نبذة عن الشاعر ابو العتاهية

مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت : علشأنك
-
كان من اشهر الشعراء في عصره و حتى الآن، و الذي اشتهر بمرافقته لهارون الرشيد بعد رفضه في بداية الأمر قول أشعاره أمامه، و قبل ذلك ذهب لقصر المهدي عن طريق صديق له، و اعجب المهدي بجميع اشعار ابو العتاهية، و كان يجعله يقول الشعر باستمرار في القصر الخاص به، اشهر ما في حياة ابو العتاهية هو حبه لجارية تسمى عتبة، و رفض هذه الجارية له بسبب أن شكله لم يعجبها فلم ترضى به، و اشتهر باستخدامه الأسلوب البسيط في الشعر، و محاولة تهذيب الاخلاق و تذكير الناس بالموت عن طريق شعره، و بأن شعره كان له ايقاع موسيقي يختلف عن اي شعر آخر في هذا الوقت .

معلومات عن حياة الشاعر أبو العتاهية
اسمه الحقيقي هو اسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، و كان يعمل بائع للجرار و كانت ولادته في عين التمر، كانت شهرته بهذا اللقب الشهير ترجع إلى، تعلقه الشديد بواحدة من جواري الخليفة المهدي، و التي لم تقبل به لأن شكله لم يكن جميلاً بالنسبة لها، و أيضاً بسبب حياة المجون و اللهو التي اشتهر بها في شبابه و لكنه توقف عنها، و في شبابه كان يميل أبو العتاهية لدراسة الادب و نظم الشعر، و تفوق في هذه المجالات و بعدها انتقل الى بغداد، و قد ذهب أبو العتاهية لقصر المهدي بسبب صديق له أخذه لهذا القصر و عرفه عليه، و منذ هذا اليوم بدأ بقول أشعاره و عرضها في قصر المهدي.

و كان يعجب بها المهدي و تلقى اشعار أبو العتاهية استحسان كل من يسمعها، و عند قدوم هارون الرشيد ليسمع شعر أبو العتاهية، كان في وقتها اعرض عن الشعر و عندما طلب منه هارون الرشيد أن يقول بعض من أشعاره، رفض مما جعل هارون الرشيد يأمر بحبس أبو العتاهية في منزل حتى يعود إلى الشعر، و بعدها عاد للشعر و مدح هارون الرشيد في أشعاره، و قد توفى ابو العتاهية في عام ٢١١، في وقت خلافة المأمون و كان يملك الكثير من المال، و لكن كان يتمسك بالزهد الشديد في الحياة و البخل و الحرص الشديد أيضاً عند إنفاق الأموال .



اشعار ابو العتاهية
كانت اشعاره مشهورة بوجود الزهد و الغزل فيها، و اشتهر بأنه كان يقول أشعار خاصة بالمدح و العتاب و الهجاء في المناسبات المختلفة، كان أبو العتاهية ينضج عاطفياً و عقليا أثناء حياته كأي إنسان، و كان هذا النضج ظاهر بوضوح في أشعاره المختلفة، التي كانت تعبر عن جميع مراحل حياته في الجانب الوجداني، و جميع مراحل حياته في الجانب العقلي و العاطفي، فكان شعره يتطور عندما تتطور هذه الجوانب، و كان شعره يتميز بالضعف و الليونة و أن جميع العبارات التي يقوم باستخدامها في أشعاره، تكون عبارات شعبية و خالية من أي تعقيد موجود فيها و تميل للبساطة لكي يفهمها جميع الناس بسهولة، كما كان لها ايقاع موسيقي قوي يميزها عن باقي الاشعار الأخرى، كان لهذا الايقاع أثر على كل من يسمعه، مما جعل الناس تحب سماع شعر ابو العتاهية.

و يذكر أنه قد احب جارية نائحة على القبور، فقام بعمل شعر لها لكي تستطيع أن تنوح به، و تم ذكر الموت في هذا الشعر و الإشارة لضرورة الزهد في الدنيا و أهميته، و كان يعتبر هذا الشعر ضمن شعر الوعظ أيضاً الذي كتبه ابو العتاهية، و عندما احب عتبة الجارية كان شعره في هذا الوقت يميل للغزل، و يميل للحب و العاطفة و العفة، و ظل يكتب لهذه الجارية الشعر رغم رفضها له، و أكثر ما كان موجود في أشعاره هو الزهد و الوعظ الديني، و أهمية تهذيب الاخلاق و تذكير جميع الناس بالموت، كما استطاع أن ينجح بشكل كبير في التقريب بين الشعر و النثر، و تقديمه بطريقة بسيطة لاقت استحسان من جميع الناس .