقناة مرئية بفضاءات متنوعة الموجات في الأثير، مدعومة بمقاطع مصورة، ومعينات بصرية.

اقتحموا بالطفل العربي الواقع الافتراضي بإسقاط الأجسام الحقيقية في بيئة افتراضية. وانقلوه إلى الواقع المعزز بإسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في البيئة الحقيقية ليدخل مدخل صدق ويخرج مخرج علم.

خاطبوا حواس الطفل ومشاعره بمسرح يجعل من الطفل مؤدياً لا مشاهداً، ومعبراً لا مصفقاً. وبموسيقى دافئة تراقص الفكر والوجدان، وبأغاني وأناشيد تدعم الفكرة والإحساس، وبألوان تجعل للطفل من الخيال حياة. وبحركات تجعل من الرياضة أسلوب حياة.

افتحوا للطفل عالم اللعب بدمى الطفولة المحببة، وبألعاب تحرك اليد والذهن وتخاطب الحواس. اصنعوا للطفولة عالماً حالماً من نافذة الثقافة. وبذا سيكون العالم أجمل.