يا ابني أنت فاشل قصة راعي غنم رفض أن يكون جثة فأصبح أستاذاً جامعياً

مجتمع رجيم / سفر سياحة فنادق منتجعات
كتبت : *امـيره بضحكتي*
-
أستاذاً -1213
يروي الكاتب الصحفي فهد الأحمري قصة نجاح بطلها التعليم وراعي غنم شاب أصيب بالعمي والشلل، لكنه حقق حلمه، وردّ على أستاذه الذي قال له: “أنت فاشل”، لينهي الكاتب بإعلان اسم بطله الشهير الذي يفخر به وبأمثاله الوطن وأبناء الوطن.

أنت فاشل

وفي مقاله “يا ابني‫ أنت فاشل.. قصة نجاح ملهمة” بصحيفة “الوطن”، يقول “الأحمري”: “بطل القصة، بدأ تعليمه الجامعي بصدمة قوية، إذ قال له أستاذه الجامعي، وفي الشهر الأول من الدراسة: (يا ابني أنت فاشل، ولا تصلح أن تدرس بالجامعة)! لم تُعِقه تلك الجملة القاسية من أستاذه، لينتقل إلى كلية أخرى، ويكمل تعليمه الجامعي بتفوق، ثم ينال الماجستير أيضاً، وكان الوحيد الذي حصل على مرتبة الشرف ضمن دفعته تلك.. استطاع أن يحصل على قبول لمرحلة الدكتوراه، إلا أنه -وبعد أن أنجز السنة الأولى- فقد بصره فجأة، وتم إخباره بأنه ليست هناك فرصة لإعادته، وأنه أصبح أعمى.. لم يستسلم، بل واصل الفحوص حتى توصل إلى إمكان عمل جراحة ليعود إليه البصر، لكن هناك ضريبة لهذه الجراحة وهي احتمال أن يصبح مشلولاً!”.

إما مشلول وإما أعمى

ويصل الكاتب إلى لحظة حاسمة في حياة بطله، ويقول: “كان أمام خيارين، كل منهما أصعب وأقسى من الآخر، إما مشلول يبصر أو أعمى يمشي.. ولأنه مسكون بحب الإنجاز والمغامرة وحسابات أخرى شخصية، فضل إجراء الجراحة ليكون مبصراً حتى لو أصبح مشلولاً. خرج من غرفة العمليات لا يشعر بأي شيء في الجزء السفلي من جسده، ولا يستطيع تحريك يديه.. عشرون يوماً بعد الجراحة قضاها مشلولاً وأعمى، حتى إن مرافقه كان يؤكله بيده. وكما فقد بصره فجأة، عاد إليه البصر فجأة، لكنه مشوّش، بينما لا يزال الجسد مشلولاً”.

بين الإعاقة وحلم الدكتوراه

ويمضي “الأحمري”: “بدأت السنة الجامعية وهو بين ظروف الإعاقة وحلم الدكتوراه، إلا أنه رفض أن يكون جثة هامدة، بل واصل مشروعه العلمي. ومن على السرير الأبيض اتصل المريض برئيس القسم في الجامعة، وطلب تسجيل مواد الفصل الجديد، فأجابه الدكتور: “أنت معوق وصحتك أهم من هذا”، إلا أن الطالب المعوق أصر على أستاذه لتسجيل مواده. لم يتغيب عن محاضراته في الجامعة، بل كان يحضر على كرسي متحرك، وفي يده المغذية، وأحياناً بلباس المستشفى.. المُتعِب في هذا لم يكن المرض وآلامه والإعاقة الموجعة للنفس والبدن، والبعد عن أهله وبيته فحسب، بل هناك المرافق الوفي الذي كان يلازمه طوال تلك الفترة في المستشفى والجامعة، حتى إنه كان يقرأ له من البحوث ثم يملي عليه الطالب ما يكتب كي ينجز متطلبات المواد.. في المستشفى، كان شعلة نشاط، رغم الإعاقة، حتى إنه، وعلى الكرسي المتحرك، اهتم بالمستشفى الذي كان يقيم فيه، من حيث المرضى، ومنسوبي المستشفى أنفسهم. فأقام معرض رسومات مشجعة للمرضى، وكان له دور فعّال في تخفيف معاناتهم وتسليتهم. وفي جانب منسوبي المستشفى، قدّم دورات للموظفين والموظفات في المنشأة الصحية نفسها”.

راعي الغنم

ويعود “الأحمري” لطفولة بطله ويقول: “كفاح الرجل وجَلده، لم يكونا وليد اللحظة، بل كانا منذ الصغر. في البادية كان راعياً للغنم حتى نهاية المرحلة الثانوية. راعي الغنم في الصغر وصاحب المرض المؤلم في الكبر، والذي على إثره هو الآن يتعاطى الكيماوي، عمل على تطوير نفسه حتى أضحى أكاديمياً، وعضواً فاعلاً في أحد أندية الوطن الأدبية في منطقة شهيرة بالأدباء ورجال العلم والثقافة. رغم ملازمة المرض إلا أنني لم أشاهد أنشط من شخصه وإخلاصه في العمل الموكل إليه. يحدثني ويريني خططاً وأهدافاً يرسمها، في عمله بالجامعة، ذات استراتيجيات بعيدة المدى تخدم حتى من بعده عندما يترجل هو عن العمل لتقاعد أو طارئ معين”.

درس الدكتور مفرح الرشيدي

وينهي “الأحمري” بالدرس الذي تُعلمنا إياه هذه القصة الحقيقية ويقول: “مهما بلغت مآسيك، هناك من عانى أسوأ مما أنت فيه، وهناك من لا يزال يتعايش مع الظروف الصعبة، وقد ينجح بتجاوزها أو لا ينجح، لكنه مستمر في نضاله لتحقيق نجاحاته، ومن هؤلاء الملهمين، الدكتور مفرح الرشيدي الذي يفخر به وبأمثاله الوطن وأبناء الوطن”.







dh hfkd Hkj thag rwm vhud ykl vtq Hk d;,k [em tHwfp Hsjh`hW [hludhW



صورتويترخواطركلام