طالبان تسعى لدق إسفين بين واشنطن وكابول

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
-5044عندما وجهت حركة طالبان رسالة إلى الشعب الأمريكي تدعوه إلى التفاوض، انتشرت توقعات بقرب التوصل لعملية سلام أفغانية تبعتها رسالة للرئيس الأفغاني، أشرف غاني، أبدى فيها استعداداً غير مشروط للاعتراف بطالبان حزباً سياسياً مشروعاً، فضلاً عن تقديم تنازلات هامة أخرى. وعبر التفاعل مع المبادرتين، توقع عدد من المتابعين احتمال التوصل إلى حل للصراع الأفغاني. ولكن يجب الحذر حيال عرض طالبان، وهو ما يراه مارفين وينبوم، مدير قسم الدراسات الأفغانية والباكستانية لدى معهد الشرق الأوسط، وزميله الباحث صمد صدري.

ويلفت الباحثان إلى محتوى رسالة طالبان، وما تبعها من إشارات، لبما لا يترك مجالاً للشك، في نوايا الحركة. فعوضاً عن وضع حجر الأساس لمحادثات، جاءت المفاتحة بهدف إضعاف إرادة الشعب الأمريكي ومسؤولية النواب لدعم استمرار الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، ولدق إسفين بين حكومتي كابول وواشنطن.

قراءة متأنية
وحسب وينبوم وصدري، تعكس رسالة طالبان قراءة متأنية لنقاشات تدور في أوساط الشعب الأمريكي ناتجة عن إحباطات من الحرب الأفغانية.

وعبر استبعاد حكومة كابول من المشاركة في المفاوضات، سعت طالبان برسالة بليغة مكونة من 3000 كلمة، لإثارة شكوك قديمة في كابول حول احتمال عقد صفقة من وراء ظهرها.

توقيت عرض طالبان

ويبدو، وفق الباحثين، أن عوامل عدة ساهمت في توقيت عرض طالبان لتحقيق السلام. فإن ظهور الرسالة قبل انعقاد مؤتمر كابول مباشرة، كانت بمثابة فرصة للاستحواذ على اجتماع يضم 25 دولة استغله غاني من أجل مناشدة طالبان.

وتلا ذلك تعليق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيه “لن تكون هناك مفاوضات” مع طالبان في أي وقت قريب. وعلاوة عليه، قال غاني، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية: “لن تتحدث حكومة كابول إلا مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء”.

حملة سلام
وبطريقة محسوبة، يرى الباحثان أن حملة طالبان للسلام تأتي بعد أشهر من حملة جوية تدعمها الولايات المتحدة أدت للحد من زخم هجمات طالبان، وأجبرت قادة الحركة على تعديل تكتيكاتهم العسكرية.

وعبر عرضها للدخول في مفاوضات، ربما تأمل طالبان في استعادة قواعد الاشتباك العسكري التي سادت قبل إعلان واشنطن، في أغسطس( آب) الأخير عن استراتيجيتها الجديدة، وبعد ان قيدت سياسات سابقة شن عمليات أمريكية ضد قوات طالبان في أفغانستان، إلا في إطار رد دفاعي عند وقوع هجمات، على أمل تشجيع وتسهيل إجراء مفاوضات.

عملية صعبة
ووفقاً للباحثين، ينصب الاهتمام حالياً على جلب طالبان إلى طاولة مفاوضات، وكأن ذلك هو الطلب النهائي، عوض أن تكون المفاوضات بداية لعملية صعبة حتماً.

وتغيب أيضاً عن المناقشات مسألة ما إذا كانت هناك أرضية مشتركة حول قضايا أساسية تشجع على المضي قدماً نحو محادثات. من ثم، يتساءل الباحثان عن كيفية إجراء تلك المحادثات، ومع من، خاصةً أن حركة طالبان باتت اليوم غير مركزية، ولربما لن يستطيع قادتها فرض بنود تسوية ما، في حال تم إقرارها، في ظل وجود متطرفين لا يقبلون بمشاركة أحزاب، أو الدخول في حكومة ليست تابعة لهم.