هل أنت عاشق للتبضُّع؟.. احذر فإن إدمان التسوق قد يصنف كمرض عقلي، وعلاجه يحتاج للابتعاد عن هذه المثيرات

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : ام ناصر**
-
للتبضُّع؟.. للابتعاد المثيرات iStock-800108654-120
هل أنت عاشق للتسوق، قد تعتبرها مشكلة، أو أنك سعيد بذلك، ولكن انتبه، فقريباً قد يصنف &;إدمان التسوق» ضمن فئة الأمراض العقلية.

الأمر ليس مزحة أو مبالغة بل إن هذا التصنيف المحتمل يستند إلى حجج علمية تستند إلى بعض الأبحاث والدراسات التي كشفت عن خطورة هذه الظاهرة، حسب تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية.

يبدو أنه سينضم لإدمان الإنترنت

رحب الخبراء بهذه الأخبار، التي تأتي في أعقاب اعتبار منظمة الصحة العالمية أن إدمان ألعاب الإنترنت مرض عقلي بشكل رسمي في شهر يونيو/حزيران 2018.

وأثار هذا الإعلان من قبل منظمة الصحة العالمية اهتماما كبيراً، رغم التوضيحات بأن اضطراب إدمان ألعاب الإنترنت لا يؤثر على أكثر من 3 في المائة من اللاعبين، حسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس، مع بعض التقديرات المنخفضة إلى واحد في المائة من بين أكثر من 2 مليار شخص حول العالم يلعبون الألعاب بانتظام.

وقد تم تشخيص أول حالة لصبي يبلغ من العمر 15 عاماً في شهر يونيو/حزيران 2018 من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، بعد مساعي متواصلة من أمه لطلب المساعدة لمواجهة انعزاله وانقطاعه عن الدراسة بسبب إدمان الإنترنت.

إليك أكبر الخاسرين.. تصنيف إدمان التسوق كاضطراب قد يمتد تأثيره إلى هذه المؤسسات الكبرى

قد يؤدي التصنيف الرسمي لإدمان التسوق إلى التدقيق في تكتيكات التسويق المباشر والقوي، الذي تستخدمه مراكز التسوق الكبرى وتجار التجزئة عبر الإنترنت، التي تحث المتسوقين عادة على شراء ما لا يحتاجونه.

وقد أشار البروفيسور أستريد مولر، عالم النفس السريري المختص في الإدمان من كلية هانوفر الطبية بألمانيا، إلى ما توصل إليه من نتائج قائلاً &;حان الوقت للاعتراف باضطراب التسوق القهري كحالة صحية عقلية منفصلة».

وأضاف &;هذا سيساعدنا على تطوير علاجات محددة وإيجاد طرق تشخيص أفضل».

يشترون ما لا يحتاجون، الأمر يشبه الرغبة في إشعال الحرائق والسرقة

تندرج حالة اضطراب الشراء القهري ضمن خانة اضطراب السيطرة على الانفعالات، إلى جانب بايرومانيا، وهي الرغبة في إشعال الحرائق، والكليبتومينيا، وهي الرغبة في السرقة.

غالباً ما يصف الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشراء القهري وجود حافز أو قلق متزايد لا يمكن تخفيفه إلا عند القيام بعملية الشراء.

وبصرف النظر عن المشاكل المرتبطة بتراكم الديون، قد يؤثر اضطراب الشراء القهري على العمل والعلاقات، حيث يقضي المرضى قدراً متزايداً من الوقت في التسوق، ناهيك عن أنهم يخفون هذه العادة عن شركائهم.

ويبدو أن هذا الاضطراب يتطور مهما كان دخل الفرد، خاصة وأن الأشياء التي يشتريها مدمنو التسوق لا تكون باهظة الثمن عادة. ومع ذلك، يشتري الكثير من هؤلاء منتجات كثيرة، مما يؤدي إلى خروج نفقاتهم عن السيطرة، وقد لا يحتاجون ما يشترون.

فعلى سبيل المثال، كثيراً ما يذكر المرضى بأنهم أقدموا على شراء منتج ما &;لأنه كان في إطار صفقة رابحة».

يا تُرى من هو أكثر عرضة لهذا الاضطراب.. النساء أم الرجال؟

تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 6 % من السكان في أغلب البلاد التي تواجه هذه المشكلة يعانون من &;رغبة لا يمكن التحكم فيها في التسوق وإنفاق المال»، كما أن هناك ستة مرضى من النساء من بين كل عشرة ممن يعانون من هذه الحالة.

وقد يعمد بعض مدمني التسوق إلى إرجاع المنتجات التي قاموا باقتنائها أو الاحتفاظ بها دون استعمالها، بينما قد يلجأ آخرون إلى بيع سلعهم أو التخلي عنها وتقديمها لأشخاص آخرين.

وقد توصل بحث أجري في جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية شارك فيه حوالي 400 طالب، إلى أن أولئك الذين ظهرت عليهم صفات اضطراب الشراء القهري لديهم أيضاً اهتمامات متشابهة حول اتباع نظام غذائي وما يعرف بصورة الجسم مع المرضى الذي يعانون من اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية والنهم العصبي.

كما أكد الباحثون أن المنتجات التي يقتنيها هؤلاء أثناء التسوق عادة ما تكون ذات صلة بالمظهر والشكل، على غرار الملابس والمجوهرات. وقد يشير ذلك إلى أن مدمني التسوق مدفوعون برغبة شديدة في القبول الاجتماعي.

وهناك طرق للعلاج تتشابه مع مدمني الكحول.. والأهم الابتعاد عن هذه الأشياء

هناك حاجة ملحة إلى وضع &;استراتيجيات وقائية عامة» من النوع الذي يُستخدم لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول، وآخرها إدمان الألعاب الإلكترونية، حسبما تقول أنيكو ماراز، وهي باحثة متخصصة في إدمان التسوق في جامعة هومبولت في برلين.

ويشمل علاج هذه الحالة مضادات للاكتئاب والخضوع لعلاج نفسي والعمل بجملة من النصائح على غرار التخلص من بطاقة الائتمان، والتسوق مع صديق أو أحد الأقارب شريطة أن لا يعاني هذا الصديق من اضطراب الشراء القهري، وإيجاد طرق مفيدة أخرى لقضاء وقت الفراغ بعيداً عن التسوق.

حيال هذا الشأن، تقول الطبيبة النفسية آنا أولبرايت إنه &;مع كل أنواع الإدمان، يعد القرب من المشكلة أو السلوك الذي تدمنه هو الإشكال الأكبر، إذ يتم إغراء الأشخاص من خلال رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالإعلان والتسويق. ومن السهل الآن الولوج إلى شبكة الإنترنت والنقر لشراء أي منتج والشعور بالمتعة».

وأضافت أولبرايت أن &;الشيء الوحيد المهم الذي أنصح به المرضى الذين يعانون من اضطراب الشراء القهري هو إلغاء الاشتراك من الرسائل الإخبارية التابعة للمحلات، والتوقف عن شراء المجلات. ومن المهم أيضاً الاعتراف بوجود مشكلة وطلب المساعدة في إيجاد استراتيجيات بديلة للتغلب على هذا المرض».

الديون تنتقل من بطاقة ائتمان لأخرى.. والأمر بدأ بحذاء

إدمانها شراء الملابس والأحذية جعلها غير قادرة على سداد ديون بقيمة 20 ألف جنيه إسترليني.

سامانثا سايمون، البالغة من العمر 53 عاماً، نموذج لنتائج إدمان التسوق؛ إذ تعترف السيدة المطلقة التي تعمل مستشارة عقارية، بأنها لطالما كانت تحب التسوق.

وتقول: &;منذ أن كنت في بداية العشرينيات، كنت أذهب إلى متاجر على غرار، Harrods أو Harvey Nichols، وأحصل على بطاقة متجر دون فوائد مدة 3 أشهر.

لم أقم بشراء سلع باهظة الثمن، ولم تكن مشترياتي تتعدى حذاء بقيمة 300 جنيه إسترليني أو سترة بنحو 500 جنيه إسترليني».

وأضافت سامانثا: &;لم أكن أفكر في المبلغ الذي كنت أنفقه أو كيف سأقوم بدفعه، نظراً إلى أن عمليات الشراء يصاحبها شعور جميل جداً. كما أنني أحب أن أبدو جميلة وأحظى بإعجاب الآخرين. لم أرتدِ يوماً لباساً عادياً مطلقاً، وللسبب نفسه أنا حريصة جداً على ما آكله، وأفضّل أن أحتفظ برشاقتي».

لقد بدأت سامنثا تواجه مشاكل في سداد ديون بطاقتها الائتمانية وبطاقة المتجر منذ 10 سنوات، ولجأت إلى تحويل الدين من بطاقة إلى أخرى. وفي نهاية المطاف، اضطرت سامانثا إلى الاستنجاد بعائلتها لتسديد الديون التي تراكمت عليها.

وتخوض سامانثا حالياً رحلة علاج. وتصف حالتها بأنها &;إدمان التسوق الوظيفي». وتقول سامانثا: &;ما زلت أتلقى رسائل إلكترونية من المتاجر، ولا يمر أسبوع دون أن أشتري شيئاً. لكن في حدود إمكاناتي بالوقت الراهن».

إقرأ أيضاً..

اقتراح تصحيح