التغيرات التي تحدث في الجسم عند الجوع

مجتمع رجيم / الاعشاب الطبيعية والتغذية
كتبت : لولو اسيل
-
يؤدي الجوع إلى العديد من التغيرات في الجسم والتي بدورها تؤثر في التصرفات، حيث أن الجوع يمكن أن يكون له تأثيرات خطيرة على الحالة العقلية للشخص البالغ إذا سمح له بالخروج عن السيطرة، وهنا ما يحدث عند الشعور بالجوع .

التغيرات التي تحدث في الجسم عند الجوع
1- انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم
أول شيء يحدث عند الجوع هو أن المواد الغذائية من الوجبة السابقة تكون قريبة من النفاذ، وعلى الرغم من أن الجسم يحتوي على عناصر غذائية مخزنة لحالات الطوارئ، إلا أن الجسم يحتاج أن يأكل مرة أخرى حتى لا يضطر إلى استخدام هذه المواد المخزنة .

والجلوكوز الذي يأتي من الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات هو الوقود الأساسي للجسم والدماغ، وإذا انخفضت مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير، فإن الجسم يبدأ في رؤية أن هذا الأمر مهددا للحياة، لأن الدماغ لن يكون لديه وقوده المفضل للعمل، وتتمثل الأولوية الرئيسية للجسم في إبقاء الدماغ على قيد الحياة، ولكن دون توافر ما يكفي من الجلوكوز فإن العقل يبدأ في الشعور بصعوبة في التركيز أو التصرف ضمن المعايير المعتادة، وبالتالي يشعر الإنسان بالغضب .



2- المعدة الفارغة إشارة خطر على العقل
يحتوي الجسم على العديد من الأنظمة للمساعدة في تشجيع الشخص على تناول الطعام لتجنب الشعور بالجوع، وعندما يبدأ سكر الدم في الانخفاض ترسل المعدة إشارة عبر العصب المبهم إلى الدماغ بأنها تحتاج إلى الطعام، وعادة ما تكون هذه الإشارة مصحوبة بشعور بالفراغ وربما بعض الغرغرة في المعدة، وبمجرد وصول الإشارة إلى الدماغ فإنها تقوم بإطلاق سلسلة من الإشارات إلى الأعضاء الأخرى في الجسم للإشارة إلى وجود حالة طارئة ينبغي أن تجلها اليد بإحضار الطعام .

3- يشير الدماغ إلى الأعضاء للبدء في استخدا م المخزون من السكر
كجزء من آلية التحذير يبدأ الجسم بإفراز الهرمونات استجابة لذلك، وهناك نوعان من الهرمونات الرئيسية التي يتم إطلاقها لتهدف إلى تشجيع الجسم على استخدام السكر المخزن حتى ترتفع مستويات السكر في الدم مرة أخرى، تسمى هذه الهرمونات بهرمون الجلوكاجون وهرمون النمو، ويتم تخزين الجلوكوز في الجسم في شكل يسمى الجليكوجين الذي يوجد بشكل أساسي في العضلات والكبد، ويخبر الجلوكاجون وهرمون النمو الجسم بالبدء في إطلاق الجليكوجين من أجل استعادة مستويات السكر في الدم، المشكلة هي أنه لا يوجد الكثير من الجلوكوز المخزن، حيث لا يتعدى حوالي 2.000 سعر حراري .

4- زيادة هرمونات التوتر
بما أن الجلوكوز المخزن محدود، فإن الدماغ يرسل أيضا إشارة طوارئ ليخبر الجسم بتحرير هرمونات التوتر من الغدة الكظرية، وهما هرمونان : الأدرينالين والكورتيزول، ويتم إطلاق هذه الهرمونات لتفعيل آلية ” القتال أو الهروب ” من أجل تحفيز الشخص على الخروج والعثور على بعض الطعام بأي ثمن، كما أنها تسبب الشعور بالقلق والتوتر لأن الجسم يستعد فعليا للقتال من أجل الحصول على الطعام، وبالتالي فالجسد يفسر عدم البحث عن الطعام الذي يعد شيء عادي يمكن القيام به لفترة من الوقت، ككارثة كبيرة وتهديدا للسلامة الشخصية، مما يسبب الشعور بالتوتر والانزعاج .

5- هبوط هرمونات الشعور الجيد
بالإضافة إلى الطفرة التي تحدث في هرمونات التوتر، فإن هرمونات الشعور الجيد مثل الدوبامين تهبط، وهناك هرمون آخر يثور عندما تكون المعدة فارغة يسمى جريلين، والجريلين هو هرمون يأتي من المعدة وهو إشارة إلى الدماغ لتخبر الشخص بضرورة تناول الطعام، وعندما يكون الجريلين عاليا في غياب الغذاء، تنخفض مستويات الدوبامين، وفي الأساس نبدأ في الشعور بالحزن والغضب لأنه يكون هناك مستوى أقل من هرمونات ” الشعور الجيد “، في حين تستمر هرمونات الإجهاد والتوتر في الارتفاع، وتؤثر مستويات الدوبامين أيضا على الوظيفة العقلية والتركيز والقدرة على التحكم في العواطف .

6- مهاجمة أي شخص وكل شخص
قامت دراسة نشرت عام 2014 بقياس مستوى الجلوكوز في الدم بين المتزوجين ليلا خلال فترة 21 يوما، وطلب من الباحثين أيضا أن يمسكوا دبابيس ويقوموا بغرزها في دمية لتمثل مدى غضبهم من شريكهم في ذلك اليوم، من أجل قياس العدوان تجاه الشركاء، وطلب من المشاركين أيضا الصياح في شريكهم بأصوات عالية من خلال سماعات الرأس، وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم أدنى مستويات للسكر في الدم كانوا أكثر غضبا، ووضعوا المزيد من الدبابيس في الدمية وكانوا أكثر صياحا تجاه شركائهم بأصوات عالية، على الرغم من أن هذه كانت دراسة صغيرة، إلا أنه يمكننا أن نرى أن مستويات السكر في الدم، وعلى الأرجح الهرمونات المتعلقة بالجوع، يمكن أن يكون لها تأثير على غضبنا وتؤثر على علاقاتنا الشخصية مباشرة .